بسم الله الرحمن الرحيم
مع بزوغ فجر الفطر السعيد المبارك ومع انقضاء أيام رمضان الفضيلة، أيام البر والتقوى والصوم والصلاح, شهرِ الخيرات , الشهر الذي أُنزِل فيهِ القرآن هُدىً للناس, والذي فيه تتضاعف الحسنات وتُمسَح السيئات، وتُرفع المراتِبُ والدرجات, وتتجهُ عيونُ وقلوبُ ونفوسُ المؤمنين والمؤمنات إلى باريها ومولاها طائعةً خاشعة. يسعدُني أن أتوجّهَ إلى جميعِ المحتفلين بهذا العيدِ المبارك في كل قُطرٍ ومكان، بأجمل التحيات وأطيبِ التمنيات , راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يكون حلوله فاتحةً لعهدٍ جديدٍ من العيشِ الرغيدِ الطيّب، والسعادةِ والهناء، والصحةِ والعافية.
لقد جاءت الأعيادُ لِتُذكرنا بوجود الله سُبحانه وتعالى، ولحثنا على التوبةِ والرجوع عن المعاصي، والسعيِ لنشر المحبة بين الناس، والإكثارِ من عملِ الخير.
ان حلولُ الأعيادِ هو فرصةٌ طيبةٌ لنسيانِ الأحقادِ والضغائن، ومحاسبةِ النفسِ والتجاوزِ عن سيئاتِ الآخرين، ولتقريبِ القلوب ، والعمل من أجل العيشِ في سلمٍ وسلام، وأمنٍ واستقرار وطُمَأنينةٍ وازدهار.
نحن كرجال دين، مسئولون أمام رعايانا وأمام الله، يجب علينا بذلُ قصارى جُهْدِنا، لكي نكونَ قدوة ومثالًا للمجتمع ، وعليه فإنني أتوجُّه إلى جميعِ إخواني رجالِ الدينِ ,من مختلفِ الطوائفِ والأديانِ، أن يضعوا نصْب أعينِهِم دائمًا، إصلاحَ المجتمعِ والدعوة للمحبة التآخي السلام ونبذ العنف.
أيها الاحبة - يقلقنا جميعا ما يجري في الدول المجاورة من إزهاقٍ لأرواح الأبرياء , أتمنى على العلي القدير أن تُفض هذه الخلافات القائمة هُنا وهناك بالطرق السلمية وأن يوضع حدٌّ لتلك المآسي المؤلمة إنسانياً وأخلاقياً.
وأخيراً , لا يسعُني إلا الابتهالُ إلى اللهِ العليِّ القدير، مُتمنياً عليه , طالباً منهُ أن يسدّدَ خطواتِ قادةِ وزعماءِ المنطقةِ، وأن يلهمهم تكثيف جهودِهُم بُغية بلوغ السلامِ المنشود ، وتسويةِ الأمورِ والمشاكلِ بالتفاوض والتفاهُم والمُصالحة .
أعاد الله الفطر علينا وايّاكُم بالخير واليُمن والبركات وكل عام وأنتم بخير .