بقلم : كاظم ابراهيم مواسي
في عصر الخلفاء الراشدين كان الحج فرضاً ميسراً وقليل التكلفة ، وبدأ الحج يصعب تدريجياً مع انتشار الاسلام ابتداء من العصر الاموي الى ايامنا هذه .فصار اصعب مادياً وجسدياً ونفسياً . اذ يؤم الحجاج الديار المقدسة في السنوات الاخيرة بكل موسم ما يقارب الاربعة ملايين حاج يتزاحمون في الطواف وفي رجم الجمرات واينما حلوا يتزاحمون.
في نص الآية الكريمة التي تفرض الحج بيّن الله سبحانه وتعالى ان الحج فريضة على الذين يستطيعون اليه سبيلا. ولا اعرف ولا افهم كيف بامكان أب ان يسقط من مسؤوليته امور ابنائه ويشد الرحال الى الحج لأنه ملك فقط تكاليف الحج ، فمن هم هؤلاء الشيوخ الذين يشجعون المسلم على الاهتمام بنفسه وعدم الاهتمام بابنائه ؟ هل هم تجار سعوديون ام اردنيون ام انهم يريدون كسب رحلة مجانية على حساب المسجلين للحج ؟ ام ان دافعهم سياسي وتنظيمي ؟
منذ بداية الاسلام وقبله وبعده وجد اناس قادرون واناس عاجزون فمن اعطاه الله المقدرة فليحج ومن لا يستطيع فحسبه الله. وغريب عجيب ما يحدث في ايامنا هذه ان نصف عدد الحجاج في حقيقة امرهم غير قادرين من ناحية مادية رغم ملكهم للتكلفة الا انهم يوكلون امر ابنائهم للقضاء والقدر.
ختاما اتمنى من القارئ العزيز ان يقابل الحجة بالحجة فكلنا نريد الخير لامتنا .فتعليم الابناء ومساعدتهم في النجاح هي من انواع العبادات ومن يثيبنا على اعمالنا واقوالنا هو الله سبحانه وتعالى ولا احد غيره.