في مقالي الأخير تحت عنوان "كفانا دمغجة" تطرّقت إلى تقرير مُراقب الدَّولة الّذي تضمَّن إشارات عن هدر المال العام، ويُشار إلى أنَّ إدارة المجلس الحاليَّة ما زالت تتخبَّط حتّى اليوم بالرَّد على التَّقرير وتصحيح التّجاوزات. وذلك لعدم استطاعتها تشكيل لجنة من ثلاثة أشخاص (ועדה לתיקון ליקויים). كما هو الحال مع باقي اللّجان ومنها لجنة الاعتراضات على ضريبة الأرنونا.
تحدّثنا عن الخارطة الهيكليَّة والخارطة المُفصّلة للحي الشّمالي وتوسيع ملعب كرة القدم والشّارع الالتفافي وقياس الأبنية وزيادة الأرنونا للمحال التّجارية، كل هذا ومواضيع أخرى ما زالت تُراوِح مكانها تحتَ إدارة تلف وتدور حول نفسها.
أمّا فيما يتعلّق بالوضع المالي للمجلس المحلّي، فصبرًا، لأنَّ ذلك يتطلّب مقالًا شاملًا نعدكُم به، وأستطيع القول إنَّ ما أُذيعَ في المناظرة عبر صوت إسرائيل غير دقيق.
حبَّذا لو يقوم مُرشّحو الرّئاسة بزيارة خاطفة للقُرى المُجاورة لكي يروا بأمّ أعينهم تطوّر هذه القُرى الصَّغيرة نسبيًّا. فهذه ليست نظريّات وإنَّما إرادة وتخطيط احتياجات، وإذا ما عادوا إلى المغار المنكوبة، ودخلوا إلى مكاتب المجلس المحلّي واطّلعوا على المُستندات الماليَّة وغيرها وإذا ما قاموا بجولة ميدانيَّة في أحياء القرية والمنطقة الصّناعيَّة حتّى لا يُضلّلوا أو يُضلَّلوا لوجدوا أنَّ المغار تحتاج إلى قسم العناية المُكثّفة وعمليّات جراحيّة، وبعد مثل هذه الجولة القصيرة أدعو النّاخب الواعي إلى الاطّلاع على المُعطيات التّالية :
هل تعلم أنَّ المغار لم تُضَم لخطّة تعزيز السّلطات الدرزية والشّركسيَّة (680 مليون شيكل)، المغار استُثنِيَت منها وأُدخِلت فقط في مجالين : التّعليم والرّفاه الاجتماعي. وكل ذلك بسبب انضمام المغار إلى خطّة برافرمان المشؤومة ( ويُذكَر في هذا الصّدد أنّ رئيس المجلس بعث إلى مكتب مُدير عام رئيس الحُكومة برسالة طالب فيها عدم استثناء المغار من خطّة التّعزيز للمجالس الدّرزيّة والشّركسيّة، وللتذكير الرّسالة أُرسِلت بتاريخ 3.7.2010).
هل تعلم أنّ المجلس المحلي لم يُقدّم طلبات خلال العامين 2011-2012 للحُصول على ميزانيّات لتطوير الشّوارع الزّراعيّة، الأمر الّذي أدّى إلى إضاعة الفرصة على المجلس في الحُصول على هذه الميزانيّات بحجّة أنَّ المجلس قد نسيَ تقديم الطّلبات في الوقت المُحدّد. وقد أضاع المجلس بإهماله هذا الحُصول على ما يقارب 700 ألف شيكل.
هل تعلم أنَّ المغار لم تحصل على شاقل واحد من وزارة السّياحة خلال السنوات الخمس الأخيرة؟
هل تعلم أنّ الشّارع الالتفافي الّذي كان من المفروض تنفيذه قبل سنتين لم ولن يُنفّذ حسب التّخطيط؟ وبتاريخ 30.6.2011 طرحتُ أنا اقتراحًا خطّيًّا لمُصادرة الشّارع كاملًا والعمل بحزمٍ لتوسيعه، غير أنّ اقتراحي هذا رُفِضَ في جلسة المجلس.
هل تعلم أنَّ عضو المجلس السَّيّد مهنا هزيمة، كان قد قدَّم طلبًا بتاريخ 31.10.2009 بخُصوص جدار يُشكّل خطرًا على المارّة بجانب بيت المرحوم جمال صالح خطيب والحق يُقال إننا بالأمس فقط احتفلنا بهدمه.
هل تعلم أنَّ موضوع "الكيوسكات" في المدارس بُحِثَ في جلسة المجلس بتاريخ 2.6.2010 وعُيِّنت لجنة بهذا الخُصوص، والنّتيجة "حدِّث ولا حرج".
هل تعلم أنَّ تكلفة المُكنسة الكهربائيَّة التي كنا نراها فقط بيوم 29 شباط، اليوم وقبل الانتخابات أصبحت تُكلّف عشرات آلاف الشّواقل شهريًّا، والسّؤال ما جدوى هذه المكنسة؟
هل تعلم أنّ سنين خلت وحتَّى اليوم لم يُقدّم المجلس المحلّي منحة دراسية واحدة على الأقل لأي طالب جامعي في المغار؟
هل تعلم أنّ أكثر من سبعين عامود كهرباء أو هواتف ما زالوا قابعين في شوارع المغار يُشكّلون خطرًا على المارَّة؟ هل هذا في نظر البعض أشجار نخيل لا تثمر؟
هل تعلم أنّ %55 من البيوت في المغار غير مُرتبطة بشبكة المجاري؟
هل تعلم أنّ %35 من عائلات المغار يُعانون من أنواع الفقر على أنواعه ويُعالجون من قِبَل مكتب الشّؤون الاجتماعيَّة؟ وتضم هذه العائلات حوالي 1200 طفل.
هل تعلم أنَّ أكثر من 4000 أجير يتقاضون مُتوسّط دخل 4300 شيكل فقط للرّجال، و 2800 للنّساء؟
هل تعلم أنَّ المئات من سُكّان المغار يخرجون في ساعات الفجر الباكر للعمل في القطيف مقابل أجر لا يتعدّى الـ100 شيكل يوميًّا؟ والحق يُقال إنّ مشكلة التّشغيل والبطالة ليست من صلاحيّات المجلس المحلّي في المغار!
هل تعلم أنّ بتاريخ 4.2.2009 أُدرِج بندٌ لبحثه في جلسة المجلس المحلّي، ينص على "الاستماع إلى أعضاء المجلس لطرح مواضيع مستقبليَّة كأفكار في أقرب وقت"، وما هي الأفكار والمواضيع المُستقبليّة الّتي انبثقت من مُمثّلي السّلطة المحلّيّة؟
هل تعلم أنَّ رخص البناء الّتي صدرت منذ بداية السَّنة كانت قليلة جدًّا؟ والسَّبب هو التّأخير المُتعمّد من لجنة التّنظيم المحلّيّة الّتي وضعت قُيودًا قديمة جديدة تُعيق على المُواطن (الحق يُقال إنّ رئيس المجلس أرسل رسالتين بهذا الخُصوص إلى رئيس لجنة التّنظيم بتاريخ 1.2.2011 والثّانية في 3.2.2011) إلّا أنّ الوضع لا زال على حاله.
أختي النّاخبة، أخي النّاخب..
إذا بقي الوضع الحالي على ما هو عليه فالعهد القادم سيكون عهد مشي على قوس قزح، ومن لا يستطيع المشي فبساط الرّيح في خدمته.
وإلى اللقاء في مقال قادم ...
ملاحظة : المقال والمعطيات الّتي أوردتها فيه يستند إلى وثائق ومستندات رسميَّة بحوزتي يمكن لمن يشاء الاطّلاع عليها.