![](https://static.sabeel.co.il/pic/2013/8/29/sabeel-2013842916463.jpg)
الأيام تمر والساعات تجري والزمن يمضي ولا أحد يستطيع إيقافه. ومع اقتراب يوم الانتخابات يتجدد الأمل لتغيير الظروف والأحوال إلى الأفضل وهنالك من لا يدري ولا يعي أن الزمن وحده لا يغيّر الأحوال أن سياسة حسيبك للزمن لا تغيّر من الواقع شيئا بل العكس ربما تؤدي إلى تفاقم ومضاعفة الأزمات ولهذا يجب أن نقف مع أنفسنا نحاسب ونتحاسب ونعيد تقييم الأمور مستعملين إرادتنا الحقة المحقة من أجل تغيير المسارات وتحقيق الأهداف.
إخواني هنالك البعض الذين يتعرضون لضغوطات عديدة أعد منها الحاجة المادية والضغوطات العائلية وربما القوة أيضا. لهذا يرضخون لغيرهم ويسيرون حسب أهواء وإرادة غيرهم بالرغم من أنهم يفكرون بطريقة تتناقض كليًّا مع آراء غيرهم ومعتقداتهم فتصبح إرادتهم مسلوبة ومشلولة ومهمشة تحت نير الضغوطات التي تمارس عليهم . لكل هؤلاء أقول لقد آن الأوان كي تتحرروا من هذه القيود. ولا تدعوا أحدا يسيطر عليكم فإن الله خلقنا جميعنا أحرارا والإنسان ألواعي المدرك يقاس بمنطقه ومبادئه وقدراته التي يستطيع أن يستغلها في خدمة مجتمعه فإذا همشت هذه الأفكار وهذه الآراء وأخفيناها من أجل ضمان الأمان وتمشيا مع التيار أو ما يسمى "الحيط الواقف" فهذه أخطاء لن يسمح لنا أحد بها. فإن الصوت هو الضمير ومن لا يحاسب ضميره يحاسب عليه ويجني نتيجة ما فعل ولهذا أتوجه إلى الجميع أن يحكموا ضمائرهم من أجل الصالح العام ولا يعودوا إلى الأخطاء المسبقة من الانقياد نحو العائلية أو المصلحة الشخصية الذاتية. وأناشد الجميع من أصحاب الطاقات والقدرات التكاتف وأن يسيروا وفق آرائهم الشخصية لكي يخطوا براحة الضمير لا راحة العمل فأصعب ما يواجه الإنسان أن يصاب بعدم راحة الضمير.
وفي هذه الفترة تكثر الانقسامات والصراعات التي ترتكز على مضامين فردية وجماعية عائلية وطائفية وتبدأ التكتلات وفق هذه المضامين وتبدأ محاولات تهميش كل من يطرح فكرا جديدا مبنيًّا على أسس علمية من أجل تقويم وتصحيح الاعوجاج ، ولهذا إخواني أصحاب القدرات ما علينا إلا أن نقف في وجه هذه التيارات التي قامت وتقوم بدون أسس اجتماعية متينة ونجابههم بآرائنا الفكرية العصرية العملية، ونقول لهم إننا نعرف ما يجب أن يقال ونفعل ما يجب أن يُفعل وأنا على يقين أن كل من يقف مع نفسه ويحاسب ضميره يصل إلى النتيجة أن واقعنا مرير وماضينا أشد مرارة ، لهذا سيحاسب المسؤولين عن الماضي وعن الحاضر ويتطلع نحو تخطيط مستقبل أفضل.
فبالحزم والعزم والإصرار نبني المغار
فالمغار لن تعود إلى الوراء.