أسباب الضعف في اللغة العربية - بقلم فاروق مواسي

بقلم فاروق مواسي,
تاريخ النشر 04/09/2013 - 09:47:33 am

من مقالاتي في اللغة :
كان لي نقاش وكثيرًا ما يتردد مثله أو أحدّ منه حول أسباب ضعف اللغة العربية في مدارسنا، وفي مؤسساتنا التعليمية.

قلت لعل أهم سبب يكمن في أن  الطلاب الممتازين في الثانويات يتوجهون إلى الطب والهندسة والعلوم والمحاماة، لذا ترى كثيرًا من معلمي العربية كانوا متوسطين في تحصيلهم، إن لم يكونوا ضعفاء –  وهؤلاء هم الذين يعلمون اللغة، وهم قناة التوصيل لها، وأحيانًا بدون تذوق لها ولجماليتها، والذنب – كما أرى - ليس ذنبهم فقط، فمن الضروري إلزامهم بدورات سنوية فيها إثراء، ومتابعة  وتعمق، وامتحانات، ومن الضروري متابعتهم وأن يكون هناك تفتيش هدفه خدمة المعلم أولاً وقبلاً.
ولكن، ما معنى أن تعرف العربية؟
الجواب الأول والأساس يظل نسبيًا، ولكني مع ذلك أدعوكم لقراءة جزء من مقالتي التي تعالج الموضوع بتوسع:

   " لغتنا عنوان وجودنا ومرآة وجداننا"، ضمن كتاب : مركز الدراسات المعاصرة.  اللغة العربية في الداخل الفلسطيني بين التمكين والارتقاء. أم الفحم ، 2009، ص 47-51.

ما معنى أن تعرف العربية:

أن يعرف  الدارس العربية - أعني به ما يلي:
* أن يتدبر آي الذكر الحكيم، في معانيه وفي ألفاظه، في أساليبه، وفي تفسيره، فلا سبيل للدارس إلا أن ينهل من حوض العربية الذي حفظها، ولا يغفل عن قوله تعالى {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون} وفي آية أخرى ( جعلناه )، فهو { كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعلمون. فحفظ القرآن يؤدي بصاحبه إلى استيعاب اللغة وتشرب جزالتها وفصاحتها. 
* أن يعرف الدارس قواعد اللغة نحوًا وصرفًا، وإملاء، وصوتياتٍ، وبلاغةً- من بيان وبديع وعلم المعاني، ويعرف مواطن اللحن، وليس اللحن قاصرًا على نهاية الكلمة، بل هو في شكل اللفظة بدءًا من حرفها الأول.

* أن يكون مصاحبًا للشعر العربي، وخاصة التليد منه، فيكون ملتقطًا لدرره، عاشقًا لغرره، مدركًا شواهده وشوارده، ونوادره وموارده، فهو عقّار طب المهج، وهو ديوان العرب، وهو موضع اعتزاز يعتز به من يحفظه، ويستشهد به في الحدث والحديث.
* أن يعمد الدارس إلى فقه العربية، ويتابع تطور اللغة في دلالاتها، وأن يكون على بينة بطواعيتها وبمدى قابلية اشتقاقاتها، ويعرف أن هذه اللغة فيها الكنوز والرموز، وأنها عروس تمتثل لصاحب الصولة فيها.
كما عليه أن يعرف المناهج الحديثة في النظر إلى اللغة، وإلى الطاقة الكامنة فيها، وموازنة ذلك مع ما يجري في اللغات العالمية الأخرى.
إن لغة القرآن تدعونا إلى أن ندرس طرق التجديد في اللغة – في القياس والنحت والتوليد والاختصار والاقتراض......
* أن يتابع المعاجم على اختلاف مناهجها، فلا يصح ألا يعرف الدارس كيف يجد مادة في العين للخليل، أو أن يعرف ما ميزة مقاييس اللغة، أو يتصفح تاج العروس ولسان العرب وغيرها، وهذه المصادر موسوعة شاملة، وليست لغوية فقط.
* أن يتبحر الدارس  في مأثور العرب من الأمثال، والحكم، في الخطب والوصايا، في الرسائل والمقامات، وهذه من شأنها أن تصقل الألسنة، وتغذي الفكر، وتشيع جوًا من الأصالة والتراث، حتى ولو وُظفّت بأداء مستجد، له فعاليتة المستحدثة.
* أن يقرأ الدارس صفحات تاريخ الأدب العربي، ويواكب التطور في الشكل والمضمون، ويعرف الشعراء على اختلاف عصورهم، وتياراتهم الأدبية، وموضوعاتهم، وألوانهم الأدبية.
* أن يحسن الدارس عروض الشعر، فيعرف مواطن الخلل في القصيدة، وكم بالحري أن يتابع التطور الحديث الذي جرى على الشعر  مثلاً في الموشح، وفي شعر التفعيلة، وسائر الأنماط الشعرية، فكما أن لكل طرح أو مسألة قواعدَ يُعمل بها،  فإن للشعر قواعده التي لا يجوز أن يجهلها الدارس.
* أن يعرف الدارس علوم العرب من نقد وفلسفة، وسيرة وحديث شريف،وأن يعرف الأدب ومصطلحاته الأدبية  ما قدم منها وما حدث، وبذلك تقوى الملكة الأدبية لديه، ويتعزز بما قد ينحو إليه.
* وأخيرًا أن تكون لديه ملكة التعبير، فهي جُماع ما سبق، ولا تتأتى إلا لمن سبر غورها، ودفع مهرها وقتًا وجهدا.
فإذا صال الدارس فيما ذكرت وجال، فإنه سيكون ابن بجدتها، وفارسها في غمرتها.
 أما الشائع اليوم فهو أن نجد متخصصًا في هذا الميدان أو ذاك، يقتصر على المشوار الواحد ليجري فيه جواده. وقد يكون هذا التخصص ضروريًا مجديًا ومجزيًا، إلا أن المرور المتأني الملتقط لثمرات ترفده لا بد منه في كل باب.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.doaagh11الغة في نظري هي ثروة لغوية وهي اللغة الذي يفهم اساسها فهو يعرف كيف يتهتف مع الناس وهي جاءت من جد جد اجدادنا والذي يتحدث في هذة اللغة هو بلطبع انسان عربي مثقف وانا ارجو ان تطور هذة اللغة بشكل عالمي من ناحية تراث وادب والشكر وتقدير الذي ذكرنا باللغة الام وهي اللغة الذي يعشقها الكل04/09/2013 - 01:25:42 pm
2.doaagh11الغة في نظري هي ثروة لغوية وهي اللغة الذي يفهم اساسها فهو يعرف كيف يتهتف مع الناس وهي جاءت من جد جد اجدادنا والذي يتحدث في هذة اللغة هو بلطبع انسان عربي مثقف وانا ارجو ان تطور هذة اللغة بشكل عالمي من ناحية تراث وادب والشكر وتقدير الذي ذكرنا باللغة الام وهي اللغة الذي يعشقها الكل04/09/2013 - 01:26:15 pm
3.ابن المغارالاستاذ المحترم فاروق مواسي فاتك أمر هام جدّا وهو عدم إهمال الشّدات حين الكتابة بشكلٍ صحيح ! لأنّ الشّدة حرف واهمالها شكل من أشكال الخطأ الإملائيّ المقيت ! معذرة صديقي .04/09/2013 - 02:28:58 pm
4.معلمهل تريد ان يذهب من اجتاز االبسيخومتري بعلامة ٧٠٠ لتعلم اللغة العربية؟؟ هل استعملت يا صديقي هذه اللغة في ايطار اكاديمي؟؟ ام حقيقة انها باتت لغة تصلح لتراتيل الغرام فحسب...هل دراسة اي لغة سامية تمنحك قوت بيتك؟ هذا ما يفكر به الطلاب يت عزيزي..والمعلمون الذين ذممتهم هنا دون ذنب.04/09/2013 - 04:39:29 pm
5.ب. فاروق مواسيالشكر الأوفى لكل معقب! وبعد التحية: فأمر الشدة لا عهد لي به في أي كتاب من كتب العرب الموثوق بها،اللهم إلا المشكولة بدقة، فلو تصفحت كتاب (الإملاء الصحيح) لأبي رزق، وهو من أوائل الكتب التي نهلنا منها، وعليه اعتمد الكتّاب، وقد صدر عن عمان سنة 1918، والمؤلف هو عبد الرؤوف المصري اللغوي المعروف.، أقول إذا تصفحت الجمل في هذا الكتاب فإنك لا تجد هذه الشدة المطالب بها. وثمة (كتاب الإملاء) تأليف الشيخ حسين والي (دار القلم- بيروت ألفه المفتش الأول للأزهر والمعاهد الدينية، وثمة عشرات الكتب القديمة والمعتمد عليها بدون هذه الشدة الجديدة على الشكل. هذه الشدة قررها من قرر في منشور وزعته المفتشة راوية بربارة، ولا أظن أنه من إعدادها، بل من إعداد متحذلق لا يوثق به، وأنا اعترضت على ذلك في مقالة حبذا اطلاعك عليها، فثمة أخطاء كثيرة وردت في هذا المنشور. إذا أحببت أن تطلع على المقالة فأرجو أن تكاتبني: [email protected]05/09/2013 - 04:25:14 pm
6.ابن المغارد. فاروق أهلا بك. الشّدّة ليست مرتبطة بالتشكيل ! الكتب التي ذكرتها طبعت بطريقة صفّ الحروف البدويّة لذلك تعذّر تقنيًّا كتابة الشّدّة! أمّا وقد أصبح الأمر يسيرًا فلا عذر لمتجاهلي الشّدّة ! ولا تنسى عزيزي أننا نملك العربيّة كما كان الأقدمون يملكونها! فإذا أخطأ أصحاب الكتب التي تتلمذنا عليها فمن الواجب تصحيح الخطأ وذلك من باب "الخطأ ركوب الخطأ" ! أدعوك للانضمام الى مُعيدي الاعتبار للشّدّة ! شدّ الله أزرك يا دكتور. دعنا نترك التفتيش للمفتشين !ذرهم يفتشون عمّا يريدون حتى يلاقون يومهم الذي به يوعدون!07/09/2013 - 10:19:10 am
7.ب. فاروقما هذا الكلام يا ابن المغار؟ حبذا أن أعرفك حتى تعرف الحقائق أكثر! تقول: "الشّدّة ليست مرتبطة بالتشكيل" ! ما هذا الكلام؟ من أين لك هذا؟ ومن قال؟ وتقول: "الكتب التي ذكرتها طبعت بطريقة صفّ الحروف البدويّة لذلك تعذّر تقنيًّا كتابة الشّدّة"! ما هذا الكلام ثانية؟ أليس تجنيًا من قبلك؟ لقد وضعت الشدة في الصفحات الداخلية وطبعت وما من مشكلة، وعند شكل النصوص كاملة، فماذا تقول؟؟!!! هل تمزح؟ وتقول: " أمّا وقد أصبح الأمر يسيرًا فلا عذر لمتجاهلي الشّدّة" ! يا سلام! وإن تجاهلناها فهل أسأنا للغتنا؟ ومن الذي يوجب وضعها؟ وتقول جملة طه حسين: "ولا تنسى عزيزي أننا نملك العربيّة كما كان الأقدمون يملكونها! أولاً: نكتب (ولا تنسَ) بوجوب حذف الألف ثم من يملكها؟ أين؟ ومن هم؟ طه حسين إن قال يحق له، وأما هنا فمن؟ يا سيدي اقرأ مقالتي فسترى عندها من يملك العربية بالشروط العشرة التي وضعتها، وقل لي بعدها: من تظن من أساتذتنا ودكاترتنا يملكها؟ ,تقول: " فإذا أخطأ أصحاب الكتب التي تتلمذنا عليها فمن الواجب تصحيح الخطأ وذلك من باب "الخطأ ركوب الخطأ" ! عجيب أمرك؟ هكذا بكل بساطة هم أخطأوا!!!! مرة أخرى: هل تمزح؟! وتقول: "أدعوك للانضمام الى مُعيدي الاعتبار للشّدّة! وأقول: اللهم أزل عنا كل شدة، في اللغة وفي سواها. أنت تدعوني، ومن يدعوني معك بالله عليك؟! أسفي!07/09/2013 - 04:37:21 pm
8.ابن المغارشد حالك استاذ لقد تعلّمنا على اساتذة من أرباب اللّغة لا غبار عليهم أنّ الشّدّة لبست كالضّمة أة الفتحة أو الكسرة أو السكون وانّما هي بمثابة حرف كتب بهذا الشّكل لأسباب معروفة. تجاهلها خطأ املائيّ بينما عدم كتابة الحركات لا يعتبر خطأ أملائيًّا! من هنا أقول أنّ الشّدّة ليست مرتبطة بالتشكيل ! ومن يقول أنّها جزء من التشكيل عنده مشكلة أدعو له بالتّخلّص منها! الأخطاء الإملائيّة ليست اساءة مقصودة يا دكتور وإنما من الضعف الذي تتحدث عنه ! لك صديقي الحقّ بعدم الاهتمام لما أكتب وانهاء النقاش07/09/2013 - 11:09:54 pm
9.ب. فاروقتحيتي، وبعدها أود أن أنبه إلى أنني بروفيسور- أي أستاذ دكتور، أقول ذلك فقط للبيان في مخاطباتك، لا لأي تفاخر لا سمح الله! وأنت يبدو أنك جامعي تتفهم ذلك. ثانيًا: أنت تخطئ في اللغة، فلا يصح لمن يذود عنها أن يتعجل أو يخطئ، ففي الرسالة السابقة كتبت (ولا تنسى)، وكتبت كذلك (حتى يلاقون يومهم) ورسالتك الأخيرة يا أخي فيها: "ومن يقول أنّها جزء من التشكيل عنده مشكلة أدعو له بالتّخلّص منها!" والصواب (ومن يقل). ويبدو أن مقالتي (يرومون تقويمًا لنا) لها ما يبررها. يا أخي الكريم: عد إلى ما قلت واقرأ بدقة، وقل لمن علّم هذه الطريقة أن يواجهني، ولن يفعل، لأنني أكتب وأقول بعد دراسة وتمحيص، ويعرف الأساتذة الدكاترة في جامعة حيفا ما أقول ومتى أقول وكيف أقول. ويا حبذا أن نجعل المصادر حكمًا فيصلاً! مرة أخرى أدعوك لتقرأ ما أكتب! ولك حسن الدعاء! وبالفعل لم يعد ضرورة للمناكفة والجدل.08/09/2013 - 08:26:15 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2387
//echo 111; ?>