الموضوع الذي يشغل بال هواة الرياضة في المغار هو مصير " الملعب البلدي " وهنا يجب التوضيح بما يلي :
كانت هناك مناقصة قبل حوالي سنة لتجهيز خارطة تفصيلية للملعب البلدي وفاز بها أحد المهندسين، ولكن تبيّن قبل خمسة أشهر أن هذه المناقصة غير قانونية وتم الغاؤها نهائيًا وحتى هذه اللحظة لم تنشر مناقصة جديدة حول هذا الموضوع بما يعني أن الأمور ما زالت تُراوح في مكانها ومصير الملعب مجهول ولا يبشر بالخير .
يسألونني عن الخارطة الهيكلية والخارطة المفصلة للحي الشمالي فأقول لهم، لا جديد.
يسألونني عن أسعار القسائم للبناء وضريبة الأرنونا للمحال التجارية فأقول لهم لا جديد وربما نسير نحو الأسوأ.
يسألونني عن الوضع المالي بشكل عام وعن الديون والقروضات والفوائد وغيرها ، فأقول لهم صبرًا.
يسألونني عن تقرير مراقب الدولة وزيادة المعاشات ولمن ؟ فأقول لهم صبرًا !
يلومونني بأني صوتُّ مع 8 أعضاء مجلس ضد إقامة ملعب بجانب المقبرة الاسلامية في رأس الخابية ، فأقول لهم للمرة الألف أن مبادئي وقيمي لا تسمح لي إلا أن أحترم خصائص ومشاعر الطوائف الأخرى.
إتهموني أني مَن عرقل نقل طلاب من المدرسة الإبتدائية "ب" من أبناء الطائفة المسيحية إلى المدرسة الابتدائية "أ" ، فأقول لهم اذا كانت هذه تهمة فهي تشرفني لأني أحافظ على سلامة الطلاب ضد قرار غير مدروس .
وعلى كل حال ، لا بد أن نتساءل أولا لأن التساؤل في مثل هذا المقام أهم من الجواب.
هل عاد شهر النفاق والعناق إذ أن النفاق هو لغم كيماوي بحد ذاته ! أما العناق فهو عملية ملغومة .
إلى متى ستبقى قلّة قليلة من الناس تستحوذ على مقدّرات المغار وتعمل على دفعها إلى منزلقات خطيرة ماديًّا، اجتماعيًّا وأخلاقيًّا، وخلق أجواء اليأس والتفرقة والتمييز ؟
إلى متى ستبقى أحياء مهملة وكأنها مخيمات للاجئين وكذلك حرمان طوائف ومجموعات من الحق بالمشاركة في صنع القرار ؟
إلى متى سيظل طلاب المغار يتعلمون خارج القرية . وكذلك بنات المغار يتعلمن ويعملن خارج القرية ؟
إلى متى ستبقى المغار " حارة كل من إيدو إلو " وخاصة الشوارع الرئيسية المحتلة تحت أعين المسؤولين ؟
إلى متى سنبقى نبني المغار " بالشعارات البراقة والوعود الوردية " بلا تخطيط ودراسات علمية وبإشراك طاقات محلية ، بدل التفتيش ليل نهار عن المنفعة الشخصية لفلان وعلان ؟
ألم يحن الوقت للمحاسبة بعد أن أغلِقَ الأفق عن المساءلة ؟ لكن في نفس الوقت لا يمكننا ان نمر مر الكرام على ظاهرة المشاريع الشخصية والتوظيفات الخاطفة على حساب المال العام فالكريم يكرم من جيبه .
إلى متى سنبقى تحت طائلة سياسة الأرض المحروقة التي قتلت مستقبل أطفالنا وكرّست الفئوية والعصبية والرجعية والعائلية ؟
الم يصدق من قال : لكي يتعافى مجتمعنا يحتاج البعض إلى عمليات تجميل داخلية مثل تكبير القلب وشفط الحقد والخبث والضغائن، وشد إرتخائهم الفكري الشحيح، وتكسير خلايا الشر من نفوسهم وحرق خلايا الأنانية البغضاء واستغباء الضعفاء !
فبعد سنين من الألم أقول لأمهات المغار لقد ابتلينا في قريتنا الجميلة بنهج السفسطائية نهج يغالط بقصد الغش وهو يدري ما يفعل ؟ كذلك ابتلينا ببائعي الأوهام لأنهم يقولون ما يوافق هواهم.
هل أصبح الواقع يعني الهزيمة والاستسلام ؟ وهم يزودوننا بنصائح للواقع المريض ، لأنهم يريدوننا ان نكون كما يريد الواقع لا أن يكون الواقع كما نريد .
هل انتهى عصر المُثل والقيم الجميلة ؟ كمقولة غاندي : " السياسة بلا مبادئ ، المعرفة بلا قيم ، العلم بلا انسانية والثروة بلا عمل هي بعض علل مجتمعنا " ؟
ماذا نترك لأطفال وديعين جميلين كالزهر رقيقين كالنسمة طاهرين كالندى ؟
لماذا غيّبْنا الوعيَ وغُصْنا في الوهم فماعت أفكارنا وتربعنا على عرش النشوة الكاذبة ؟
ماذا كان دور المثقفين من جميع الطوائف والأحزاب في تقدم المغار ؟
كفاكم لا مبالاة !
وإلى اللقاء في مقال قادم...
بطلب من كاتب المقال لن يتم نشر تعقيبات ايجابية او سلبية لهذه المرة فقط.