![](https://static.sabeel.co.il/pic/2013/9/7/sabeel-2013967134119.jpg)
توضيح لخطّة عملي وردِّي على تعقيبات القُرَّاء الأعزّاء
إنَّ ما أدرجتُه في بنود خطّة عملي هي مشاريع أساسيَّة يحتاجها المُجتمَع للارتقاء إلى مُستوى المُجتمعات المُتحضَّرة.
هذه المشاريع تعطي البلدة طابعًا مُلائمًا لجميع القطاعات وخاصَّة جيل الشَّباب.
الكثير من القُرّاء وصفني باللاواقعي، الحالِم الّذي لا يعرف ماذا يكتُب ومنهُم من وصفني بعدم المسؤوليَّة. هذا كُلّه لأنّي أقدّر وأحترم البلدة وأهلها، وأسعى للأكثر والأفضل. هذا لإنِّي تجرَّأت وتطرَّقت إلى ما فوق الزّفتة، الجُدران والدرابزين.
عُقود ونحنُ نتكلّم عن المجاري، المياه، والشّوارع.
نَعَم، سنوات عديدة واهتماماتنا تبدأ وتنتهي تحت الأرض، تحت مستوى الشَّوارع. أمّا ما فوق الأرض ومن يمشي على الشّوارع فلا أهمّيّة له!
أصبحنا نتوهَّم الفشل، نخاف الأحلام ونهاب مُواجهة الواقع.
تفشّى عندنا اليأس وعدم الثِّقة، وسيطرَ علينا الإحباط النّفسيّ، الاجتماعيّ، والسِّياسيّ، نخشى المُقارَنة مع العالم الخارجيّ، المُقارنة الّتي قد تحُثّنا على التَّحرُّك قُدُمًا.
صرنا نحمل جُروحًا نفسيَّة أثمرتها تجارب الماضي السِّياسيَّة.
هذه التَّجارِب عوَّدتنا على استعمال العاطفة وأغرقت وجداننا في سبات عميق.
الوجدان هوَ التَّعقُّل، والعاطفة تُثيرُ الغضب والخوف، الاستسلام للعاطفة يُفقِدنا الوجدان وقد نغضب كثيرًا.
وأمَّا بإسكات العاطفة نُعيد التّوازن، التّفكير، والتَّعقُّل.
سيطرة العاطفة أفقدتنا الإحساس بالتّاريخ. نسينا الأمس ولم نعُد نُفكِّر بالغد.
التّاريخ أثبت أنَّ معظم أخطائنا وكوارثنا سببها الانفعال العاطفيّ.
إنَّ مُستقبل التّطوُّر الاجتماعيّ يستند على سيطرة الوجدان وتخدير العاطفة.
وكان من قال : " إنَّ أعظم النّاس هم أكثرهم وُجدانًا ".
لنخرُج من ظُلمة العاطفة إلى العقل السّاطع.
نعم أخواتي وإخواني بالأحلام نبني الحقائق وبالخيال نتقدّم إلى الواقع.
ورحِم الله من قال : "وليست الخيالات والأحلام سوى هذا الاختمار الّذي يحتاج إليه الذّهن لتصوير المُستقبَل وحثّنا على الرّغبة والإرادة للعمل".
كُلُّنا نُريد التّغيير، السّعي للأفضل، والوُصول للحُرِّيَّة والاستقلال. كُلّنا نريد التَّخلُّص من الظُّلم.
على الفرد أن يرى آفاقًا واسعة في مجال الثّقة بالنّفس وتحرير الحياة من الذُّلّ والاستهتار، علينا التّغلُّب على العناصر المُحبِطة للعزم وتكوين مُجتمع مُنظَّم يتّسم بالتَّفوُّق.
بالتّغيير نُحوِّل الاستسلام للإيمان، وبهِ نقتلع عدم الثّقة الّتي غرستها سنوات الفشل.
علينا أن نصحى بعد هذا الليل الطّويل.
أنا غالبًا إنسان موضوعيّ وجدانيّ واقعيّ، وأزين الأمور بالقِيَم غير العاطفيَّة. أعالِج الأمور علميًّا، وأناقشها بالمنطق العلميّ.
نعم، العِلم هو لُغتي، وأجيدها على أحسن وجه. هذه اللغة تُعطي القُدرات المُميّزة لتحليل وفهم كل ما يدور حولنا.
قوانين العِلم بسيطة، منطقيَّة، دقيقة، صحيحة، وبعيدة عن العاطفة.
إنَّ إحساسي التّاريخيّ نحو المُستقبَل يمتدّ إلى عشرات السّنين القادمة.
نعم، عندي رُؤية للمُستقبل، عندي حُلم كيف أرى بلدتي بعد ثلاثين سنة وما بعد ذلك.
هُنالِك أجيال كثيرة تنتظر التّطوُّر والبناء، تنتظر المُشاركة في المسؤوليَّة، وتُفتّش عن الانتماء.
مخزون طاقاتنا الشَّبابيّة هائل وبحاجة إلى الفُرَص لاستغلاله.
شبابنا يمتاز بالحماس، النّشاط، والرَّغبة في خوض التّجارب الجديدة، وما علينا إلّا أن نُنمّي اهتماماته الاجتماعيَّة لتتفوّق على همومه الشّخصيَّة.
شبابنا في غاية الثّقافة وما علينا إلّا إشراكه في مشاكلنا الاجتماعيّة لاتمام نُضجِه وإعطائه المسؤوليّات لإدارة هذه البلدة.
شبابنا هُم قادة المُستقبَل وعليهم أن يستوعبوا أنَّ مصيرهم بأياديهم، عليهم الإصرار على المُشارَكة الفعّالة لمُلاءمة هذه البلدة لاحتياجاتهم.
ومن هُنا أطالِب الجميع بالتّعاون والتّكاتف معي من أجل تنفيذ برنامج عملي المذكور.
وكما قال العَقّاد : "التّعاوُن هو الوسيلة المُثلَى للقضاء على الاستغلال ولرسم سُبُل الإصلاح".