![](https://static.sabeel.co.il/pic/2013/10/2/sabeel-20131032204942.jpg)
كنا في بياننا السابق، وفي معرض حديثنا عن برنامج عملنا للخمس سنوات القادمة قد ركّزنا على الثقافة بوصفها حاضنة العلوم كلها، منطلقها وغايتها الأسمى، والمقياس الحقيقي لكلّ تقدّمٍ ورقيٍّ وحضارة انسانية، كانت ولا تزال غاية الانسان الأنبل لتحقيق ذاته واكتمال انسانيته بوصفه أرقى المخلوقات، اصطفاهُ الله عزّ وجلّ وأفاض عليه من نوره نعمة العقل والادراك والبصيرة والتبصّر.
ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس وهذا الفهم الحقيقي والجوهري لمعنى الثقافة الشامل وغاية اشراقها في النفس والروح الانسانية التي لا تسمو الا بثقافتها ووعيها، وعملاً بقوله تعالى " وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " والحديث الشريف " من عمل بما يعلم أورثهُ الله علم ما لم يعلم "، ولأنّ "النور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه " كما جاء في انجيل يوحنا (الاصحاح الأول)، فقد أولينا الثقافة جلّ اهتمامنا ووضعناها في مقدمة برنامجنا وجعلناها الغاية الأهم والهدف الأسمى ، الذي بتحقيقه وتحقّقه نكون قد وضعنا خارطة طريق لتحقيق الرؤيا والحلم بمستقبل مشرق للمغار الموحدة وأجيالها القادمة التواقة لإعادة الاعتبار لهذا البلد الطيّب وأهله الأوفياء وجعله بلداً متحضّراً حاضراً وفاعلاً في حركة العصر الحداثي بكلّ ما يحملهُ من تقدّمٍ وتطورٍ وارتقاء ثقافيّ، علميّ وتقنيٍّ مذهل، ونحن على ثقة أننا وتحت مظلة المغار موحدة ومعاً للبلد، وبدعمكم وتأييدكم ومشاركتكم لنا ، قادرون على تحقيق الغاية وانجاز البرنامج الثقافي على أرض الواقع.
وكما عهدتمونا فلسنا تجار شعاراتٍ ديماغوغية ووعود عرقوبية، غايتنا العمل على خدمة الناس، كلّ الناس، بصدق وتفانٍ واخلاص وعدل ومساواة، دون تحيّز أو انحياز أو تمييز ، عملاً بقوله تعالى : ومن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقالَ ذرّةٍ شراً يره ".
بهذه الرؤيا الثاقبة المنطلقة من تراكم الوعي والخبرة المكتسبة والمدفوعة بروح المبادرة والعطاء والتضحية ومحبة الخير المتأصلة في نفوس ووجدان أهلنا وقيم مجتمعنا الفاضلة ، نضع بين اياديكم خطة ثقافية خماسية لقسم الثقافة في المجلس المحلي، واثقين أنّ البذرة الطيبة في أرضٍ طيبة لا تعطي الا ثمراً طيباً.
خطة خماسية لقسم الثقافة في مجلس المغار المحلي
-اقامة قسم خاص للثقافة يعنى بالشأن الثقافي على كافة مضامينه ويعمل على :
- تحديد الحاجة وتعريفها ووضع خطة خماسية تحدد الأهداف المنشودة والخطوات المطلوبة لتحقيقها.
- تحديد الأهداف بعيدة المدى المنشودة والأهداف قريبة المدى.
- وضع برنامج عمل تفصيلي لتحقيق الأهداف بمشاركة جميع اقسام المجلس المحلي والهيئات الفاعلة في مجال الثقافة في القرية.
- تعتمد الخطة التي سيتم وضعها على مقابلات شخصية، مواد مكتوبة ومنشورات، مجموعات هدف واستمارات استفتاء ل 10% من سكان المغار ( من كلّ الأجيال ).
- من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان المغار ال 22000 نسمة في العام القادم 2014، ونلاحظ أنّ نسبة المتعلمين والمثقفين في ارتفاع مستمرّ الأمر الذي يلزمنا وضع خطط تجيب على احتياجات المواطنين الثقافية والترفيهيّة.
- يعاني المجتمع اليوم من وسائل الترفيه الاستهلاكية ( التلفزيون والكمبيوتر ...الخ ) فيما تختلف احتياجات جيل الأطفال والشباب كلياً عما كانت عليه قبل خمس سنوات.
- ثمة فوارق اقتصادية كبيرة بين السكان ومن الملاحظ أن اصحاب الامكانيات هم قلة في المغار وهم وحدهم من بإمكانهم تمويل مشاركة أبنائهم في دورات ثقافية ذات جودة عالية، وان كانت متوفرة فمعظمها ليس في المغار.
- الوضع الحالي يشير الى وجود حاجة ماسة جدا لإنشاء قسم يرعى الثقافة في المجلس المحلي ويضع خطط عمل شاملة لتنشيط الحركة الثقافية في المغار وتحويلها الى بلد منتج للثقافات بدعم من المجلس المحلي
- المحافظة على التراث مقابل تطوير الثقافة لجميع الأجيال
- برامج ثقافية محلية مقابل برامج ثقافية من خارج القرية.
- دورة فنية مجانيّة لكل طفل في المغار حتى جيل 12 سنة.
- اقامة لجان احياء وتأهيلها وتفعيلها لتكون شريكة في وضع الخطط الثقافية المستقبلية لأحياء القرية.
- تشكيل مجلس عام للثقافة يتكون من مندوبي لجان الأحياء والمؤسسات الثقافية ومركزي التربية والفعاليات اللامنهجية في المدارس ومدير قسم التربية والمعارف ورئيس المجلس.
- أقامة خمسة مراكز ثقافية اضافة للمركز الجماهيري ومبنى البايس (الموجودان في رأس الخابية) في أحياء القرية تتبع جميعها لقسم الثقافة في المجلس المحلي:
- بناء اوديتوريوم يتسع ل 500 متفرج للفعاليات الثقافية.
- بناء مسرح مفتوح ( أمفي تئترون) للمهرجانات العامة يتسع ل 5000 متفرج.
- تدعيم الفنون والاعلام وفتح المجال أمام طلاب الموسيقى والمسرح والاعلام التخصّص في المرحلة الثانوية في هذه المجالات لغاية خمس وحدات بجروت.
- إقامة مهرجانات واحتفالات ثقافية بمناسبة الأعياد وغيرها والاستمرار بمهرجان الزيتون ومهرجان نيسان للشعر وتطويرهما..
- العمل على تدعيم الجمعيات الثقافية في القرية واشراكها في جميع الأنشطة الثقافية في القرية.
- تسهيل وسائل التواصل بين المواطن وقسم الثقافة بواسطة الانترنت ليكون على بينة من كل النشاطات الدورية في القرية.
ولما كانت الرياضة في جوهرها وغايتها تهذيباً للنفوس قبل الأجساد وتثقيفاً للخلق فقد رأينا أن ندرجها ضمن برنامجنا الثقافي الشامل وأن نتبعها للمجلس الثقافي وقسم الثقافة بحيث تتفرع منه لجنة خاصة تعنى بالشأن الرياضي هدفها وضع الخطط والبرامج للنهوض بالرياضة بكافة فروعها ومجالاتها ودعم الأنشطة الثقافية وتشجيع الفرق الرياضية إضافة الى تخطيط وإقامة ملاعب أحياء في كافة احياء القرية دون استثناء. ومما لا شك فيه أنّ الرياضة تشكل الهاجس الاكبر لشريحة الشباب وعلينا واجب اخلاقيّ أن نطورها وأن نوفر لهذه الشريحة كل الامكانيات الفكرية والإبداعية والميدانية لدفع الرياضة قدما نحو آفاق ومستويات أعلى وفتح المجال أمام الطاقات الشبابية غير المحدودة ودعمها لتبدع وتتفوق وترفع اسم المغار عالياً في المشهد الرياضي العام.
معـًــــــا للبلــــــــــــــــــــد
الرئيس زياد دغش