أجرى الحوار الإعلامي كمال ابراهيم
مرشح الرئاسة ، الرئيس السابق لمجلس المغار المحلي ، السيد زياد دغش وكما تشير التوقعات فهو بلا شك أحد المنافسين الأقوياء في الانتخابات المقبلة وتحظى مقالاته التي ينشرها عبر موقع سبيل على اهتمام أكبر عدد من القراء والمعقبين على حد سواء .
للاطلاع على مواقف السيد زياد دغش فيما يتعلق بالعمل البلدي وتقييمه للحملة الانتخابية وتطلعاته نحو المستقبل استضافنا في بيته العامر وأجرينا معه الحوار التالي :
س- ثلاثون عاماً من العمل السّياسي المرهق. ما الذي يدفعك لتحمّل كل هذا؟
ج - حبّي للبلد ومحبتي لأهل هذه القرية العزيزة على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم وشغفي بالتواصل مع الناس وخدمة المجتمع. وفي الظروف الحاليّة بالذات أجدُني مندفعًا لخدمة البلد والمواطنين متسلّحًا بالخبرة الأكبر والأغنى في العمل البلدي.
س- هل لك أن تسرد لنا كيف كانت البداية؟
ج - البداية كانت في العقد الثّالث من عمري حين توافق مؤيدو القائمة ونشطاؤها على ترشيحي وذلك بسبب ما خصني الله به من مميّزات تساعدني على التواصل مع النّاس والتقرّب منهم والتعاطي معهم من منطلق الندّية والأخوّة, وتجعلني اهتم بقضاياهم وأتفاعل مع مشاكلهم وطموحاتهم. ومُنذ استلامي القائمة تواصلت مع العديد من العائلات والشّخصيات وجعلنا منها قائمة موحّدة أطلقنا عليها اسم قائمة " المغار موحّدة " , وتناوب من خلالها في عضوية المجلس المحلي العديد من الشّخصيات وكانت مضرب المثل في الالتزام باتفاقيات التناوب وفي اتّباع منهج الوسطيّة والاعتدال . وبسبب نهجنا الوسطي نجحنا في العهود السّابقة في الحدّ من مظاهر العنف وانزلاق القرية إلى ما لا تحمد عقباه حين كانت المنافسة في الانتخابات تميل إلى أن تكون معارك كسر عظم , كون كرامة العائلة كانت توضع على المحك . لقد استهواني العمل السّياسي ووجدت أنني بصدد تكريس حياتي لخدمة القرية , وبناء عليه التحقت بدورة أكاديميّة لمدة سنة ونصف في كلّيّة بيت بيرل, ودرست موضوع إدارة السّلطات المحلية وحزت على شهادة تقدير.
س- حين تنظر إلى الوراء ماذا ترى؟
ج - أرى مسيرة طويلة من العمل الجماهيري تفاعلت خلالها مع الناس، كل الناس، وتبوّأت فيها مناصب رفيعة في السلطة المحلية زادتني خبرة وفهما لمشاكل وطموحات الناس, ومعرفة بهيكلية السلطة المحلية وتعقيداتها. واعتمدت خلال هذه المسيرة على مبادئ الصدق مع الناس والحق في كل ما أقول وافعل, وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتي الطويلة أؤكد لكم أنني أنام مرتاح الضمير لعلمي أني لم أتورط أبدا بعمل شائن أو موقف مسيء لي ولبلدي, وسوف أتابع المسيرة بعون الله على ذات المنهج وذات المبادئ.
س- الناس ومشاكل الناس في الليل والنهار.. وأنت من يستنفرونه ويقصدونه للتدخل وإحقاق الحق؟ كيف توفق بين هذه الأمور جميعها ؟
ج - هذا وسام شرف لي واعتزّ به, ولن اخذل أحدًا يقصد مساعدتي وينشد عوني بإمكانياتي المتواضعة ولن أتخلف أبدا تحت أيّ ظرف من الظروف حين يتعلق الأمر بكف الشّر ورفع الضّيم عن أيّ فرد من أفراد المجتمع .
س- لقد تبوّأت منصب رئيس مجلس المغار المحلي. هل لك أن تُعدِّد المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس؟
ج - إن المغار بلد التنوع والتعدّدية ويجب على الرئيس أن يتحلى بالحلم والصبر وسعة الصدر وان يتواصل مع الجميع وان يراهم بعين المساواة , وان يكون قدوة للموظفين في العمل الدؤوب والسعي لتحقيق طموحات أهل القرية. إن هذه القرية بتنوعها وتعقيداتها ومشاكلها والتحديات التي تواجه رئيس المجلس المحلي يوميا لا تحتمل رئيسا يتعاطى مع الأمور بعقلية صبيانية أو بالتذاكي, ولا بد لرئيسها أن يكون قادرا على تحمل المسئولية ومواجهة التحديات وان يتحلى بالجرأة والصدق ولا يفيد الالتفاف على الحقيقة مهما كانت قاسية لأنه كما قيل "تستطيع أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تكذب على كل الناس كل الوقت" .
س- كما هو معروف فإن رئاستك السابقة جاءت في فترة قاسية وصعبة على معظم المجالس المحلية في البلاد. ماذا تقول بهذا الشأن؟
ج - أنا لا أنكر ذلك وأقول أكثر من ذلك انه لولا قسوة تلك المرحلة لما حصل الانفراج الذي يتباهى البعض به ويتبناه. لقد توليت الرئاسة في أقسى الظروف وكان الجميع يعلم مدى حجم التحديات التي تنتظرني وذلك لتراكم المشاكل المستعصية على الحل على مدى العهود الرئاسية السابقة, وكنت على ثقة أنني قادر على تحمل المسئوليّة والعبور بالقرية إلى برّ الأمان. وهذا ما نجحت به والحمد لله.
س- يقول البعض إن البلد احترقت في عهد رئاستك؟ ما هو ردك في هذا الشأن ؟
ج - هذا قول مضحك ومبكي في آن واحد والسؤال هو :هل احترقت القرية من تلقاء نفسها أم كانت هناك أيدي لئيمة وخبيثة لعبت بالنار من اجل مكاسب مشبوهة تبعث على الاشمئزاز؟ . على كل حال واجهت هذه الأزمة بالصّبر والتروي والحزم يدعمني الكثير من الشرفاء في هذه القرية ونجحنا بمحو أثارها على الأرض وعملنا ولا زلنا نعمل على محو أثارها من النفوس , لأنّ في المغار تاريخًا طويلاً من التعايش والألفة بين العائلات والطوائف , وسوف نقف دائما بالمرصاد لمن يحاول تعكير صفو الحياة والتلاعب بأمن هذه القرية وجني أيّ ربح بضرب السلم الأهلي .
س- وماذا عن الأقاويل من قبيل "الاغتسال في اللّجن" وغيرها في إشارة إلى انقطاع المياه في عهد رئاستك السابقة ؟
ج – هذا قول مضحك أخر , لان محاربتي سياسيًّا بمثل هذه الأقاويل وهذه التفاهات دليل ضعف وتقوقع . هل سأل سائل لماذا مشكلة المياه غير مطروحة اليوم على السّاحة السّياسية؟ كان بإمكاني آنذاك الالتفاف على هذه المشاكل بسياسة الاقتراض ولكني أبيت إلاّ أن أواجه هذا التحدّي دون الالتفات إلى الثّمن السياسي الذي سأدفعه وهذه ميزة من ميزات القيادة الصادقة والمسئولة.
س- يبدو أن الناس مصابون بالإحباط وكأن السّلطة المحليّة باتت في حالة "فالج لا تعالج".. ويعزون الأمر لتركيبتها البيروقراطية التي تحدّ من قدرات الرئيس على الإصلاح ومحاربة الفساد؟ ما رأيك ؟
ج - نعم هذا صحيح إذا ما ارتضى الرئيس أن يكون ألعوبة في يد البعض في الجهاز الإداري أو غيره . أنا اعلم بالتحديد أين مواطن الخلل في هذا الجهاز ويجب إصلاح هذا الخلل لإعادة الثقة بين المواطن والسلطة ولا مكان للفاسدين والمفسدين في هذا الجهاز. وقد يسأل سائل ماذا فعلت للحد من هذه الآفة ويكون الجواب عادة انه لا يمكن التحدث في العلن في مثل هذه الأمور، ولكنني أعد المواطنين بأن هذا الموضوع سوف يتصدر سلّم أولويّاتِي فِي الفترة المقبلة كما كان في فترة رئاستي السّابِقة.
س- ماذا تقول في محاولات طمس الحقائق والتعتيم على انجازاتك في فترة رئاستك السابقة ؟
ج - أقول أن تكرار الكذبة لا يجعل منها حقيقة وأحيلكم إلى الكراس الذي نشرته في الانتخابات السّابقة وكان الهدف منه أن يحفظ لنا حقوقنا وانجازاتنا حتى لا يتم التلاعب بها. ويمكن تصفح تلك النشرة ومقارنتها مع ما ينشر عبر صفحات الانترنت من مشاريع وانجازات، ومن أراد أن يتوخى الحقيقة ينشدها. المهم أن مثل هذه المحاولات لا أعيرها اهتمامي ويكفي ما أسمعه وألمسه من محبة واحترام وتقدير عند النّاس وهذا سوف ينعكس بعون الله في الصندوق كي يتم حسم المنافسة في الجولة الأولى.
س- ينسب إليك البعض انك السبب في عدم انتخاب خلف لك في منصب قائم بأعمال الرئيس ، ماذا تقول في ذلك ؟
ج - هذا كذب ومحض افتراء وتشويه للحقائق . في اللّحظة التي انتهت فيها ولايتي توجهت إلى رئيس المجلس ووضعت بين يديه كتاب استقالتي من المنصب ملتزمًا بالاتفاقيّة , وأي فشل في انتخاب خلفٍ لي يتحمل مسئوليته رئيس المجلس . والحقّ يقال إن المعنيين في الأمر من القوائم المشاركة في الائتلاف يعرفون حق المعرفة ملابسات عدم انتخاب خلفٍ لي . وأريد أن الفت انتباه الأخوة والأخوات أنه عندما كنت رئيسًا للمجلس المحلّي واجهتني صعوبات جمّة في انتخاب خلفٍ للدكتور مجيد عساقلة حين كان نائبا لي ولكنني حسمت الأمر ولم أتذرع بفلان وعلان .
س- يقول البعض ان عينك على منصب نائب الرئيس ، ها هذا صحيح ؟
ج - وهذا أيضا يندرج في سياق الأقاويل المغرضة وذرّ الرّماد في العيون, ولو كان هدفي منصب النيابة فما علي إلا أن ادعم أي مرشح آخَر لتنتهي المنافسة في الجولة الأولى, ولكني أخوض هذه المنافسة من منظور مصلحة البلد وليس من منظور المصلحة الشّخصيّة التي اثبت الواقع أنها ثانويّة في قراراتي.
س- في حارة البسباس هناك من يتساءل عن موقفك بالنسبة للخارطة الهيكلية ، ماذا تقول ؟
ج - عندما تم نشر تفاصيل الخارطة الهيكليّة لفت نظري مدى إجحافها بحق حارة البسباس والجامع . ففي عهد رئاستي تواصلت مع لجنة الأهالي في الحي مرات ومرات، وتوجهت مرارا وتكرارًا إلى اللّجان المعنية بإقرار الخارطة الهيكلية وطالبتهم بتوسيع مناطق البناء في تلك الحارة ودفعت باتجاه وضع خرائط تفصيليّة لضم الأراضي المحاذية للحارة إلى مناطق البناء ولا زلت أتابع المسالة وأعمل وأدفع بنفس الاتجاه .
س- ماذا عن المرأة والتوظيف وتكافؤ الفرص ؟ هل هذا ضمن برنامجك الانتخابي ؟
ج – لقد عاهدت نفسي أن التزم بمعايير الكفاءة والمؤهلات في التوظيف والتعيين والترقيات في شتى مرافق السّلطة المحليّة, وذلك في إطار التأكيد على أهميّة العنصر البشري باعتباره الرّكن الأساسي في تنمية المؤسسات وتطورها ونهضتها . أما بالنّسبة للمرأة فأنني احترم مكانتها وأدعم توجهاتها في العمل والمساهمة في بناء المجتمع, وقد اثبتّ ذلك عمليّا في إقامَة العنقود النسائي لرعاية شؤون المرأة في المغار ودعم النساء في إشغال مناصب إداريّة في عدّة مجالات في قريتنا.
سؤال أخير : هل من نداء توجهه إلى الشّباب والصّبايا ؟
ج - نعم أقول أيّها الفتيان والفتيات أنتم شعلة اليوم وعُدَّةُ المستقبل وأنتم الأمل في النهوضِ بقريتنا، والمضي بها إلى الرّقيِّ والتقدم. انطلقوا أيّها الأحبّة متسلّحين بالتربيةِ الصّحيحةِ والإيمانِ الصّادقِ والخلُقِ السّاميِ النّبيلِ انطلقوا إلى العلم والعمل , اقصدوا المعاهد والجامعات ولا تهدروا الوقت لأنه أثمن ما في الحياة. أما نحن فسنعمل على توفير سبل النّجاح لكم وسوف نجتهد من أجل ضمان حقوقكم في العمل والمسكن والحياة الكريمة.
بهذا الحوار الشيق موقع سبيل يشكرك أبا طارق جزيل الشكر ونتمنى لك النجاح كما نتمنى أن تكون الحملة الانتخابية هادئة ونزيهة وأن تسود المحبة بين المرشحين وكافة المواطنين لما فيه مصلحة الجميع . وكل انتخابات والمغار بألف خير .