حديثٌ
في أسلوبه كان
حديثُ اللعب على أوتار الكمان
أو عفوًا،
عزفٌ مرتزقٌ
قضى أثناء أداء مهام
ما ساقه اليها سوى أجرٍ
بخسٍ نجسٍ
يناله عند الختام
ثمن جلادته
التي ناضل لها باحكام
ومارسها بالتزام
بعد ما أخذ يكذب ويكذب
ويكذب ويكذب
وسيبقى يكذب
حتى يصدّقه الأنام
*****
ومرتزق آخر
أجل، مرتزق آخر
فقد باتت الأخيرة،
مؤخّرا،
المهنة ال"لهيت"
في سوق العمالة والرهان
وهذه المرّة
ببضاعةٍ
جديدةٍ قديمةٍ
هي مرتزقةٌ تجيد الخطابةَ
كالببغاء
في قراءةِ البيان
وأيُّ بيان؟!
يكادُ يفضحُ قارئَه
اذا ما سُئل عن تُرجمان
*****
يا حُسنَ الظّنِّ عُذرًا
فالغُموضُ تصدّر
سرابَ الرئاسةِ وفجَّر
تيهَ السياسة وكدَّر
صفاءَ العُشر وكسَّر
متنَ الثّقةِ وأمطر
سوءَ الظُّنون الأعجر،
غفرانك يا ربي،
في عيد الله أكبر
وأسوءُ ما في ذلك
في ظل هذا الغيم الحالك
وانسداد المسالك
كلما تمكّنت من فهم تعداد الكلام
كلما انتابني شكٌ شديد
واجتاحني غزوٌ جديد
حول تلك الغاية التي يعتريها الابهام
فذاك الخطيب
القريب الغريب
قد يجيد بعض اللغات العصيبة
على الأقل
ريثما تنتهي معركة الانتخاب القريبة
ويردّدها ببلادة
امّا ببثٍّ مباشرٍ أو باعادة
لكنّه،
ذاك الخطيب العليل
الذي أجاد منذ قليل
لغةً فصيحة التّضليل،
لا يغرُّ فطينًا
ولا يخدعُ فوّاز
فلو كانت المروءةُ لغةً يحكيها اللسان
وتستوعب النزاهةَ الآذان
سيُصفّي حتما
سريرًا هزّاز
وفي لغةِ الصّدق والعرفان
أُميّ بامتياز