![](https://static.sabeel.co.il/pic/2013/10/13/sabeel-201310013133750.jpg)
مع حلول عيد الأضحى المبارك أتقدم للطائفتين الدرزية والإسلامية في المغار خاصة بأحر التهاني وأجمل التبريكات متمنيًا ان يمر هذا العيد وكلنا بخير ومحبة وطمأنينة وسلام.
العدل صفة من صفات الله تعالى ، من أهم القيم الانسانية التي تغنت بها الديانات السماوية .
العدل هو ميزان الله على الأرض ، ميزان السماء في المجتمع ولجميع الناس حق العدالة .
انعدام العدالة معناه سيطرة الظلم وبقدر ما أمرت الديانات بالعدل حُرّم الظلم أشد تحريم.
كلمة عدل ظهرت عشرات المرات في سور القرآن الكريم وفي أسفار الانجيل المقدس .
العدل هو مبدأ اجتماعي لتعزيز الحياة الصالحة ، والعدالة هي النضال في سبيل الحقوق ، المطالب والتوزيع بالتساوي.
العدل هو قلب رسالة العهد الجديد ، هو فحوى شريعة المحبة وهو العطف الالهي .
المجتمع في تطلعه الى المستقبل عليه أن يتخذ العدالة والمساواة نصب عينيه.
العدل هو الاستقامة والعمل الصريح المكشوف ، هو المساواة في الفرص وهو توفير المهنة الكاسبة التي ترد للمواطن كرامته وتجعله يحس أنه منتج ومفيد لمجتمعه.
إن واقع المغار الاستغلالي والأناني والمصلحي يلتهم كل شيء صالح متجاهلا العدالة ، الحق والمساواة للجميع.
الا تسمعون صرخات الألم والأمل !
كيف تطالبون مجتمعًا فقيرًا ومظلومًا ان يعطي الثقة لإدارات أثبتت أنها قاسية ، فاشلة وغير عادلة!
كيف تتجاهلون أن أهل المغار قرروا خوض أشرف حملات التغيير بدون تردد وخوف !
إن أهل المغار بدأوا يرفضون الاعتراف بأن فقرهم حظ لا مفر منه وقرروا أخذ زمام الأمور والسيطرة على حياتهم.
هذا التغيير الشعبي يحتم وجود قادة يريدون أن يحققوا لمجتمعهم كل ما وصلت اليه الحضارة .
الكل يعترف بالدور القيادي الذي يجب على السلطة أن تقوم به في عملية التنمية الاقتصادية.
الكل ينبذ ظاهرة إعطاء كل شيء للاقتصاد الفردي ، الكل بات يرفض الاساليب العشوائية.
لا يمكن ان تصطدم عملية التنمية كل يوم وكل ساعة باعتبارات غريبة وبمصالح شخصية والتنمية المزعومة تتلاءم مع مطالب فئات معينة ولا تتلاءم مع مطالب المواطنين .
نفتقر الى عدالة التوزيع .
إن اللجوء الى السيطرة العائلية مرة اخرى معناه ترك تطور البلدة للإرادة الفردية وللمصالح الشخصية والعفوية ولا تنتج إلا استمرار الفوضى .
مستحيل أن تبقى المغار في هذه الحالة المرضية المزمنة ، يجب التقدم لإلغاء الفروق الاجتماعية ولتحقيق تكافؤ الفرص امام الجميع.
إن المغار وأهلها قادرون على الانتاج وعلى تحويل الطاقات المكبوتة الى انهار صاخبة ، قادرون على العمل بصورة سليمة بعيدة عن العيوب والانحرافات .
كفانا عجزًا ، نواحًا وسباتاً ، كفانا فقرًا ، حرمانا ، تخلفا وانعزالا ، لنحرر المغار من الركود والجمود .
العدل أن نمحي الاستغلال والاحتكار المسيطر وأن نتبنى المساواة .
أهل المغار يريدون المغار نظيفة طاهرة من الامراض والتشويهات الطائفية والعائلية .
نريد المغار حرة من روائح العنصرية والتمييز ، نريد العمل المشترك لنبني المصير الواحد ولنبني الانسان العلمي.
إن الشارع في المغار يعبر عن رغبته بالتغيير وخلق الثقة وعلينا أن نترك الأساليب الخادعة الوهمية في بث الأخبار وقصص الانجازات المزيفة التي لا يصدقها الا أصحابها.
العدل أن نكافح من أجل قضايا ومطالب العمال والفلاحين والطلاب ، العدالة أن لا تبقَ أماكن العمل في مؤسساتنا مرهونة بأيدي غريبة وعمالنا ومزارعينا وطلابنا ومثقفينا يعانون الإذلال والإفقار والقهر .
العدل أن نساند ونحمي تراثنا ، أدبنا ، فننا واستقلالنا . العدل أن نرفع مستوى الصناعة والعلم والثقافة .
العدل أن تكون مدارس ، بساتين ، روضات ومؤسسات ثقافية في جميع حارات البلدة بدون تمييز وأن تكون الملاعب والحدائق العامة متوفرة وقريبة من كل الشباب والأولاد وتحت تصرفهم.
العدل أن تكون شوارعنا نظيفة كل ايام السنة وأن تصل شبكة المجاري والصرف الصحي الى كل بيت .
العدل أن نحافظ على حرمة وقدسية مقابرنا ومقدساتنا وأن نتصدى كجسم واحد لمحاولات انتهاكها والمس بها.
العدل أن توزع اتفاقيات العمل بالتساوي على اصحاب المهن في المغار وأن يتقاسم كل تجار البلدة بالتساوي مشتريات السلطة وأن تقسم الوظائف في السلطة ومؤسساتها بالتساوي على جميع الطوائف.
انعدام العدالة معناه العنف ، عنف السلطة ضد المواطن .
عندما تستغل السلطة صلاحياتها بصورة غير عادلة ، تعطي من تريد وتحرم من تريد هذا عنف ضد المواطن .
إن عنف السلطة ضد المواطنين هو من ابشع انواع العنف ، نراه في عدم وجود محطة أطفائية ومحطة نجمة داهود الحمراء تليقان بحجم هذا البلد.
مرعب أن نتخيل ماذا سيحدث اذا شب حريق ، لا سمح الله في الطابق الثاني في احدى المدارس الابتدائية.
عنف السلطة يتجلى في وسائل نقل الطلاب من والى المدارس ، عندما تتكدس مئات الطلاب في الباصات وقوفًا بدون احزمة امان ، ومن منظر مئات الطلاب الذين يتراكضون بين حافلات النقل في مداخل المدارس .
عنف السلطة يظهر مكشفا عن انيابه عندما يعبر مئات طلاب المدارس بأفواج هائلة الشارع الرئيسي في مركز البلدة .
مرعب جدًا أن نتخيل ماذا سيحدث لو لا سمح الله فقدت احدى الشاحنات الكبيرة كوابحها لحظة مرورها هذا الشارع في هذه اللحظات .
عنف السلطة في منظر الاولاد في طريقهم الى المدارس من الحارات الشمالية والجنوبية وهم يحملون على ظهورهم حقائب ضعف أوزانهم ويعبرون عدة شوارع مزدحمة حتى وصولهم الى الصفوف ، هؤلاء الطلاب بدأوا يعانون من مشاكل صحية قد تتحول الى عاهات تغير مجرى حياتهم في المستقبل .
عنف السلطة يغمرنا بـ " رحيق " حاويات وشاحنات القمامة وبمنظر اكوام القمامة في كل زاوية في انحاء البلدة وبيئتها .
عنف السلطة في وضع ساحات المدارس التي لا تختلف عن ساحات السجون ، بدون أشجار وأزهار ، بدون مياه باردة وبدون مراحيض صحية .
عنف السلطة في عدم وجود أراضي للبناء للأزواج الشابة.
كفانا ذلا وخنوعًا .
ولنتذكر جميعًا ، اذا تحركت قلوب الشعب وطلبت التغيير فكل قوة عاجزة عن صدها وإخمادها .
صوتوا زياد قزل للرئاسة
ن - للعضوية .