هذا هو اليوم الرابع بعد الجولة الأولى. فمرة أخرى: نهار سعيد ويوم طيب لكم يا أهل المغار جميعا.
قبل كل شيء، أعود وأحذر من خطورة السلوكيات المسيئة والتجريح الشخصي بأي شخص، وخصوصا مرشحي الرئاسة أو مجرد التحدث بمصطلحات النعرات العائلية. فمثل هذا السلوك مسيء لنا جميعا، ونرفضه رفضا قاطعا. وأخص بالذكر العناصر التي تنشر تحت أسماء وعناوين مستعارة في صفحات الفيسبوك.
تكشفت، لكل من قرأ نت...ائج الانتخابات قراءة متمعنة، ولكل من فتح أذنيه وعينيه، سلسلة من الصفقات وانكشفت هوية بعض المشاركين فيها واتضح عمق واتساع التدخلات المستهجنة. وهذه القراءة تفسر جزءا من المفاجآت التي حصلت. غير أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. ونتوقع من كل القوى التي ترفض الصفقات والتي تضررت منها، مثلنا تماما، أن تقف في خندق واحد ليس فقط لإحباط محاولة الوصول إلى السلطة بهذه الوسائل المرفوضة، وإنما أيضا لصيانة المغار وأهلها بكل أطيافهم. ونحن واثقون أن قوى التقدم الحضاري تقرأ النتائج بأفضل ما يكون.
المرشحون للرئاسة وقسم من قوائم العضوية يدركون الآن، مثلنا تماما، عمق واتساع عمليات التضليل والتدخلات الغريبة التي مورست، والتي كانوا ضحيتها مثلما كنا نحن أيضا ضحيتها. وقد كان الهدف منها حسم المعركة الانتخابية من الجولة الأولى لصالح المرشح المنافس، ووضع ثلاثة مرشحي رئاسة وعدد من قوائم العضوية وكل ما يمثلون ومن يمثلون خارج دائرة التأثير.
لكن النتيجة، بعون الله وحمده، أبقتنا وأبقت مرشحي الرئاسة الدكتور زياد هزيمة والمحامي زياد بلعوس في الصورة وبكل قوة. بقي علينا، ثلاثتنا، بصفتنا الممثلين الحقيقيين وبامتياز للشباب والتقدم وللمغار الأصيلة، سوية مع سائر القوى التي تضررت من الصفقات وسائر التدخلات، والقوى التي تطمح في المشاركة في مسيرة التقدم إلى الأمام، والتي لا تقبل ب "التقدم إلى الوراء" - بقي علينا أن نوحد قوانا، لتفوز المغار العصرية، المتطلعة نحو المستقبل. لأن البديل هو حتما العودة إلى الوراء.
هذه القوى، مجتمعة، وخصوصا آلاف الشبان والشابات، هي سيل جارف وقادر على تفتيت الصفقات وإحباط سائر النشاطات المستهجنة وعزل المشاركين فيها.
ليس صعبا أن يقارن الجمهور، بما في ذلك جمهور الشبان والشابات، بين القوى المتنافسة في الجولة الثانية. فكلا القوتين وصلت إلى موقع الرئاسة، والوقائع ماثلة أمام الجميع، بحيث ليس أسهل من االتذكر والمقارنة. ولو انتبهنا إلى الذي حصل من وراء الكواليس، يتضح تماما أننا، بإشراك فعلي وكامل لقوى التجديد والتغيير والعصرنة والتي تمثل معنا آلاف الشبان والشابات، نمثل كلنا المغار العصرية الطامحة إلى اللحاق بركب الحضارة. إننا نرى وجوب اتحاد هذه القوى، لحسم المعركة من أجل مستقبل المغار.
المغار على مفترق طرق. فإما التقدم إلى الأمام مع قوى التقدم وجماهير الشباب، بخطى ثابتة ومسيرة مشتركة مع القوى المذكورة، وإما الانتكاسة نحو الوراء. ولسنا بحاجة إلى أن نعيد إلى الأذهان الفترة الأقسى والأكثر تأزما في تاريخ المغار والتي نجحنا في الخروج منها بجهود جبارة لننطلق الآن من منطلق آخر. فالناس تقرأ التاريخ وتذكر. ونحن نوافق على أنه لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال، ولا يمكن إخفاء نجاحاتنا بالشعارات.
أما الحديث الصادر عن المرشح المنافس، عن حسم مؤكد وفوز ساحق، فإنما يصب في إطار الحرب النفسية المفضوحة، ويدل على ضعف وقلق من يروج لذلك. وأما الحديث عن التغيير، فمثير للسخرية. نحن نريد استمرار العمل في طريق النهوض بالمغار، وتعميق التغيير نحو الأفضل، بمشاركة كاملة وشاملة مع قوى التقدم والتغيير، وليس الانتكاس إلى الوراء.
أما الحديث بلهجة "لن نسمح"، فيدل على قلة المسؤولية. لم نقبل ولن نقبل، سوية مع السلطات المسؤولة، بالضغط على أي مواطن بأي شكل من الأشكال. ونتمنى أن لا يصدق الناس أية إشاعة، على طريقة "القيل والقال" والأكاذيب على طريقة فلان اتصل مع فلان وقال له كذا وكذا. هذا الكلام صبياني ولا نريد لأحد أن يتعاطى معه. نحن لا نقبل بأي إزعاج لأي مواطن، ولا يستطيع أحد اتهامنا بما فيه. لقد اكتوت المغار بسبب هذا القيل والقيل، مما يدعونا جميعا إلى التوقف بشكل قاطع عن الاستماع إلى هذه التفاهات، والتوقف فورا عن التجريح الشخصي بهذا المرشح أو ذاك، سواء تحت أسماء صريحة أو أسماء مستعارة من على صفحات الفيسبوك. وكل من يمارس مثل هذا السلوك، فهو مشبوه ويسعى إلى إثارة الفتن.
المسؤولية، من منطلق كوني رئيسا للمجلس المحلي وابن المغار، تحتم علي وعلى كل من يعز عليه مستقبلنا ومغارنا، أن نختار كل كلمة قبل إطلاقها وأن ننبذ الاستفزازات وأن نتأنى قبل نشر التصريحات الاستعراضية. فعائلة دغش وعائلة غانم مثل سائر العائلات، هي عائلات محترمة وتربط بينها علاقات طيبة، وهكذا يجب أن يكون إلى أبد الآبدين. ومن يتحدث بلغة استعراضية، غير مسؤولة واستفزازية، فهو يثبت للناس جميعا أنه ليس على قدر المسؤولية الجماعية.
إننا ندعو أهل المغار جميعا، بدون استثناء، أن يحكموا ضمائرهم وأن يمارسوا حقهم في التصويت. وإذا حدثت أية خروقات، سواء عن طريق النشر أو غيرها من أية جهة كانت، فنحن العنوان لحل أي إشكال. وندعو كل مواطن يتعرض للتهديد أو الإساءة أن يقدم شكوى لنا وللشرطة أيضا. ومرة أخرى، لن ننجر وراء التصريحات الاستعراضية غير المسؤولة. المسؤول، القائد الحقيقي، يحل الإشكالات ولا يقف طرفا فيها. ونحن نمارس واجبنا في الحفاظ على المغار، بكل عائلاتها وأحيائها وأطيافها وأطرافها.
وكل انتخابات وكل جولة والمغار بكل أحيائها وعائلاتها وأطيافها وأطرافها بألف خير.
ملاحظة : لن يتم نشر تعقيبات على المقال.