تقدم الكاتب محمود أبو رجب برسالة اعتذار لمجمع اللغة العربية في حيفا منوهًا فيها إلى أنّه لم تكن لديه أيّة نيّة بالمسّ شخصيّا أو علميّا أو أكاديميّا أو اجتماعيّا، في كتاباته المتعلّقة بمجمع اللغة العربية أو برئيسه أو بأعضائه أو بموظفيه. وإذا كان هناك من تضرر من هذه الكتابات فإنه يعبّر عن اعتذاره على ذلك.
وكان الكاتب محمود أبو رجب قد نشر قبل عدة أشهر في موقعه الإلكتروني "بارنت"، وفي صحيفته "الأخبار"، وفي مواقع إلكترونية مختلفة، عدة مقالات هاجم فيها مجمع اللغة العربية وطعن في مصداقيته ونسب إليه تجاوزات خالية من الصحة والموضوعية. وقد رأت إدارة المجمع أن تلك التصريحات والمقالات لا تقع تحت خانة النقاش العلمي والأكاديمي وتتضمن عنصر القذف والتشهير، وعليه قامت إدارته بمقاضاته على هذه التهم الخطيرة.
وبعد مفاوضات طويلة بين الأطراف توصل محامي المجمع الدكتور رياض عمر ومحامي المدعى عليه الأستاذ زكي كمال إلى صيغة تسوية تحولت إلى حكم قضائي أساسها اعتذار المذكور وصحيفته لمجمع اللغة العربية على ما لحق به من ضرر.
وفيما يلي نورد نص هذه التسوية:

محكمة الصلح في نتانيا
إعلان عن تسوية

يبلغ الأطراف بهذا المحكمة الموقرة أنهم توصلوا إلى تسوية في شأن الدعوى التي هي موضوع هذا الإعلان، وهي كالتالي:
1. رئيس المدّعي [مجمع اللغة العربية] وأعضاؤه وموظفوه، والمدّعى عليهم [محمود أبو رجب والأخبار العربية] يعلنون بهذا أنهم يحترمون بعضهم بعضا، ويقدّر كلّ منهم عمل الآخر.
2. يعلن المدّعى عليهم بهذا، أنّه لم تكن لديهم أيّة نيّة بالمسّ شخصيّا أو علميّا أو أكاديميّا أو اجتماعيّا، في كتاباتهم المتعلّقة بالمدّعي أو برئيسه أو بأعضائه أو بموظفيه، وإن كان أيّ منهم قد تضرّر فإنّ المدّعى عليهم يعبّرون عن اعتذارهم على ذلك.
3. ينشر المدّعى عليهم كتابات وإعلانات وأعمال المدّعي، وذلك لدى المدّعى عليه رقم 2 [الأخبار العربية] إذا وجد المدّعي ذلك مناسبا.
4. يعلن المدّعي والمدّعى عليهم أنهم عاملوا ويعاملون بعضهم البعض باحترام وتقدير.
5. يطلب الأطراف إعطاء هذه التسوية صلاحية قرار محكمة، دون أمر بتغطية المصاريف، وكذلك أن تأمر المحكمة بإرجاع الرسوم للمدّعي إذا رأت ذلك مناسبا.
وفي تعليقه على هذه القضية صرح رئيس مجمع اللغة العربية البروفيسور محمود غنايم بأنه مرتاح من هذا القرار الذي يضع حدًا لنقاش غير موضوعي وتصريحات غير مسؤولة. إن مجمع اللغة العربية هو مؤسسة علمية تتمتع بمصداقية لأنها تسعى إلى خدمة الثقافة واللغة العربية في هذه البلاد، ونزاهتها لا يرقى إليها الشك لأنها تعمل في الضوء كمؤسسة جماهيرية ذات شفافية.
وردًا على سؤالنا حول عدم إلزام المحكمة الكاتب محمود أبو رجب بنشر اعتذاره في نفس الصّحف والمواقع التي نشر فيها تهجّماته على المجمع قال:
- لم نطلب من المحكمة ذلك لأن النشر مفهوم ضمنًا، فقرارات المحاكم ليست أمورًا في الخفاء. كما أن القرار يوجب المدعى عليهم بنشر أخبار وإعلانات المجمع كما ورد في البند الثالث من القرار.
وحول إذا ما عبّرت التسوية التي توصّلت إليها المحكمة في هذه القضّية عن قناعة المجمع أجاب:
- في كل تسوية لا تحصل الأطراف على كل ما تريد. ما كان يهمنا أن يعتذر المدعى عليهم ويتراجعوا عن اتهاماتهم التي لم نتهاون فيها أبدًا. أما الغرامة المالية، التي كنا ننوي إقامة مشروع ثقافي فيها لخدمة مجتمعنا العربي، فقد تنازلنا عنها بعد أن تعهد المدعى عليه بنشر أخبارنا ونشاطاتنا وإعلاناتنا في موقع وصحيفة الأخبار دون مقابل.
مجمع اللغة العربية يأمل أن يكون في هذه القضية ما يجعل نقاشاتنا موضوعية وذات طابع علمي وأن نبتعد عن أسلوب القذف والتشهير، لأن هذه الوسائل لا تجدي نفعًا، بل على العكس تتطلب جهدًا ووقتًا نحن في أشد الحاجة إليهما لنوظفهما في خدمة مجتمعنا وثقافتنا العربية.