موقع سبيل - من كمال عطيلة

عاد إلى البلاد يوم الأحد الماضي 12.7.2009  طلابنا الموهوبون من مركز الفضاء "ناسا" في ازمير-تركيا، وكانوا قد سافروا في بعثة دراسية لمدة أسبوع من قبل مركز العلم والمعرفة في كرمئيل، بعد أن نجحوا في امتحانات المعلومات واللغة الانجليزية. شملت البعثة سبعة عشر طالبا، منهم أحد عشر طالبا يهوديا وستة طلاب عرب، جميعهم من الصف السابع، وهم باسل كمال حمود وفداء نفاع نفاع من بيت جن، جمال جهاد أبو صلاح - عين الأسد، نرمين فندي ظاهر- قرية ساجور، ريان سهيل فوارسه- قرية المغار وصالح خطيب- كفر سميع. وقد رافق البعثة معلم الموضوع ألون ليفي، وثلاثة أشخاص آخرين من أهل الطلاب وهم ايريت شيمش، والدكتور كمال حمود وايلان سيناي. إن نجاح طلابنا ودخولهم لمركز العلم والمعرفة واثبات جدارتهم العلمية والثقافية واللغوية وسفرهم في بعثة لمركز الفضاء "ناسا" يثبت أنه لدى مجتمعنا طلاب رائعون، لديهم القدرة على اختراق الحواجز والصعوبات الكثيرة التي تعترض طريق الطالب العربي وتقدمه، وانه ليس بالمستحيل أن نصل إلى ما نريد، وان ننجح ونحقق أحلامنا حتى لو كانت الوصول إلى سطح القمر. وإذا أردنا التقدم فما علينا إلا المثابرة والعكوف على الدراسة والمطالعة وهذا ما فعله طلابنا الرائعون، فقد وضعوا نصب أعينهم النجاح فنجحوا، ليفتحوا أبواب النور والمستقبل أمام جميع الطلاب.

لمعرفة المزيد عن البعثة إلى مركز الفضاء "ناسا" في إزمير- تركيا وكيفية قبولهم وعن الصعوبات التي صادفتهم، كان لي هذا اللقاء مع الطلبة المشتركين في البعثة.

يقول الطالب باسل حمود:

"قبل سنتين بدأت التعلم في مركز العلم والمعرفة في كرمئيل وذلك بعد نجاحي في امتحانات الموهوبين من قبل وزارة المعارف لصفوف الخوامس. مع بداية السنة الدراسية 08-09 عرض علي مشروع الفضاء "ناسا" من قبل المركز فوافقت على الفور لأنني أحب هذا المجال منذ كنت صغيرا وكثيرا ما قرأت عنه في الموسوعات وعندي الكثير من المعلومات عنه. تقدمت للامتحانات في المعلومات واللغة الانجليزية ونجحت، فبدأت بدراسة الموضوع بشكل واسع ومكثف في مركز العلم والمعرفة مع كل الطلاب الذين اجتازوا الامتحانات. كنا فرقة تشمل عشرين طالبا ستة منهم عربا والباقي يهود.

رحلتي إلى مركز الفضاء كانت مميزة حيث اكتسبت الكثير من المعلومات القيمة عن الفضاء وقمت بالكثير من التحارب والفعاليات المثيرة على أجهزة فضائية نموذجية يتمرن عليها رجال الفضاء قبل انطلاقهم في رحلتهم الفضائية. قمنا كذلك بعملية إطلاق المكوك الفضائي (Discovery) وإعادته إلى الأرض، وكانت مهمتي ووظيفتي في هذه الفعالية "pilot" أي الطيار. هنالك جهاز آخر أسمه "Zero-G Wall "، وهو عبارة عن حائط  معلق به كرسي، عندما نجلس عليه يقيس وزننا ومقابله يكون برميل ماء بنفس وزننا، وعندما نرتفع إلى فوق نشعر كأننا بدون وزن. ما شاهدته ولمسته من أهمية في مركز الفضاء أثار رغبتي لأن أكون رائد فضاء في المستقبل. ان تواجد الكثير من الطلاب من دول مختلفة ولغات مختلفة أعطاني الفرصة لأتعرف على العديد منهم وهذا شيء مهم لي، لذلك أنصح كل طالب أن يجتهد وأن يخوض التجربة".    

أما الطالبة نرمين ظاهر فتقول عن تجربتها:

"في الصف الخامس تقدمت لامتحان الموهوبين من قبل وزارة المعارف فتم قبولي للتعلم في مركز العلم والمعرفة، وهناك اشتركت في مشروع ناسا طبعا بعد نجاحي في امتحان اللغة الانجليزية. كانت هناك استعدادات لهذا البرنامج حيث كنا نتعلم أشياء خاصة بالفضاء.

 لقد شجعني أهلي كثيرا لأخوض هذه التجربة وقد نجحت بذلك، فثقتي بنفسي ولغتي الانجليزية الممتازة ساعداني على انجاز المهام التي طلبت مني في مركز الفضاء. خلال تواجدي أنا وزملائي في مركز الفضاء تعلمنا الكثير حول الموضوع، وخضنا تجارب كثيرة ومثيرة حيث صعدنا على أجهزة كهربائية كان قد ركبها الرواد قبل خروجهم إلى الفضاء. وقد كانت وظيفتي في المركبة الفضائية mission sp ecialist1، كانت وظيفة مهمة وممتعه. كما وكان هناك المزيد من الفعاليات والتجارب حول النجوم والكواكب وغيرها. حلمي أن أصبح رائدة فضاء وان  أصل إلى القمر أو أي كوكب آخر".

أما الطالب جمال أبو صلاح فيقول:

"بعد نجاحي في امتحانات التمييز للموهوبين ودخولي لمركز العلم والمعرفة، وجدت أن هنالك الكثير من الفرص المتاحة أمامي ومنها مشروع "ناسا". تجربتي في مركز الفضاء "ناسا" كانت رائعة حيث قمنا بتجارب كثيرة على الأجهزة التي تساعد رواد الفضاء للتأهب لرحلة الفضاء. كانت مهمتي في المركبة الفضائية " flight director" أي المسؤول عن الرحلة. هنالك جهاز جدا مثير وهو "T-Chair"، حيث يدور بشكل دائري لكي يشرح لنا كيفية وصول المركبة الفضائية إلى القمر في الوقت المناسب والمكان المناسب. بعد هذه الرحلة تغيرت أحلامي التي كانت في مجال الطب والآن اتجهت إلى عالم الفضاء". 

تصف الطالبة ريان فوارسه رحلتها بقولها:

"بعد قبولي في مركز العلم والمعرفة وقبولي في مشروع "ناسا" عملت بكل جهدي لكي أنجح وأسافر إلى مركز الفضاء، فقد أثارني الموضوع جدا وخاصة بعد دراسته                 

من خلال مركز العلم والمعرفة ومن خلال المعلومات التي كنت أدرسها في الموسوعات والكتب التي تتعلق بالموضوع. في مركز الفضاء "ناسا"، قمنا بالكثير من التجارب كبناء الصواريخ التي أطلقناها بعد بنائها، ودراسة كيفية تنمية النباتات في الفضاء. قمنا أيضا بمهمة في مجسم لمركبة الفضاء discovery واخذ كل منا وظيفة كرواد الفضاء، حيث كنا نعمل كما يعملون في المركبة وأيضا في غرفة المراقبة، وكانت وظيفتي " mission specialist 2". من خلال تواجدنا في "ناسا" قابلنا رائد الفضاء جون مكبرايد، حيث روى لنا عن رحلته في الفضاء التي استغرقت 8 أشهر مما أثار فينا الرغبة للسفر إلى الفضاء. رحلتي إلى مركز الفضاء "ناسا" لا تنسى فقد كانت شيقة ومثيرة وكفتاة عربية لم أجد أي صعوبة في اللغة الانجليزية فهي اللغة المشتركة بين الطلاب من مختلف الدول. أنصح كل فتاة عربية حلمها الذهاب إلى الفضاء أن تعمل ما في وسعها لتحقيق ذلك".

الطالب فداء نفاع يقول عن تجربته:

" ندرس في مركز العلم والمعرفة يوم واحد في الأسبوع ومن خلاله نتعلم الكثير من المواضيع المهمة التي لا نتعلمها في مدارسنا ومن هذه المواضيع موضوع الفضاء "أسترونوميه". ولأنني أجيد اللغة الانجليزية وأتكلمها بطلاقة نجحت في الامتحانات وقبلت لمشروع "ناسا". أتيح لي في مركز الفضاء بالتعرف على الكثير من النماذج لمراكب فضائية مختلفة حيث قمت بتجارب عديدة، ومهمتي على المركبة كانت  "payload specialist 1" (أي باحث). وجودي هناك أكسبني الكثير من المعلومات التي أثرت ثقافتي، وجعلني أتعرف على طلاب من مختلف الدول. تعلمت منهم بعض الكلمات في لغتهم. أتمنى أن أعود مرة أخرى إلى هناك رغم أنني لا أفكر في أن أصبح رائد فضاء". 

وأخيرا يقول الطالب صالح خطيب:

بعد دراسة موضوع الفضاء لمدة سنة، يوم واحد في الأسبوع، سافرت أنا وجميع الطلاب الذين اجتازوا الدورة بنجاح إلى مركز الفضاء "ناسا".تعرفت في مركز الفضاء على جهاز اسمه: 5DF (five degree of freedom) أي (خمس درجات من الاتجاهات الحركية)، وعلى الكثير من الأجهزة المختلفة وقمت بفعاليات عدة منها مهمة "prob " أي (مراقب وضع المركبة)، وجودي هنالك جعلني أعزز ثقتي بنفسي، اكتسب معلومات جديدة وقيمة وأتعرف على عالم الفضاء جون مكبرايد وآخرين وأبني صداقات مع طلاب من مختلف الدول مثل أمريكا، تركيا، كندا وإسرائيل. أصبح حلمي الآن أن أكون رائد فضاء ناجح وأنصح جميع الطلاب على المثابرة والاجتهاد في الدراسة والمطالعة ليتمكنوا من الوصول إلى مركز الفضاء وغيره".