في الاسبوع المنصرم رحل االمطرب ،الشاعر والرياضي العبري المتاْلّق :اْريك اْينشطاين ،عن عمر 74 عاماً ،امتاز شعره وغناؤه بكثير من اللمسات :الانسانيّة ،الاْخلاقيّة ،الإبداع الحقيقي ،الفن لاْجل الفن ،كثير من التّواضع وعدم الركض خلف الشّهرة ،
اْغراض شعره لم تختلف عن الاْغراض الاْمميّة :الغَزَل ،الحُبّ ،الطبيعة ،الجمال ،الحنين الى الماضي ،الخوف من الحروب ومآسيها،المشاعر الانسانيّة تجاه الغير .... ، اْستميح القرّاء عذراً في ترجمة بعض قصائده الى لغتنا العربيّة ،من باب معرفة ثقافة وحضارة الغير،اْفردت له وسائل الاعلام المحلّيّة :المرئيّة ،المسموعة ،المقروءة والمواقع الاْلكترونيّة الكثير من المساحات ،الإطراءات ،النّدب الملاحِق الخاصّة ،وقد قطعت هذه الوسائل كافّة برامجها الاعتيادية ،مخصّصة برامجها طيلة اْيام للإشادة بهذا الفنّان الذي ابتعد عن الاْضواء،في غنائه الكثير من التّرميز ،التّلميح،الاستعارة وضروب البلاغة ، كُتِبت الكثير من المقالات ،المراثي ،الاطراء وتدوين العديد من ابداعاته ، جنازة تليق بالملوك والرؤساء ،حبذا لو تعلّمنا شيئاً في تكريم مبدعينا ،ونحن نعرف اْنْ قادة عسكريّين فاتحين مثل :طارق بن زياد وموسى بن نصير ،ماتا متسوّلين جائعين ،الدكتور الباحث والقاموسي الموسوعي فاخر عاقل ،مات لا يلوي على شيئ،المطرب الرّاحل وديع الصّافي ،لو لم يكفله الرئيس الاْسد ،لكان يُرثى له ،فنّانون وفنّانات لم يشفع لهم فنّهم وعطاؤهم ،وعلى سبيل المثال فقط ::ناجي جبر ،طلحت حمدي ،عدنان بركات ،ياسين بقّوش ،حسن دكّاك ، سليم كلاّس /كلّهم سوريّون / ،الشاعر العامّي المصري: احمد فؤاد نجم .... مرّوا مرّ الكرام ، والقاءمة طويلة وعلامات التّعجّب والاستفهام عديدة ؟؟!! ،نرجو ان يكون تكريم المناضلة الجزائريّة :جميلة بوحيرد ،من قِبّل تلفزيون الميادين ،فاتحة خير ،واْوّل الغيث قطر ! ،! بالمقابل نُقدّم باقة من شعر وغناء الفنان اريك اينشطاين ،لعلّ في ذلك عبرة لمن يعتبر ،ومن باب : وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين /ص.
سيّدي القاضي
مرّة راْيتُ شُرفةً بلا نور / تسلّقتُ اليها زحفاًعلى الصّنبور /اْردتُ فحص المصباح فقط ، فاجاْني الشّرطي /سيّدي القاضي! سيّدي القاضي /هذه هي الحقيقة كاملة /لماذا تزجّني في السّجن/ لستُ مذنباً ،لستُ مذنباً .
اْنشودة الببغاء يوسي
ساْشتري ببّغاء واْسمّيه يوسي / اْخاطبه دون اْن يسمعنا اْحد /حينها ساْقول له قولاً/الاْسى لِكاْس نبيذ مُرّ/من عِنب الرّوح / اْتَعْرفُ اْيّها الببغاء يوسي/اْنّكَ ولد شاعري / ينتظرك موت هادئ /هادئ جدّاً/ عندها اْكون حزيناّ/ اْهمسُ للجدران :الببغاء مات ،يوسي مات !
اْبْكيكَ
ساْبكيكَ!كُنْ قويّاً في السّماء/اْشواقي كالاْبواب تُفتح ليلاً/ساْذكركَ اْخي الى الاْبد /واْخيراً نلتقي،اْنتَ تعرف /لي اْصدقاء ،إلاّ اْنّهم خَبَوا اْمام نورك المتوهّج .
قهوة تركيّة
وعدَ بإرسال قصائدَ للمُلحق /لكن خارت قواه وغابت الاْفكار /خَبَت الاْنوار في الدّار /إنتظرَ حتى الثّالثة فجراً/ خلع السِّتْرة تناءت الاْفكار /فتح الباب وحلم بالنّساء /آلام معدة وهدوء نفسي/تحتسي قهوة تركيّة وتنهض اْيّها الشاعر / إحْتَسِ القهوة التّركيّة ،إنّها عالميّة /إنْ لم تُغَنِّ؟فَمَنْ يُغَنّ ! فَمَنْ!
طِرْ يا زغلول
زغاليلي طيّرتْ/رفرفتْ باْجنحتها وحلّقتْ/ اْنا العصفور الهَرِم،بقيتُ في العشّ/آمل اْن يكون كلّ شيئ على ما يرام /دائماً عَلِمتُ بقدوم يوم / به يجب اْن نفترق /إلاّ اْنّه عنَّ على بالي الآن/ما العجب بقلقي بعض الشّيئ/طِرْ يا زغلول في عنان السّماء / حلّقْ حيث شئتَ/لكن !لا تنسَ باْنّ نسراً ينتظركَ هناك !
قصيدة بعد الحرب
قصيدة قديمة معتّقة /قصيدة جنود عادوا من المعركة /انشودة معشوقة تنتظركَ/ هناك مَن غنّاها من قبل / إنّها انشودة ما بعد الحرب / تُذَكّرني دائماً باْمنية /إنّها تنتظر عودة عشيقها /قصيدة تخطر على البال بعد الحرب !
اْنا واْنتَ
اْنا واْنتَ نغيّر العالَم/انا وانتَ عندها سينضمّ الجميع /قالوا ذلك قبلي / المهمّ انا وانت نغيّر العالَم/ انا وانت نحاول من البداية/سنواجه الصعوبات ! ولكن سنتحمّل ذلك / قالوا ذلك قبلي /المهمّ انا وانت نغيّر العالَم !
اُْحِبّ البيت
هنالك اْناس يتسلّقون الجبال /هنالك اْناس يهبطون من الاْعالي /هنالك اْناس يمتطون الخيول / وهنالك اْناس يقطعون المسافات /لكنّني اْحِبّ البقاء في البيت /مع الشّاي ،الليمون والكُتب القديمة /نعم اْفضّل البقاء في البيت /مع نفس العشيقة ونفس العادات !
السّبتُ صباحاً
السّبت صباحاً يوم جميل /الاْمّ تحتسي القهوة كثيراً/الاْب يقراْ الصحف كثيراً كثيرا /لي يشترون البالونات كثيرا /يمكن اْن نذهب لنهر العوجا // واْن نُجذّف بالقارب / اْو نتمشّى على طول الشّارع /ونعود ثانية /يمكن قطف الاْزهار التي لا يمنع قطفها / ويمكن السّير حتى الحديقة لترى اْنّها مقفلة !
اْبناء الحياة
عينايَ مفتوحتان ،دون اْن اْرى السّماء/دون اْن اْرى زُرقة البحر وخُضرة الشّجر /دون ان اْسمع الحاناً جميلة كذات مرّة /دون اْن اْرى الاْشياء كما هي /الطّبيب يتحدّث عن نهاية الحياة /إلاّ اْنّه يمكنني وضع حدّ لنهاية الخوف /عينايَ مفتوحتان ،كي اْرى السّماء ،زُرقة البحر وخُضرة الشّجر !
آخذُ الاْمور بجدّيّة
لماذا عليّ اْن اْحملَ الاْمورَ على محمل الجدّ/لديّ اْشياء جميلة في مخيّلتي /خيال على النّسيان اْحيانا يساعدني /دعني اْصرخ !دعني اْتعلّم / دعني اْضحك !دعني اْسمع /دعني اْعيش ودعني اْخْطئ/دَعْ نفسك تصفح ! كي تُحبّ البساطة !
سوق على مهلك
سُقْ سيّارتك العتيقة الى الليلة النّديّة /غَزُرَ المطر ثانية /لا نرى متراً /سوق على مهلك /تْصفي يقول إنّ اْمطاراّ كهذه مُضِرّة للزراعة/اْنا اْفكّر بِدِفء البيت / كم الجنود تعساء /الآن يفترشون الوحل/ سوق على مهلك! سوق على مهلك !
الانتظار على الجدار
على الجدار رِجْل هنا واْخرى هناك / اْجلسُ على الجدار ،العلاقة مع الجميع على ما يرام /يبتسم لكافّة الجهات / يواكب الاْحداث دائماً/دائماً مفكّراً على الجدار / ينظر هنا ويحدّق هناك/يقراْالجريدة ويسمع في وقتها الاْخبار/ يغلّف نفسه بستار دُخان !
نفْس الحُبّ
حين كنّا فِتْيَةً-اْتذكرين !/ عندها حصحص الحُبّ/ اليوم بعد سنوات /لا بديل عنه/ إنّه نفس الحب !
اْمُّنا الاْرض
تنظرإليّ خصبة حكيمة /كابن عائد الى البيت /تضمّني بحرارة اْمّي الاْرض !تقول لي انتَ تَعِب بعد السّفر /لا تخفْ اْنا اْضمّد جراحكَ /تضمّني اليها /حين اْناديها /اْمّي الاْرضّ /تنظر إليَّ خصبة حكيمة /إنّها هادئة غفورة /تضمّني اليها / حين اْناديها :اْمّي الاْرض !
ددموع الملائكة
دموع الملائكة دموع هادئة /دموع جميلة حزينة /تنهمر في الاْفق باحثة / عمّا تبحث ..آه ... / لاْنّه حين تبكي الملائكة في عالم آخر/في عالمنا هذا يكون الحزن اكبر/ لماذا تبكي الملائكة /لربّما ليس من السهل اْن تكون ملاكاً/في عالم حزين هكذا /نحن هنا نريد اْن نبكي معهم/ ما العمل ؟نريد البكاء والدّموع لا تنهمر/ الدموع لا تنهمر.
فاصل زمني
فاصل زمني دون تفكير /جلوس ازاء البحر دون اكتراث/دعِ الراْس يرتاح من التفجيرات /والقلب يرتاح من الضغوطات /اْعي اْنّ الزمن غير مناسب/وانا كذلك لستُ جاهزاً/إلاّ اْنّ الروح تودّ الرّاحة /لتستعيد الاْنفاس وتعود الى العمل / لعلّها اْزمة صغيرة عابرة / لعلّني اْكون منهكاً بعض الشّيئ /خُذْ فاصلاً زمنيّاً دون تفكير/ واجلس إزاء البحر دون اكتراث !
البكاء لن يُجَمِّلَكِ
الخدّ جافّ صباحاً/الشّمس كبيضة مسلوقة/الريح لا تحتاجينها /لماذا ! لماذا تنتحبين ؟/ البكاء لن يُجَمِّلَكِ/ لا تبدين جميلة / كفاكِ ! كفاكِ يا فتاة / قد حلّ المساء ،كفاكِ البكاء /هدوء ، خبزة مع المُرَبّى /كفاكِ ! كفاكِ البكاء
.. إنّها قصائد ،اناشيد واْغانٍ قصيرة ،هادفة ،معبّرة ،تحمل رسائل وسمات إنسانيّة!
ويبقى الفنّ لاْجل الفنّ،لا يدين بالتّقوقع ،الانطواء ،الاحتكار والانغلاق ،يخترق الحدود القوميّة والجغرافيّة ، ليحلّق عالياً،مع اللمسات الانسانيّة ،الاْخلاقيّة والاّمميّة !حبّذا لو اْعدنا حساباتنا ،وبشكل خاصّ اْصحاب القرار في البروج العاجيّة ،لينزلوا الى الشّعب ويعرفوا خلجات القلوب وما تخفيه من متاعب وندوب،حسرات وآهات، كفاهم التّلاعب بالملياردات وحياكة المؤامرات على شعوبهم! والغضب السّاطع آتٍ،لا محالة ،إن لم تكن عودة للذات والحساب مع النّفس،الآنَ ،الآن وليس غداً .وخير البِرّعاجله .