بقلم: أمير خنيفس – جامعة لندن
ترجمتها الى العرببية الاستاذة سحر مداح
عن موقع Walla بالغة العبرية
جاء في تقديم المقال في الموقع: " قلة من المواطنين الدّروز في إسرائيل تكبدوا عناء الاحتجاج إزاء حادث التمييز العنصري ضد الجنود الدروز في مفاعل ديمونة النووي. فالأكثرية فقدت منذ فترة أمل الاندماج في دولة تميزهم على خلفية انتمائهم ".
العاصفة الإعلامية التي أثيرت عبر الإعلام الإسرائيلي، وفي
أوساط الطائفة الدرزية قبل حوالي الأسبوع، بسبب قرار ضابط الأمن في المفاعل النووي في ديمونة منع ضابط وجنديين ينتمون لطائفة الموحدين الدروز، من الدخول مع رفاقهم اليهود من الكتيبة ذاتها، مصدرها قلة من النشطاء السياسيين الذين لا زالوا يؤمنون بقدوم يوم، تتعامل فيه دولة إسرائيل مع المواطنين الدروز كمواطنين متساوين في الحقوق. هذه المجموعة لم تعد تمثل الأكثرية الصامتة في الطائفة التي توقفت منذ مدة طويلة عن الانفعال والتفاعل مع أحداث عنصرية كهذه.
في فترة الانتداب البريطاني والعقود الأولى بعد قيام الدولة، أطلق لقب "القوى الإيجابية" على الأغلبية الساحقة من قبل قوات الأمن، وتحديدا لتشجيعها توطيد "حلف الدم" بين الدولة وأبناء الطائفة الدرزية.
في السنوات الأخيرة، وفي ظل سياسة الحكومات اليمينية، حظيت هذه المجموعة تدريجيا بلقب "الفئة الهامشية" وذلك بسبب خضوعها لسياسة الحكومة العنصرية اتجاه القرى الدرزية، المتمثلة بمصادرة الأراضي وتجميد الميزانيات لهذه القرى.
كيف يمكن لمواطن مثلي أن ينفعل ويتأثر من منع ثلاثة جنود من الدخول إلى مفاعل ديمونة بسبب "إجراءات أمنية" ؟ وكأنها ليست ذات الإجراءات المعروفة لي جيدا كالعديد من أصدقائي، والتي باسمها يختفي المراقب في المطار وبحوزته جواز سفري بعد أن سمع أنني قادم من شفاعمرو، حتى بعد أن علم بأنني في طريقي إلى عملي في السفارة الإسرائيلية في لندن.
وماذا يدفع رمزي دقسة ابن دالية الكرمل أحد مصابي جيش الدفاع، أن ينفعل من الحادث كهذا؟ إذ بسبب "الإجراءات" ذاتها يعاني عشرات من سكان قريته من عدم ربطهم بشبكة الكهرباء، وهي ذات "الإجراءات" التي على أساسها تقوم ذات الحكومة العنصرية، بإقامة عشرات المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية مع وصلات كهرباء قانونية.
وبالله عليكم، لماذا جنرال الاحتياط ياسر خطيب من قرية بيت جن، الذي خدم وحارب في كل معارك إسرائيل وعلى كل الجبهات، ما الذي يدفعه للانفعال من هذا الحادث؟ أليس بسبب "الإجراءات" ذاتها فرضت المحكمة عليه عقوبة غرامية وأجبرته على دفع عشرات آلاف الشواقل والسجن المشروط، وبيته مهدد بالهدم لأنه لا يجيب على شروط الخارطة الهيكلية القانونية؟ وكأن بيت جن كانت قد حظيت ولو لمرة واحدة بخارطة هيكلية واقعية تلبي احتياجات التزايد الطبيعي للبلدة!
فئة "القوى الهامشية" هي قلة من زعماء العائلات الذين يصارعون من أجل الحفاظ على مكانتهم في الطائفة، نشطاء سياسيون يبحثون عن "الكرامة" حتى من خلال أحزاب صهيونية يهودية يمينية متطرفة، وضباط جيش متقاعدون لم يستوعبوا بعد الهوة بين المساواة التي حظوا بها أثناء خدمتهم العسكرية والواقع المر في قراهم والتمييز في الحياة المدنية.
ليس بالغريب إذا، ألا ينطق أي شخص من تلك الفئة بأي احتجاج أمام رئيس الدولة شمعون بيرس خلال زيارته لبيت الشيخ موفق طريف والذي اختار بأن يتحدث عن المفاعل النووي الإيراني، ولم يرَ أحد أنه من المناسب أن يقول للرئيس بيرس إن القنبلة الحقيقية موجودة في القرى الدرزية وسكانها الذين سئموا من سياسة الحكومة و"إجراءاتها" العنصرية.
"أمير خنيفس ابن الطائفة الدرزية، باحث في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة لندن، ومتخصص في العلاقات بين الأقليات العرقية والدول في الشرق الأوسط".