عقد في جامعة حيفا بمبادرة السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول، وبمشاركة كلية القانون في الجامعة، المؤتمر الثامن لمكافحة المخدرات والكحول في المجتمع العربي وذلك تحت عنوان "تأهيل المدمنين في المجتمع العربي – المنشود والموجود" حضرة عشرات المنشقين والخبراء الاخصائيين في المجال في العمل الجماهيري وفي القطاع الخاص.
افتتح المؤتمر مفتش سلطة مكافحة المخدرات والكحول الدكتور وليد حداد، الذي شكر ادارة السلطة ومنسقيها في السلطات المحلية العربية مؤكدا ان موضوع تأهيل السجناء والمدمنين لم يطرح بشكل جدي ومعمق حتى الان ومن هنا أتت المبادرة لعقد المؤتمر الثامن لمكافحة المخدرات في المجتمع العربي ليبحث قضية تأهيل المدمنين السجناء كجزء من اعادتهم الى المجتمع واحتضانهم ومساعدتهم للعودة الى حياتهم الطبيعية في العائلة والمجتمع. كما شدد الدكتور حداد على توسيع نشاط سلطة مكافحة المخدرات والكحول من خلال استيعاب وتعيين منطقتين اخصائيين في مجال مكافحة المخدرات، وقال حداد " قبل ثماني سنوات كان طاقم السلطة في المجتمع العربي خمسة اخصائيين في السلطات المحلية العربية واليوم وبعد عمل معتبر وصلنا الى أكثر من 35 منسق في السلطات المحلية العربية في الجليل المثلث والنقب.
وحضر المؤتمر أيضا مدير عام السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول يائير غيلر، ورئيس بلدية شفاعمرو أمين عنبتاوي ورئيس اللجنة البرلمانية لمكافحة المخدرات عضو الكنيست محمد بركه الذي قال إن موضوع المؤتمر اليوم هام جدا، وهذه من أكثر النقاط حساسية في معالجة المدمنين، فمن السهل على الإنسان السقوط في دائرة المخدرات، ولكن الخروج منها مهمة صعبة جدا، على من تورط بها، ولهذا على المجتمع أن يمد يده بقوه لأولئك الذين اختاروا طريق الحياة مجدا وتعافوا من آفة المخدرات، لأن التقارير والمعطيات المقلقة، تشير إلى أن المجتمع عادة يتحفظ من الاقتراب من هؤلاء، ودمجهم بالشكل الصحيح في المجتمع، ولهذا نرى لاحقا ان قسما من الذين تعافوا يعودون إلى ذات الدائرة" وأشار بركه إلى ان الموضوع الذي تعالجه اللجنة في الأسابيع الأخيرة، وبشكل مكثف، وهو بيع المخدرات عبر شبكة الانترنت، وقال إن هذه الظاهرة اتسعت، بعد تحقيق نجاحات في ملاحقة ظاهرة بيع ما يسمى بالمخدرات "الخفيفة"، وكلها خطيرة، في الأكشاك.
كما والقى الدكتور حاييم مهل، مدير قسم تأهيل المدمنين في السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحولمحاضرة مهنية قيمية حيث عرض نظرة القانون في إسرائيل لبناء مؤسسات لتأهيل السجناء والمدمنين حيث عرض أيضا نماذج لمؤسسات تأهيل من القطاع الخاص والقطاع العام خارج البلاد مشيرا إلى أهمية وايجابية إقامة مؤسسات تأهيل للمدمنين لما فيه مصلحة للمدمن المتعافي وللمجتمع عامة.
العامل الاجتماعي والأخصائي فرحات فرحات، من سلطة تأهيل السجين تحدث خلال محاضرته عن تأهيل السجناء العرب وعن التحديات التي يواجهها كل مدمن وكل سجين مشيرا إلى انه يتطلب من كافة المؤسسات في المجتمع العربي المساعدة والمساهمة ودعم مجال تأهيل السجناء والمدمنين أكثر مما هو قائم موجود اليوم خاصة وان دعم المدمن المتعاطفي يمنحه الثقه ويثبت من عزيمته ومنعه من عدم العودة الادمان.
وخلال المؤتمر تم عرض فيلم "ضو زغير" الذي مولت إنتاجه السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول وبلدية شفاعمرو والذي يروي قصة وتجربة مدمنا مخدرات متعافيان. وبعد عرض الفيلم تم عقد حلقة نقاش ادارها الدكتور وليد حداد زشارك فيها منسقة السلطة الوطنية لمكافحة المخدرات والكحول في مديمة شفاعمرو، العاملة الاجتماعية ميساء اسكندر- شقور ومدير مركز الشفاء لعلاج الإدمان في طمرة، وليد ذياب ومنتجة الفيلم مقبولة نصار حيث دار النقاش بين المهنيين والعاملين الاجتماعيين والعاملين في مجال التأهيل عن التحديات والمشاكل التي تواجه المدمنين والمتعافيين إضافة إلى طرق وسبل علاج المدمنين وإعادة تأهيلهم.