أخي يوسف ستبقى ذكراك في قلوبنا وعقولنا.
رغم المرض الذي ألمّ بك كنت دائما صابرا، مؤمنا بمشيئة الله، تحاول أن تقاومه بكل إصرار وإرادة. فكان التفاؤل هو الغالب لأنك أردت أن تستمر في الحياة والعطاء والعمل والكد والاجتهاد ومساعدة الآخرين من معلمين وطلاب. أحببت الحياة ولم تضيع لحظة أو دقيقه أو ساعة دون أن تعطي وتقدم لزملائك وتزودهم بما هو جديد وحديث. تعلمت في أماكن عديدة داخل البلاد وخارجها لتكتسب مهارات جديدة لتدريس الموضوع الذي أحببته ولم تبخل بمشاطرة ومشاركة تجربتك لأحد.
دأبت أن يكون تعليم موضوع اللغة الانجليزية سهلا ومثيرا رغم صعوبته، وذلك عن طريق استعمال وسائل إيضاح جديدة وإدخال الفن والموسيقى والرسم لتدريسه، وإحضار متطوعين من الخارج لتكون لهم علاقة مباشرة مع الطلاب ونظمت المخيمات الصيفية لتدريس اللغة الانجليزية لأول مرة في المدرسة والقرية، ومن ثم توسعت بها للقرى والمدن الأخرى. نظمت دورات استكمال ومؤتمرات للمعلمين حتى يتطلعوا على طرق جديدة وأساليب جذابة لكي يحببوا الطلاب بها لاعتبارك إياها البوابة الرئيسية للتعلم في المعاهد العليا والأبحاث والحصول على الألقاب الجامعيّة.
عملت كل شيء بحب وتعاطف ومصداقية وشفافية ولم تتردد أبدا في إبداء رأيك في أي موضوع .. حتى في تعيين المعلمين كنت تشدد بأن يكون المرشح لأي وظيفة مؤهلا ً وقادراً على تقدم طلابه. إضافة لذلك كنت تجري للمرشح لوظيفة امتحانا كتابيا وشفهيا، الأمر الذي أثار حفيظة البعض ولكنك صممت أن تسير في طريق واحدة وهي طريق الأمانة والصدق والإخلاص لعلمك ووظيفتك فنجحت في ذلك فكانت نتائج امتحانات البجروت والـ מיצ"ב في ارتفاع ملحوظ في وسطنا والجميع يشهد على ذلك.
لم تفرق أبداُ بين طالب وطالب معلم أو معلمة وإنما كنت تعمل بمهنية مطلقة بغض النظر عن الانتماء العائلي أو الطائفي، لذلك كانت تربطك علاقات كثيرة مع جميع الأوساط وشرائح المجتمع .
كونت وزوجتك منال عائلة يُفتخر بها، تألّفت من الابنة رؤى والأبناء أنيل وراني الذين نؤمن أنهم سيكملون مسيرتك وطريقك التي رسمتها لهم، طريق العلم والأخلاق ومحبة الناس والتعاطف معهم. رعيت إخوتك وأخواتك بعد موت والديك، وقفت إلى جانبهم وكنت الأب، ألأخ والصديق لهم ولأبنائهم وبناتهم.
سنفتقدك ونشتاق إليك في كل يوم وذكراك ستبقى في قلوبنا وعقولنا ومن هنا نعاهدك أن نبقى أوفياء لزوجتك وأولادك وأصدقائك ولكل من عرفك ووقف إلى جانبك.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.