احتضنت قاعة المركز الجماهيري في البقيعة جموع غفيرة، من الكتاب والشعراء والنقاد والفنانين ورجال دين ومثقفين ورؤساء مجالس ومدراء مدارس ومن اليهم من اهالٍي ورفاق درب واصدقاء، من رجال ونساء، وضيوف من القدس والكرمل والجليل، لبوا دعوة "جمعية الجذور لتقوية وتثبيت الجذور الحضارية للعرب الدروز في اسرائيل”، حيث شاركوا مساء امس السبت في حفل تكريم الشاعر نايف سليم، احتفاءً بعطائه ودوره كشاعر اغنى المكتبة العربية بالعديد من الاصدارات والتي لم تقتصر على الشعر وانما تناولت مختلف النواحي الادبية ـ الامر الذي اكده عريف المهرجان المحامي سعيد نفاع مارًا على ما اتى به ابو وليد من اشعارٍ، ومقدمة جاءت في اصداره الاول "من اغاني الفقراء”. مضيفا، لا يمكن ان يعيش شعب دون ان يكون محصنا ثقافيا، واضاف المحامي نفاع أن الواجب، وهذا ما تقوم به جمعية جذور، يتطلب تكريم من ساهموا في هذا التحصين، من ابناء شعبنا الوطنيين، في حياتهم وليس فقط بعد العمر المديد الذي نتمناه لهم.
هذا وتتالت كلمات مهرجان التكريم، بمشاركة كل من: الشاعر اسامة ملحم رئيس الهيئة العامة لجمعية جذور، الدكتور غازي فارس رئيس مجلس البقيعة المحلي، الناقد د. بطرس دلة، النائب الدكتور عفو اغبارية، الشيخ سلمان نعيم خير، الكاتب عصام عرّاف، الكاتب الشيخ نمر نمر عضو سكرتارية لجنة المبادرة الدرزية، النائب د. حنا سويد رئيس كتلة الجبهة في الكنيست، الاديب محمد نفاع امين عام الحزب الشيوعي. حيث تناول كل منهم محطة من حياة المحتفى به ودوره في ترسيخ الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي في البقيعة وبشكل عام، ومنها دوره البارز في تأسيس لجنة المبادرة العربية الدرزية في سنوات السبعين الاولى، وقائدا حزبيا وخطيبا وشاعرا في المناسبات الوطنية، وجعل من مكان عمله في "المحلقة”، خلال سنوات فرض الاقامة الاجبارية عليه، دفيئة للكتاب والشعراء والاقلام الناشئة. وغير هذا من مآثر اشار اليها الخطباء مؤكدين على الدور الكبير الذي قام به المحتفى به رغم قصر ذات اليد، وما ألمّ به من فقدان والدته عند حداثة سنه وفقدان كريمته في اوائل ربيع عمرها وشقيقه الشاب وأصدقاء له ورفاق درب، الا انه بقي صامدا وفيا لدربه متغلبا على مصاعب العيش.
اما المحتفى به الشاعر نايف سليم فشكر المبادرين الى التكريم والمركز الجماهيري والمنظمين والمتكلمين قائلا، انه يعتبر هذا التكريم تكريما للأدباء والفنانين الملتزمين وهو تكريم لكل اهل البقيعة التي اطلق عليها الراحل توفيق زياد قرية الشعراء. ثم مر سليم على بعض الذكريات منذ طفولته وتثقيف نفسه بنفسه، ودور اصدقائه من كتاب وشعراء وسياسيين في امميته وصموده، مشيدا باهل البقيعة ودور زوجته وانضمامه لفرع الحزب الشيوعي مختتما كلمته باللقاء بعض قصائده.
يذكر ان اللقاء افتتح بعرض شاشة تلفزيونية محوسبة عرضت خلالها بعض الصور للمحتفى به ولقائه بأصدقائه ورفاقه بمختلف المناسبات، كما قُرأت خلال الحفل رسالة ثناء موجهة الى ابي وليد من الاسير، عمر زهر الدين سعد، القابع في سجن عتليت لرفضه الخدمة العسكرية الاجبارية. واختتم اللقاء بتكريم الشاعر بدرع من جمعية جذور وباقات الورد من احفاده.