خَيَّمَ الحُزنُ وَكَم طالَ البُكاء مثلُ لمح ِالعين ِ يأتينا الشَّقاءْ
بُلبُلُ الفنِّ أيقضي َنحْبَهُ أيُّ خطبٍ .. يا لأهوال القضَاءْ
كانَ فينا نجمة ً ساطعَة ً وَشَذاهُ فاحَ في الكون ِ رَخاءْ
كانَ " وهبي " رائِدًا مُجتهِدًا صوتهُ يُحيي قلوبَ البُؤَسَاءْ
مُرهَفُ الحِسِّ رقيقٌ شاعرٌ للعَذارى الغيدِ حُلمٌ وَرَجَاءْ
يا شبيهي في سُهُوبِ الفنِّ مِن مَنطق ٍ عذبٍ وَسِحر ٍ وَرُوَاءْ
فالعَذارى في هَوانا ُتيِّمَتْ نحنُ أحلى مَنْ تغنيهِ النساءْ
وَضَمَمنا المجدَ من أطرافِهِ سُؤدُدَ الفنِّ وَعَلَّينا البناءْ
خَطفَ الموتُ هَزارًا يا لهُ في ربيع ِ العُمر ِ بَذلا ً وَسَخَاءْ
قِبلة ُ العُشَّاق ِ فينا أملا ً " حِكمَتٌ " كانَ منارًا من ضياءْ
رَوَّعَ القلبَ مصَابٌ جَللٌ وردة ُالرَّوض ِ أيطويها الفناءْ ؟
كلُّهُمْ جاءُوا .. يُعَزُّونَ وقد أرَّقوا الجفنَ وهَلْ يُجْدِي العَزاءْ
منزلي ما زالَ صَرْحًا للعُلا كعبة َ الفنِّ ... َمنارَ العُظمَاءْ
يا كنارًا ركعَ الفنُّ لهُ أيُّ فنٍّ قد حَوَاهُ وَسَناءْ
لكَ أفلامٌ وفنٌّ خالِدٌ سوفَ يحيَا مع خُلودِ العُظمَاءْ
نمْ قريرَ العين ِلا تحفلْ أسًى في بلادٍ قد فداهَا الشُّرفاءْ
إنَّ للأرز ِ دُموعًا وَجَوًى لو حَكى فاقَ كلامَ الشُّعراءْ
إنَّ لبنانِ حَزينا ً قد غدَا هَزَّهُ فقفدُكَ يا صرحَ العَطاءْ
" مُونتِ كارلو" انتظرَتْ فارسَهَا هَزَّها البينُ وكمْ عَزَّ اللقاءْ
( شعر : حاتم جوعيه - المغار - الجليل )