من الظواهر المقلقة التي بات يعاني منها مجتمعنا والتي بلا شك تثير الاهتمام هي ظاهرة التسكع في الشوارع من قبل الفتيان وحتى بعض الشبان ليس فقط في ساعات الليل المتأخرة بل أيضا خلال النهار حيث نلاحظ هؤلاء على جوانب الشوارع في مركز القرية وفي الأحياء أيضا .
هذه الظاهرة تتمثل بشكل اساسي في الشبان العاطلين عن العمل أو الفتيان المتسربين من المدارس أو الذين يهربون عن الدوام ونلاحظهم يتسكعون على جوانب الشوارع في أماكن وأحياء عديدة في القرية . وتصل هذه الظاهرة أوجها أيام العطل المدرسية ويومي الجمعة والأحد إذ نرى جماعات من الفتيان يتكئون الى الجدران بجانب الشوارع لا لشيء سوى لتمرير الوقت .
زد على ذلك ظاهرة تعاطي الكحول في الأحراش في ساعات الليل المتأخرة وحتى ساعات الفجر .
وقبل الدخول في طرح الاقتراحات لمعالجة هذه المشكلة يجدر بنا الوقوف على جذور هذه الظاهرة المقلقة ومسبباتها وهي :
1- التربية غير السليمة واللامبالاة عند الأهل وعدم اكتراثهم لأبنائهم وهذا السبب نابع من الأوضاع الاقتصادية الصعبة بما فيها البطالة وحالات اليأس التي تعاني منها بعض العائلات والتي مصدرها يكون أحيانا إما الفقر أو المستوى الثقافي المتدني الذي تعاني منه هذه الشريحة في المجتمع.
2- انعدام الأطر الترفيهية الكافية وانعدام النوادي التي من شأنها أن تجذب هؤلاء الفتيان والشبان لقضاء أوقاتهم بعيدا عن التسكع والانحراف .
3- تقصير السلطة المحلية والمؤسسات التعليمية في إيجاد أطر استيعاب كفيلة بمنع هذه الظاهرة كعدم توفير النوادي وعدم تشغيل الشرطة الجماهيرية لمنع المتسكعين في الليل وكذلك عدم مبادرة ادارات المدارس لتنفيذ فعاليات لا منهجية خارج نطاق الدوام المدرسي .
أما الحلول فتظل أولا وقبل كل شيء منوطة بخطة يجب على السلطة المحلية أن تنفذها وهي : السعي لإقامة نوادٍ وأطر مناسبة لاستيعاب هؤلاء الفتيان والشبان وإشغالهم بما هو مفيد لإبعادهم عن التسكع وحالات اليأس والكسل .
من هنا يجب على السلطة المحلية أن تبلور برنامجا تربويا خاصا من قبل المسؤولين عن جهاز التعليم من أجل تشغيله في المدارس عن طريق حصص التربية التي يجب منحها المزيد من الاهتمام والتركيز .
هذه الاقتراحات كفيلة بالحد من حدة هذه الظاهرة المقلقة وفي هذا المجال يصلح القول : " درهم وقاية خير من قنطار علاج " .
5.03.2014