اقيم يوم الاربعاء هذا الاسبوع اول مؤتمر في مجال زراعة الاعضاء في المجتمع العربي تحت عنوان "الفرص والتحديات في زراعة الاعضاء البشرية"، وذلك بمبادرة مركز زراعة الاعضاء البشرية وعضو الكنيست عفو اغبارية وبمشاركة النواب العرب الدكتور احمد طيبي وعيساوي فريج والشيخ ابراهيم صرصور ومحمد بركه الشيخ مسعود غنايم،الذين وقعوا جميعا بشكل فردي وجماعي على بطاقة التبرع بالأعضاء البشرية "بطاقة أدي" كما وشاركت ايضا وزير الصحة ياعيل غيرمان ورئيس الكنيست السابق رييؤفين ريفلين ومدير كلية غرناطة الدكتور طه امارة ونائبه الدكتور غازي يحيى وعشرات من طلاب الكلية.
وحضر المؤتمر الى جانب اخصائيين وعاملين في مجال زراعة الأعضاء البشرية ممرضين وأطباء عربا ويهودا من مختلف المراكز الطبية والمستشفيات في البلاد، وعائلات عربية قامت بالتبرع بأعضاء ابنائها ومرضى عرب تلقوا تبرعات بأعضاء بشرية.
افتتح المؤتمر بكلمة ترحيب بالحضور من قبل النائب الدكتور عفو اغبارية الذي شدد على أهمية هذا المؤتمر وأهمية اقامة الفعاليات والنشاطات المختلفة بهدف زيادة الوعي لدى الجمهور عامة والجمهور العربي خاصة في مجال التبرع بالأعضاء البشرية. في كلمتها امام الحضور اكدت وزيرة الصحة ياعيل غيرمان على ضرورة تكثيف الجهود بهدف تطوير مجال زراعة الاعضاء البشرية بهدف انقاذ حياة المرضى وأشارت ان وزارتها ترى في تطوير مجال زراعة الاعضاء البشرية هدف هام جدا خاصة وان الامر به انقاذ حياة الاخرين.
كما وتحدثت الدكتورة تمار اشكنازي، المديرة العامة لمركز زراعة الاعضاء البشرية والتي شكرت جميع الحضور وخاصة النواب العرب على ما قاموا به من مجهود، وشددت الدكتورة اشكنازي على اهمية تكثيف الجهود لزيادة الوعي في المجتمع الاسرائيلي عامة والمجتمع العربي خاصة وان العائلات التي تقوم بالتبرع بأعضاء احد ابنائها هي تقوم بإنقاذ حياة العديد من المرضى وهؤلاء العائلات هم بمثابة بصيص الامل للمرضى المحتاجين لزراعة اعضاء بشرية.
وتحدث الشيخ الدكتور احمد قعدان، الباحث في الشريعة الاسلامية في كلية القاسمي ومدير مؤسسة "القلم" التعليمية عن طرق الدين الاسلامي لموضوع التبرع بالأعضاء البشرية، حيث اكد ان الدين الاسلامي يجيز التبرع بالأعضاء البشرية بشكل مطلق وفق الضوابط الاسلامية الصحيحة وفي حال جاء التبرع بالأعضاء البشرية بهدف انقاذ حياة الآخرين، وقال الدكتور الشيخ احمد قعدان ان التبرع بالأعضاء البشرية تحسب عند الله عز وجل صدق جارية عن المتبرع وأبناء عائلته.
الدكتور بشارة بشارات، مدير المستشفى الإنجليزي والذي تحدث خلال المؤتمر اشار الى النقص الموجود في المتبرعين في المجتمع العربي وقال بشارات علينا ان نضع هدف امامنا لزيادة عدد المتبرعين خلال العام الحالي بنسبة كبيرة ﻻن الامر له ابعاد كبيرة على المجتمع.
اما اخصائية زراعة قرنيات العيون الدكتورة رنين شحادة مشعور، من المركز الطبي "بني تسيون" فتحدثت خلال محاضرتها عن مجال زراعة قرنيات العيون، مؤكدة ان هناك امراض في مجال العيون والتي تصيب المجتمع العربي بشكل كبير مؤكدة على اهمية التبرع بالأعضاء البشرية ليتم اخذ قرنيات العيون من متوفين وزرعها في عيون المرضى المحتاجين خاصة وان الامراض التي تتسبب في تلف في قرنيات العيون قد تنتقل او تتطور بشكل سريع وتتسبب بأضرار كبيرة للمريض.
وشمل المؤتمر ايضا محاضرات ومداخلات قيمة قدمها البروفيسور رفعت صفدي، مدير قسم امراض الكبد في مستشفى هداسا في مدينة القدس والدكتور عبد خلايلة، اخصائي جراحة وزراعة الاعضاء في مستشفى هداسا عين كارم والسيدة امال بشارة وممثلين عن جمعيات تعنى في مجال مرض الكلى والكبد.
كما قدمت يسرى عاشور من مدينة يافا بشهادة حية ومؤثرة جدا عن تجربتها في مجال التبرع بالأعضاء، حيث تحدثت بشجاعة كبيرة عن قرارها الانساني بالتبرع بأعضاء اثنان من ابنائها الذين توفوا في حوادث مختلفة قبل عدة اعوام. وقالت عاشور :"رغم كل ما كان من لوم وضغوطات من المجتمع إلا انني رأيت بقراري التبرع بأعضاء ابنائي هدف لإنقاذ حياة اشخاص اخرين بغض النظر من هم وما قوميتهم او دينهم ولا اندم ولن اندم على قراري هذا".
الدكتور عبد الوهاب خير الله من كفر قاسم، تحدث عن تجربته التي مر بها خلال الاشهر الاخيرة وعملية زرع الكبد التي مر بها مؤكدا على البعد الانساني في موضوع التبرع بالأعضاء :"قبل عدة اشهر وبشكل مفاجئ عندما بلغني الاطباء انني اعاني من تلف في الكبد رأيت قبري يحفر يوما بعد يوم، وشعرت ان ايامي معدودة إﻻ ان القدر شاء بمساعدة مركز زراعة الاعضاء البشرية وتلقيت تبرع كبد واليوم اقف امامكم وأتمتع بصحة عالية وجيدة" وأضاف الدكتور خير لله :"انا على استعداد ان اساهم بأي شيء من اجل انقاذ حياة الاخرين ﻻن رسالة مركز زراعة الاعضاء البشرية هي رسالة انسانية ليس لها حدود".
وفي نهاية المؤتمر قام النواب العرب بالتوقيع بشكل جماعية وبشكل فردي على بطاقة التبرع بالأعضاء "بطاقة أدي" اضافة الى توقيع عشرات الحضور على البطاقة.
