وعلى المرأة الالتزام باللباس الشرعي، وأن تعرف أحكام الله عز وجل في الزينة لئلا تقع في المحظور، ولا بد من إذن الوالي، فلا تخرج من غير إذن زوجها أو أبيها أو من يقوم مقامه، فهذه شروط عمل المرأة، وإن كانت المرأة أصلاً ليس مطلوباً منها النفقة، والنظر في أحوال الناس يجد مخالفات كثيرة والتساهل شديد في هذا الباب.
بداية استميحكم عذرا، فانا لست ضدا للمراة، ولا كارها لها، ولكن احب مصلحتها التي تتوافق مع ارادة خالقها، لانه بهذه الارادة فقط تكون كرامة المرأة، لان قوانين الرب على المراة مثلها مثل من يشتري الة ويرفق مع الالة شروط الاستعمال وكل استعمال خارج عن الشروط يسبب الى اعطال الالة فكيف مخالفة شروط الصانع الخبير بصنعته؟ ومن تظن ان خروجها عن اوامر خالقها يرفع من كرامتها اومن شانها فهي مخطئة، لان الله يريد من المرأة الحياء والاستحياء واحمرار الوجه وغض الطرف وعدم ارساله بلا حدود، وان تكون سيدة وملكة في بيتها تدير مملكتها بكل اخلاص وتكون سعيدة في منزلها مع اسرتها دون السماح لأبواب الشيطان والهوى العبث بها وباهلها.
انا اتفهم الواقع وصعوبته، ولكن هذا لا يعني الترخيص في اوامر الله تعالى ودينه، لان غضب الله اشد وأعظم في الدنيا والآخرة، فخذوا كلامي بمحمل الجد، واخرجوا من سباتكم وغفلتكم، فقد "اقتربت الساعة"، و" ازفت الازفة ليس لها من دون الله كاشفة "، فاستعدوا ليوم انتم عنه غافلون، فاعبدوا الله واتقون ولا تنزعجوا مما اقوله لكم ان ربي غني كريم لقوله تعالى : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو"، وأيضا : " ما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون".
ان هذا العالم اشر مكانا للحق والدين، وأكثر اتباعا للمردة الشياطين، وما نعيشه اليوم بات بفعل العلمانية والرأسمالية الجشعتين الكافرتين مناخا لا يتلائم للدين والأخلاق والفضيلة والشرف والعفاف والقناعة، التي هي كنز لا يفنى فالرأسمالية والعلمانية فتحتا ابواب الدنيا والشيطان للناس وغمستهم في الشهوات والركض وراء المال على حساب دينهم وأخراهم، فأضلتهم وأعمت بصائرهم وشتت شملهم، فأكسدت الفضائل وانفعتهم بالرذائل وأبواب الحرام وطرقه، فبات المؤمن القابض على دينه كالقابض على الجمر متخلفا في نظر الناس، وظالما لنفسه ومن حوله لأنه بات يعيش في بيئة لا تناسبه، قال يسوع المسيح في الانجيل الطاهر : " ادخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك"، وكان قصد يسوع بالباب الضيق طريق الدين، لان في الحقيقة من يريد نجاته في الاخرة عليه ان يتمسك باوامر الدين ونواهيه، ذكرا كان ام أنثى.
ان التمسك بأوامر الدين يضيق الخناق على متبعيه ولكنه يؤدي بصاحبه الى النجاة في النهاية،" ان مع العسر يسرا"، وكما قال يسوع : " ما نفع الانسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ والخسارة طبعا هي خسارة الاخرة ودخول النار المعدة للمخالفين لأوامر رب العالمين، وأما وسعة الباب هو التخفيف في الاوامر الدينية، وفتح ابواب وثغرات في الدين، واهم هذه الثغرات التهاون والتساهل في شأن المرأة، التي عليها تُبنَى الامور الدينية، التي هي الاخلاق والآداب، وحفظ النسل والاحساب والأنساب، والتساهل مع المرأة وجعلها بمطاف الرجال يتنافى قطعا مع ارادة باريها، الذي ارادها ان تكون تحت كنف الرجل سيدة في بيتها عند سيدها، الذي هو الرجل، فالتساهل في امر النساء جلب اليوم على البشرية الدمار الاخلاقي والاسري والمادي، و باتت المراة بارادتها وعدم ارادتها الة لكسب المال والإغراء والمتعة والاستغلال والإهانة والتحقير والفضائح الخ لان المراة ضعيفة امام المدح والاستجلاب والجذب ومثال ترك فتياتنا لمجتمعهم المحافظ والهروب الى اماكن عرض مفاتنهم( ما يسمى عرض الازياء تالله لهو الحضيض الحضيض في الاشياء) وهو اثمن ما تملكه المرأة ليتعلق بها زوجها ويغار عليها فتظهره على الملأ حبا للشهرة والصيط فبئس ما تفعلنه.
واعلموا اخواني وخلاني جميعا ان الدين اوامر ونواهي، زواجر وقوارع، اتباع وليس ابتداع، ووعظ ووعد ووعيد، وكرامة واستقامة، وشرف وعفة وعفاف، وقناعة واكتفاف، وحياء وخجل وخوف واعتكاف، وامانة ووديعة واوقاف، فلا يمكن ان يبدل شيء حرمه الله او وضع له شروطا ونأتي نحن لنحلله او نبيحه فهذا هو عين الكفران، لأنه شرك بالمليك الديان وخروج عن اوامره وعصيان، والدين وأوامره فوق الدنيا ومقتنياتها، لان الدين هو الباقي، وحطام الدنيا هو الفاني، والقيمة للباقي لا للفاني، ويجب ان يكون الدين هو الضابط للدنيا وليس بالعكس، فتوفيق الدنيا بالدين، وخراب الدين بالانشغال بحطام الدنيا عن الدين والاخرة التي هي خير وابقى، فأوامر الله طاعة، والتقيد بها عين الخضوع والخشاعة، وارزاق العباد على خالق العباد لقوله : " وما من دابة على الارض الا وعلى الله رزقها".
فلا يوجد في العالم افسد من تلك الجمعيات التي تدعي الى تحرير المرأة وتدعي بان حقوقها مهضومة بل هم يضلونها السبيل ويدعون الى تحطيم وفقدان مكانتها الاجتماعية والدينية التي ارادها الله لها فالمرأة هي العامود المركزي للبيت والأسرة وخروجه يعني هدم البيت والأسرة معا فالمرأة ارادها الله ان تكون سيدة في بيتها تعتني بأسرتها، ويُخطئ مَن يظن أنّ التربية هي مجرد الخدمة والتنظيف والرعاية البدنية؛ بل إنها أسمى من ذلك بكثير إن الأم بحكم عاطفتِها وحنانها أقدرُ الناس على تنشئة الطفل تنشئةً اجتماعيًَّ ونفسيّةً وأخلاقية سليمة، وهي أحرص الناس على رعايته والعناية بشؤونه منذ ولادته إلى أن يكبر؛ فحُضن الأم هو الملاذ الآمن، والمهد الوثير، الذي يتمنى الأطفال بل حتى الكبار أن يضعوا رؤوسَهم عليه؛ ليشعروا بالأمان والحنان والعطف فلا شيء في الدنيا يوازي المهمة التي كلف الله تعالى الام بها لانه كما قيل: " قيمة الانسان ما يحسنه"وقيمة المراة ما تقدمه من حنان وامان ورعاية وصيانة وتربية لبيتها اولادها وزوجها فهي المركز الذي حوله جميع افراد الاسرة .
قال الله تعالى في سورة القصص في قصة موسى لما سأل الامرأتين: "قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير"، فموسى عليه السلام مر على امرأتين تبعدان الغنم عن السقي، فاستغرب منهما، وسألهما ما شأنكما؟ فبينا أنهما لا تجعلا الغنم يختلط بالغنم حتى لا يختلطا بالرجال، حتى يبتعدوا ويصدر الرجال عن الماء، وأنهما ما خرجتا للسقي إلا لأن أباهما شيخ كبير، فلو كان أباهما يستطيع الخروج ما خرجتا.
الأصل في المرأة أن تبقى في بيتها وان تكون سيدة للبيت وربته وتحت كنف ورعاية الرجل، وليس مطلوب منها النفقة على البيت، وان تذهب لتحصيل العلم العالي في الجامعات من اجل ان تحصل على شهادات تأهلها للعمل، فيكفي ما تتعلمه في بلدها حتى الثانوية، ولا حاجة لأكثر، بل تعليمها القراءة والكتابة والخط من اجل حفظ دينها، ويمكنها مطالعة الكتب وتثقيف نفسها بنفسها ومن خلال السؤال لمن حولها، فطلب العلم والاهم العلم الديني هو فريضة من رب العالمين على كل مؤمن ومؤمنة، والدين يزيد المراة عقلا ورزانة، وهيبة ووقارا، وكمالا وجمالا، وعلوا وارتفاعا لا انقساما واتضاعا، وهناك صنائع للمرأة ان تتعلمها كانواع الطعام والحلوى والمعجنات والفنون كالحياكة والصناعات الخفيفة والرسم وغيرها، قال تعالى: "وقرن في بيوتكن"، فإن اضطرت للخروج للعمل فيجب ألا تخرج إلا بشروط، ومن شروط الخروج ألا تتبرج: " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، والتبرج في الجاهلية اظهار مقدم شعرها فماذا نقول نحن اليوم عن هذا التبرج؟ فنسأل الله العفو. فإذا قاس بعض الناس قيمةَ الفرد بما يُنتجه وبما يكسِبُه من المال، فما هي قيمة إنتاج الإنسان السوي الخلوق المهذب؟ تلك المهمة الرائعة التي كُلفتْ بها الأم، وإذا أجاز البعض أن تعمل بعض النساء خادمات في بيوت غيرِهن؛ لأجلِ مقدار ضئيل من المال، فما هي القيمة الحقيقية لعناية المرأة بأسرتها، ورعايتها لشؤون بيتها الخاص، أو مملكتها التي تتربَّع فيها على عرش الملكة؟
ان الشروط المطلوبة من المرأة كثيرة ومنها أن تكون تقية، ألا تفتن ولا تفتن، فهي كلها عورة وفتنة من اعلا الراس الى اخمص القدم وحتى صوتها وكلامها وبكائها ووقوفها وقعودها، والخالق جل وعلا خلق المرأة واستعظم كيدها لأنه خبير بصنعته وما يكون بعدها، بقوله تعالى في سورة يوسف (28): " فلما رأى قميصه قُد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم"، وقد اظهر تعالى مقارنة بين كيد النساء والشيطان واتضح ان كيد الشيطان ضعيف امام كيد النساء بقوله تعالى في سورة النساء (76): " إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، فما استعظم الله من خلقه كيدا إلا كيد النساء لأنهن يفتتن ويُفتن ونهى الله من الافتتان بالنساء كونهن راس الشهوات بقوله تعالى في سورة ال عمران (14): " زُين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" فجعل النساء في راس قائمة الشهوات ثم البنين الذين هم زينة الدنيا ثم الذهب والفضة الخ ولم يذكر الرجال، والله جل وعلا لم يقصد الإساءة وسوء الظن بالنساء، وإنما لأنه تعالى خلقهن في حاجة وهيئ لهذه الحاجة دوافع وخصهن بقدرة على جذب الرجال اليهن عن طريق الشهوة لتتم حكمته تعالى بالازدواجية والتناسل لبقاء واستمرارية الحياة فخص المراة بجمال الانوثة وجعل كل شيء في بدنها يذكر بانوثتها وجهها صوتها كلامها مشيتها جلدها شكلها نعومتها فجعلها تعالى كلها عورة حتى طالب بسترها حتى لا تظهر مفاتنها فلا تفتن الرجال بها وتشغلهن عما هو مطلوب، لان افتتان الرجل بالمراة يصل الى امور اصعب من ان تصدق والقصص الحية والواقعية كثيرة وهي احدى اسباب الطلاق وذهاب الاموال وخراب الاسر والبيوت وحتى الدول والممالك وهز العروش فكل خروج للمراة عن اوامر خالقها ستجلب العار والدمار وحريق النار لانها اصل المواليد وتربيتهم ومركز البيت وعموده وعاموده فإذا انهدم هذا العود والعامود انهدم كيان الاسرة وبالتالي العائلة ثم المجتمع ثم القرية ثم المدينة ثم الدولة ثم العالم باسره فيكفي امرأة واحدة سيئة ان تتلف عالما باجمعه فكيف اكثر؟ وستر المراة بعدم انكشافها إلا على القليل من الرجال، كالزوج والأب والأخ وابن الاخ وابن الاخت والعم والخال والجدين.
فالمراة عليها ان تكون حصينة لنفسها ومحصنة الا لبعلها وأن لا تجد مكنة لأحد من نفسها، في المحافظة وعدم مماحكة الرجال، ومخاطبتهم، خوفا من افتتانهم مما يجعل الشيطان والهوى يستحوذ عليهم وانظروا الى العالم الاسفل والمافيا في العالم تقوده نساء لان خطرهن وكيدهن اقوى من كيد الشيطان في الاسراع في الفتنة والهاب الشرور باسرع من النار وهذا الصنف نادر جداً، ممن يعملن هذه الأيام، والمرأة التي تخالط الرجال يصبح عندها قحة وقلة أدب وتكون برزه، وتعترض وتعلي صوتها، والمراة التي تخالط الرجال وتعمل معهم تسترجل وتصير تتشبه بالرجال وتفقد انوثتها وتنسى انها امرأة وتفقد الحياء الذي هو أجمل ما في المرأة، وهو ملحها كما ان النخوة ملح الرجال وهو الغيرة على العيال الذي هو اعلى قمة الشرف الذي يميز الانسان عن الحيوان ويلحقه بالكمال والشرف الالهي.
فاختلاط المرأة بالرجال حرام كاختلاط النار بالوقود، فاختلاط الجنسين يسبب يوقع الفتنة ويعقبه هلاك واضمحلال وفضائح، والمرأة خطيرة جدا ان حبت وان كرهت، وعندها من تلقاء نفسها ما يفوق ان تتصوره العقول من الدهاء والخداع والكذب المبرمج وهذا حال كل ضعيف قاصر الخداع والمكر والحيل والدهاء، فتصطنع الحيل والمكر وتختلق الكلام والقصص والسحر الفتان من اجل تعذيب الرجل الذي تستحليه اوتحبه (كما حدث مع سيدنا يوسف الصديق ع وزليخا) او تكرهه او تحاول الانتقام منه، فمن يظن ان المرأة ضعيفة وانه قادر عليها فهو مخطيء، فهي تورده النيران في الدنيا وفي الاخرة، وتجعله يتمرمر ويتعذب وكفى ان يفتضح بين الخلق بعمل مشين معها، فالعيب والعار يبقى عليه وليس عليها.
ان المرأة لو تعلم كيف ينظر إليها الرجال ما خاطبت واحداً منهن، لكن المرأة المؤمنة غافلة فنظرة المرأة للرجل، ليست كنظرة الرجل للمرأة، فإن المرأة مطلوبة، ولا ينظر إليها الرجل إلا بشهوة وشهوة الرجل أقوى من شهوة المرأة بمرات، والقول بالعكس خرافة، ولذا المرأة دائماً مطلوبة وليست بطالبة.
ان خروج المرأة من بيتها للعمل يسبب لها ويلات في المجتمع والويلات جسيمة وعظيمة، وأغلب الأزواج يضايقهم خروج الزوجة من البيت للعمل، ويؤثر على شخصية الطفل وسلوكياته سلبا ويفقده الحنان مما يجعله يجنح الى العنف والانحدار الخلقي، وكذلك خروجها للعمل يسبب البطالة في المجتمع لرخص اجرتها ولانها تجلب الزبائن اكثر من الرجال، والمرأة تجهد في عملها ولا تستطيع أن ترعى بيتها وأولادها، وأن تقوم بالمهمة التي أوجبها الله عليها، والعمل من أسباب عنوسة النساء لاكتفائهن بالمال دون حاجة الزوج، وكثير من الآباء لا يزوجون بناتهم بسبب المال الذي تأتي به ابنته من عملها.
ان الاولى بالمرأة ان تقتصد في حياتها بدلا من تخرج الى العمل، وان لا تعتمد الافراط والتفريط البالغ في المشتريات والصرف والسرف والبذخ، الذي هو نقطة ضعفها، والتي اكثر شركات التسويق تعملن عليه في ترويج بضائعهن، دون الاخذ بالحسبان المشاكل والضيق التي تسببنه للرجال من وراء تأثير الدعايات والإغراءات على النساء مما يكلفن رجالهن اشتراء المقتنيات وما يستحلينه من اثاث والبسه ومقتنيات، وعليها ان تكون قنوعة لا تكلف بعلها ما لا يجد، فاذا فعلت هذا كانت اكبر عونا لزوجها في تدبير الامور الدنيوية وبالتالي الدينية، والعمل خارج منزلها من اجل المعاش يكلفها اكثر مصروفا فالسفر يكلفها مالا واللباس اليومي، فالمرأة تعتني بمظهرها اكثر من الرجل، وخروجها من البيت ايضا يجعلها تحتاج لامرأة اخرى لتنظيف بيتها ورعاية ابنائها مقابل المال، والعواقب من ذلك وخيمة على الاسرة بكاملها، من اختلاء الزوج مع العاملة مما يسبب دمار البيت والخيانات من كلا الطرفين، او الابناء او سوء تربية الاولاد وحضانتهم او كشف اسرار البيت او سرقته الخ، وتبتعد عن الاكل الجاهز الغالي الثمن والغير صحي.
ان عمل المرأة يحب ان يكون اضطرارا لفقدان البعل او بسبب مصائب اقتصادية حلت بالبيت بأسباب منها ارادية وغير إرادية فإذا اضطرت للعمل فهناك شروط كثيرة منها أن يكون أصله حلالاً وبرفقة بعلها او محرما لها، فلا تعمل في بنك، او في مكتب حيث يكون خلوة، ولا تختلط بالرجال في عملها، ولا تنكشف عليهم، ولا يجوز لها العمل في مصانع ولا في تناوب العمل ليلا ونهارا، ولا تعلم اولادا ذكورا بالغين والشروط كثيرة، والواجب على المرأة في عملها ألا يؤثر عملها على أصل مهمتها، من إصلاح للبيت ورعاية أولادها وإرضاعهم حولين كاملين( سنتين لا اكثر ولا اقل) من اجل صحة وسلامة الولد مستقبلا لان فوائد الرضاعة جمة، والعلم يكتشف ذلك يوما بعد يوم وأين هذا اليوم؟ فلا تلومن المرأة الا نفسها في حال هجوم الامراض على اولادها لعدم رعايتها لهم جيدا وخاصة في سنواتهم الاولى،والقيام بمهام زوجها، فإن تعارضا فالبيت والزوج والأولاد مقدمون على العمل.
وعلى المراة الالتزام باللباس الشرعي، وأن تعرف أحكام الله عز وجل في الزينة لئلا تقع في المحظور، ولا بد من إذن الوالي، فلا تخرج من غير إذن زوجها أو أبيها أو من يقوم مقامه، فهذه شروط عمل المرأة، وإن كانت المرأة أصلاً ليس مطلوباً منها النفقة، والنظر في أحوال الناس يجد مخالفات كثيرة والتساهل شديد في هذا الباب.
وأما قضية نزع الاخلاق مع عدم خروج الفتاة او المرأة من البيت فهذا ليس ذريعة للخروج، فالنفس كما قال عنها خالقها " لامارة بالسوء" داخل البيت ام خارجه، فالقلب الفارغ هو مرتع للشيطان فكيف مع وسائل التواصل في الخلوات؟ لذلك لضمان المرأة لنفسها من الوساوس ان تجتهد في دينها وفي بيتها، ولا تركن الى الطعام الجاهز والى امرأة تنظف لها البيت وتحتضن ابناءها، ولا تقضي ساعات طوال في الانشغال بجسدها وتلميع وجهها مما يفتح لها ابواب الشيطان والافتتان والهوى .
وأخيرا وليس اخرا من اجل خلق مجتمع صالح محترم علينا الحفاظ على المرأة، وان نوفر لها نحن الرجال اصحاب الغيرة والشهامة العيش المحترم، وليس العكس، ولا نهينها في الشوارع، وفي السفر الجماعي في الليل والنهار، والمكاتب والمصانع وخائنة الاعين تشخص بها، ولا نهينها بالعمل في بيوت الارستقراطيين خادمات نادلات، ولا اريد الزيادة على الاعمال التي تقوم بها نساؤنا وفتياتنا في وقتنا هذا، فانه يقشعر الابدان، وترتعد له الفرائص، فبئس الرجال اولئك الذين يقبعون في البيت ونساؤهم تعمل مع رجال اخرين خارج بيوتهن صبحا ومساء.
وأخيرا ومن هنا اناشد ابناء طائفتي من روحاني وزمني وعلى رأسهم المسؤولين، على اقامة مؤسسات تعنى بشؤون الطائفة، والعمل على توفير علم وعمل للفتيات داخل قراهن، صيانة لهن ولكرامتهن، أسأل الله عز وجل أن يهدي نسائنا ورجالنا لما يحب ويرضى، والله الموفق.