ان اصرار الدولة على محاكمة المشايخ والاستخفاف بمكانتهم الدينية ومطالبتهم بالاعتراف بأنهم قد اخطؤا في القيام بمثل هذه الزيارات يبعث في نفس كل درزي ابي المًا وصدعًا لا يمكن تحمله لأنه يتنافى مع فريضة حفظ الاخوان ومعاضدتهم في السر والإعلان ويشكك في كوننا طائفة مخلصة لدولتها التي تسكنها.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
حسبي بالله وبه استعين
اخواني ان طائفتنا المعروفية على مر التاريخ اظهرت مواقف مشرفة ناصعة البياض قل مثيلها في الوفاء والإخلاص والتضحية والتفاني للأوطان والملوك والسلاطين والدول والحكومات التي عاشوا تحت ظلها انطلاقا من وصية السيد المسيح في الانجيل المقدس : " اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله " وايضا ايمانا بالقضاء والقدر انه عدل جاري من عند الله وان الحكومات تأتي بأقدار من عند الله يعطي الملك لمن يشاء ويمنعه ممن يشاء وهو العادل في الحكم البعيد عن الظلم .
لقد شاءت الاقدار وجود الدولة العبرية على ارض عربية مما سبب لها العداء مع جيرانها العرب ومع هذا كان لهذه الدولة العبرية الاسطورية الفتية الحظ الكبير من طائفتنا الكريمة كغيرها ممن حكموا من الاخلاص والوفاء وحراسة امنها وحفظها والدفاع عنها حتى ولو بوجه ابناء جلدتنا في الدول المجاورة ولكن اغلاق الحدود بين اسرائيل ودول الجوار ابعد الاهل وشتت شمل طائفتنا وزاد من شوق اللقاء وكان اللقاء الاول بعد مرور 34 عاما عند دخول اسرائيل للأراضي اللبنانية فالتقى الاخوة في اسرائيل بإخوانهم في لبنان وبقيت النغصة بعدم اللقاء مع الاخوة في سوريا ولكن مع بوادر هبوب رياح السلم بين اسرائيل والدول المجاورة وموافقتهم الجلوس حول الطاولة للتفاوض والسلام سمحت سوريا وبموافقة اسرائيل بذهاب دروز اسرائيل جماعات جماعات الى سوريا وعن طريق الاردن لوجود معاهدة سلام معها للقاء الاقارب وذلك عن طريق عضو العربي السابق ورئيس حزب التجمع مشكور بمسعاه السيد عزمي بشارة و وفي ايار 2000 انسحبت اسرائيل من الاراضي اللبنانية وعاد الانقطاع والشوق الى الاهل في لبنان ولكن بعد مرور 3 اعوام على الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وقعت فاجعة كبرى على الطائفة وهي رحيل شيخ الطهارة والعفاف سيدنا الشيخ ابي حسن عارف حلاوة رحمات الله عليه فجاءت فكرة مطالبة دولة اسرائيل بالسماح لوفد من مشايخ اسرائيل للمشاركة في جنازة المرحوم او القيام بواجب التعزية وبدأت الاجتماعات تتكرر في مطالبة الحكومة الاسرائيلية بالسماح لوفد مشايخ البلاد بالذهاب الى سوريا لزيارة الاماكن المقدسة والأهل هناك اسوة بباقي الطوائف في البلاد التي تسمح لهم الدولة بزيارة الدول المعادية لإسرائيل لتأدية طقوسهم الدينية حيث تشكلت لجنة تواصل من اجل تحقيق هدف التواصل وبعد تقديم التماس لمحكمة العدل العليا بالسماح للوفد بزيارة سوريا والضغوطات وافقت العليا على هذه الزيارة وعلى مكوث الوفد في سوريا لمدة 72 ساعة وعلى ان يكون الذهاب عن طريق القنيطرة ولكن الطلب الاخير عن طريق القنيطرة مرفوض سوريًا لعدم وجود سلام بين الدولتين وهنا مربط الفرس فإسرائيل ارادت ان توقع بالوفد في مستنقع سياسي يتحايده المشايخ لان نيتهم دينية محضة وليست سياسية ولكن اخيرا حدثت الزيارة الاولى في ايلول 2005 ولكن عن طريق الاردن وليس القنيطرة وكان اللقاء في مقام سيدنا هابيل عليه السلام ولوقع الحدث وتأثيره في نفوس الاخوة اُعلن عن هذه الزيارة كزيارة سنوية في ايلول من كل عام ولكن الدولة ولأسباب في نفس يعقوب منعت تكرار مثل هذه الزيارة حتى قام عضو البرلمان السيد سعيد نفاع عام 2007 بتشكيل وفد مكون من اكثر من 300 شيخا والذهاب الى سوريا عن طريق الاردن ايضا وزيارة الاماكن المقدسة ثم العودة وتكررت هذه الزيارة في 2009 حتى كان هناك حظ لوفد اكثر من عشرين شخص لزيارة لبنان عام 2010 والقيام بجولة شملت رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ورئيس حكومتها انذاك سعد الحريري وأيضا زيارة الزعيم وليد بك في المختارة والأمير طلال ارسلان في خلدة والمشايخ الاعيان والبياضة وقد اثمرت هذه الزيارة ما لم تثمره جهود جبارة في جمع الشق اليزبكي مع الشق الجنبلاطي في قصر المختارة وبعد خروج الوفد من الاراضي اللبنانية عرجوا الى سوريا وقاموا بزيارات للأهل والمشايخ والاماكن المقدسة ثم الرجوع الى البلاد وبدلا من ان تستغل الدولة تلك الزيارات الموفقة لنوايا سلمية وتقدم في مساعي السلم مع دول الجوار خاصة لما نالته وفود المشايخ في كل من سوريا ولبنان وعلى مستويات حكومية ورئاسية وشعبية بالعكس ثارت حفيظة الدولة وبعض الدروز المتآمرين على مصالح طائفتهم وقامت الدولة بفتح ملفا قضائيا ضد 16 شيخا اعتبرتهم المخططين لهذه الزيارات وذلك بحجة زيارة دولة عدو وبدون موافقة وزير الداخلية وما زالت هذه المحاكمات مستمرة والغضب في اوساط الطائفة يتفاقم لاستخفاف الدولة بقيمة المشايخ ووضعهم في قفص الاتهام السياسي وكأنهم يتآمرون على امن الدولة دون الشعور بمدى قيمة هذه الزيارة من الوجهة الانسانية والدينية والشرق اوسطية وحتى عالمية.
ان اصرار الدولة على محاكمة المشايخ والاستخفاف بمكانتهم الدينية وسوء الظن بنواياهم الطيبة ومطالبتهم بالاعتراف بأنهم قد اخطؤا في القيام بمثل هذه الزيارات يبعث في نفس كل درزي ابي الما وصدعا لا يمكن تحمله لأنه يتنافى مع فريضة حفظ الاخوان ومعاضدتهم في السر والاعلان ويشكك في كوننا طائفة مخلصة لدولتها التي تسكنها.
ومن هذا المنطلق تدعو لجنة الدفاع عن المشايخ وجمعية الدفاع عن الارض جميع ابناء الطائفة وعلى رأسهم المشايخ الـ16 المتهمين وايضا اصحاب المناصب في الطائفة من رؤساء روحيين ورؤساء مجالس ولجان وهيئات الحضور لوقفة احتجاج ضد المحاكمة المجحفة بحق مشايخنا الاجلاء ومطالبة الحكومة بإسقاط جميع التهم عنهم وذلك قبل موعد محاكمتهم الموافق لـ 25/3/2014 وذلك في دالية الكرمل يوم السبت المقبل 22/3/2014 الساعة السادسة مساء في بيت البلد –قبالة بناية المجلس المحلي.
فنرجو حضوركم فحضوركم هام جدا حاضرا ومستقبلا لان التخاذل سوف يجلب لنا العار والدمار والفشل في كل قضية سنواجهها ويد الله مع الجماعة والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه والله ولي التوفيق.
ملاحظة اذا وافقت الدولة بإسقاط التهم ضد المشايخ فسنبقَ مدينين لها وكما قال المغفور له سلطان باشا الاطرش في رسالة بعثها الى الجنرال الفرنسي غورو بعد ان قام الفرنسيون بالقبض على ادهم خنجر الذي دخل الى بيت سلطان طالبا منه الحماية المعروفية وكان سلطان غير موجود في بيته ولما سمع الخبر من والدته بعث برساله لغورو يقول له فيها : " الإتفاق بين فرنسا ودروز الجبل أنكم تحترمون عاداتنا وتقاليدنا، وأدهم خنجر قصدني، والضيف نحميه بدمنا، فلا تسمحوا بجعلي مضغة في أفواه العرب، إذ ليس في البلاد رجل أهين مثل هذه الإهانة...تكرموا علي بإرجاع ضيفي وقيّدوا عنقي بالجميل طول حياتي، وإذا كان العكس لا سمح الله فإني أقول بكل صراحة: إني أنظر الى موتي وإهانة ضيفي كأنهما أمر واحد والعاقبة غير محمودة ... " فاحترام مشايخنا هو اثمن ما في الوجود ولن نرض بإهانتهم وتشويه صورتهم النقية والصاق التهم الكاذبة بهم ومن اجلهم ترخص دماءنا.
فالى الله المستغاث والمشتكا واليه في كل الامور نرجع ونلجأ وهو المعين والناصر لنا في الاولى والأخرى ألهم الله دولتنا للخير تجاه مشايخ الخير والسلام.
بإخلاص ووفاء
منير فرّو