لا شك أن إحدى المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا العربي عامة والدرزي بشكل خاص هي تشويه اللغة العربية وعدم إتقانها الأمر الذي يدعو للقلق ويشكل خطرًا على أهم ركيزةٍ للمجتمع وهي اللغة التي يجب أن تكون حلقة الوصل الأهم في العلاقات بين أبناء هذا المجتمع من أجل الحفاظ على كيانه وانتمائه العرقي .
إن عدم إتقان اللغة العربية حتى بين أوساط المثقفين بات ظاهرة مقلقة ويشهد على ذلك تشويه اللغة خلال تبادل الحديث حيث يُكثرُ المتكلمون من استخدام الكلمات والاصطلاحات العبرية وأحيانًا نصف كلامهم أو أكثره يدور باللغة العبرية .
والمهم أن تشويه اللغة لا نلاحظه فقط خلال تبادل الحديث بل أيضا في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المنتشرة في القرى العربية وهي تساهم بذلك في الإساءة لثقافتنا .
إن وسائل الإعلام كما جاء في مقالة كتبها عبد الرحمن الخطيب تتحمل المسؤولية الكبرى في مسألة الارتقاء بالمستوى اللغوي والفكري للمجتمعات وإن أي سقطة لغوية يلفظ بها صحافي تترك بصماتها الضارة والبارزة لدى المتلقي إذ يمكن أن تصبح نموذجًا يحذو حذوه والأخطاء تنذر بخطرٍ محدق ، فاللغة القومية هي رمز العزة والكرامة بها تنهض الأمم ويعلو شأنها وتتحقق وحدتها ، وفي غيابها تتفكك الشعوب وتضمحل الروابط وتتداعى وينحسر الانتماء ".
ونلاحظ في هذا المجال أن العديد من المسؤولين ومن بينهم حتى مدراء مدارس ومعلمون لا يجيدون استعمال اللغة العربية وتكثر عندهم الأخطاء اللغوية وخاصة في التشكيل عند القاء كلماتهم المكتوبة التي يلقونها على مسمع الطلاب أو الجمهور في مناسبات أو احتفالات مختلفة .
إن هذه المشكلة باتت شاملة وتدعو الى وجوب الاهتمام لتدارك هذا الخطر الذي يهدد اللغة وبقاءَها وعلى المجتمع وقادته السعي من أجل المساهمة في الحفاظ على لغتنا الجميلة وصيانتها . وهنا يتوجب ممارسة الضغط على وزارة التربية والتعليم لوضع الأسس والبرامج الكفيلة بتعزيز وتقوية اللغة العربية بين طلاب المدارس في قرانا وبين أوساط المعلمين والمدراء في المؤسسات التعليمية وذلك من خلال زيادة حصص اللغة العربية وكذلك تنظيم دورات تأهيل للمعلمين والمدراء في موضوع اللغة العربية وقواعدها .
هذا قليل من كثير مما يمكن عمله من أجل الحفاظ على ركيزة المجتمع وصيانة ثقافته ولغته الجميلة .
20.3.2014