لماذا سلطان باشا الاطرش ؟ بقلم أمير خنيفس - لندن

موقع سبيل,
تاريخ النشر 28/03/2014 - 05:26:21 am

كالكثيرين من أبناء شعبنا، قريتي، طائفتي، بلدي وعشيرتي، كنت قد دُعيت في الأيام الأخيرة إلى أمسية نظّمتها مجموعة من المبادرين في يركا بعنوان: يوم الأرض. خطوة مباركة علينا جميعًا أن نشجّعها خاصة وأنّ موضوع الأرض أصبح موضوعًا شائكًا ذا أبعاد اقتصاديّة، ثقافيّة، واجتماعية، وتحديدًا في ما يخصّ علاقة الطّائفة المعروفيّة بالدّولة ومؤسّساتها. والبرغم من نظرتي الإيجابيّة وتشجيعي الأوّلي لمثل هذه المبادرة، بدأت بالتّراجع بعد أن أطّلعت على أسماء الشّخصيّات المكرّمة في الأمسية. الأمر الّذي دفع بي الى إبداء رائي بصراحة خاصة وأنني أبادل عدد كبير من القائمين على هذة المبادرة مشاعر الاحترام، ناهيك عن أنني لا أشكك في صدق نواياهم.
فبحسب الدّعوة الّتي وصلتني، فإنَّ القيّمين والمتحدّثين قد اختاروا تكريم ثلاث شخصيات على شرف هذه المناسبة وهم: المرحوم سلطان باشا الأطرش، المرحوم كمال جنبلاط، والمرحوم شكيب أرسلان. شخصيّات وبدون أيّ شك لها تاريخها العريق، وتحظى في أوساط الكثيرين من بيننا بالاحترام والتّقدير على مواقفها المشرّفة في محطّات تاريخيّة مهمّة. وبالرغم من ذلك لم أستطع فهم العلاقة بين هذه الشّخصيّات وموضوع الأرض، أو مع ما تبقّى من أراضينا. وإذا صحّ القول أكثر، فالسّؤال هو حول العلاقة بين هذه الشّخصيّات وبقائنا على هذه البقعة من الأرض.
أوّلا، وقبل كلّ شي، إنَّ اختيار هذه الشّخصيّات يعطي انطباعًا بأنّ الأمسية هي محاضرة في موضوع التّاريخ، وكأنّ موضوع الأرض أصبح من ورئنا! لأنّ الشّخصيّات المذكورة جميعها قد انتقلت إلى رحمة الله، وكان آخرهم المرحوم سلطان باشا الأطرش والّذي توفّي  عام 1982 أي قبل ما يقارب ثلاثة عقود. في حين أنّ موضوع الأرض والنّضال عليها لم يتوقّف للحظة، بل على العكس، ازداد أهميّة في السّنوات الأخيرة بعد أن أصبح النّقص في هذا المورد الطّبيعيّ يشكّل خطرًا على تطوّرنا كمجموعة ثقافيّة، وطنيّة ودينيّة في الجليل والكرمل.
لم أكن لأقف وراء هذه المقالة لو ضمّ التّكريم شخصيّة واحدة على الأقلّ من أبناء القرى المعروفيّة، ولكنّ تكريم شخصيّات من خارج المنطقة يعطي الانطباع وأنّنا بقينا في قرانا بفضل شخصيّات من خارج البلاد. وهو أمر غير دقيق بتاتًا. وإذا  كان القيّمون مصمّمين على إبقاء النّقاش في زوايا التّاريخ، فبودّي أن ألفت نظرهم بأنّ بقاءنا جاء نتيجة لمساعي جدودنا من دالية الكرمل، وعسفيا، وشفاعمرو، وجولس، وأبوسنان، وحرفيش، والرّامة، وعين الأسد، وبيت جن، ويانوح، وكسرى، وكفر سميع. وليس بفضل أية شخصيّة من خارج المنطقة.
وبما أنّ القرار كان إقامة الأمسية في يركا وبمشاركة رئيس المجلس المحلّي، وأنّ هنالك إصرار على إبقاء النّقاش حول البقاء على الأرض في ملفات التّاريخ، فبودّي أن ألفت نظر القائمين على الموضوع مرّة أخرى، بأنّ من حافظ على بقاء يركا وأهلها هم أهل يركا، ومن حارب على أراضي يركا في فترة ما قبل وما بعد قيام الدّولة، هم فلاحو ومشايخ يركا، وعلى رأسهم الشّيخ مروزق معدّي، والشّيخ جبر معدّي، ولفيف من المشايخ الّذين أقاموا لجنة يركا للدّفاع عن الأراضي في خمسينيات القرن الماضي، في حين أنّني أشكّك بمعرفة الشّخصيّات المكرَّمة أية معرفة حول موقع يركا على الخريطة. 
ومع احترامي وتقديري الكبير لمسيرة المرحوم كمال جنبلاط، إلا أنني لم أجد أية مادة مما أبقى تشير ألى أهتمامة ببقائنا في قرانا من منطلق الحفاظ على كياننا الجماعي، الأمر الّذي ينعكس بشكل واضح في زواج ابنه وأحفاده من فتيات لَسْنَ من طائفة الموحّدين. بكلمات أخرى إن النّضال على الأرض أو البقاء عليها لا يحملان أيَّة أهميّة في حال كونهما نضال على بقعة أرض، أنما النضال الحقيقي هو على الوجود وعلى المركبات المختلفة التي تضمن سلامة هذا الوجود وعلى رأسها الارض.
أمّا إذا كان لأحد ما رغبة في الانتقال إلى التّاريخ المعاصر، فهنا أريد أن ألفت نظر القارئ بأنّ بقاء القرى الدّرزية في مكانها بخلاف أكثر من 300 قرية عربية أخرى قطنت هضبة الجولان، لم يكن بفضل الدّبّابات العسكريّة الّتي انتشرت على مداخل قرية مجدل شمس خلال حرب الأيّام السّتّة.  بل يعود الفضل لمشايخ الكرمل والجليل، ولمن كان في الصّفوف الأماميّة وعلى رأسهم المرحوم إسماعيل قبلان.
ومن أكثر الأسباب أنّ القرى الدّرزيّة لم تعانِ الويلات خلال حرب الجليل، ليس بفضل صواريخ التوم هوك التي انتشرت على الجبل، بل إلى حدّ كبير بفضل مساعي المشايخ من الكرمل والجليل وأعضاء "لجنة المتابعة لشؤون دروز لبنان" خلال فترة الحرب وعلى رأسهم كلّ من الشّيخ زيدان عطشة، الشّيخ محمد رمال ،الدّكتور جمال حسّون، الشيخ نواف عزام والمرحوم الشيخ علي قضماني، ومن القوى العسكريّة ومن كانوا في الخطوط الأمامية كالضّبّاط المتقاعدين ومنهم أمل أسعد ابن قرية عسفيا، مهنا كنعان أبن قرية يركا، ومفيد عامر ابن حرفيش وهم الّذين هدّدوا الحكومات الإسرائيليّة بعدم إيقاع أيّ أذى على أبناء الطّائفة في لبنان.

هكذا أيضا نجا أبناء الطّائفة الدّرزيّة من قرى الجنوب من ويلات القصف والضّربات العسكريّة الّتي استمرت على قرى الجنوب حتّى انسحاب القوّات الإسرائيليّة عام 2000  والبقاء على أرضهم إلى حدّ كبير بفضل مساعي مشايخ وأفاضل الكرمل والجليل ومن خدم في الصّفوف الأماميّة ومنهم الاخ رفيق سعيد ابن قرية يانوح, العم معين نصرالدين أبن دالية الكرمل والعم قاسم هنو أبن قرية جولس.  
لقد حاولت قدر الإمكان من خلال هذه النّبذة القصيرة الابتعاد عن ذكر أسماء المشايخ من الكرمل والجليل لأنّهم كما يعلم  الجميع قد قاموا بما قاموا به وهم مستمرّون على نفس النّهج خلال المحنة السورية على أساس فريضة "حفظ الإخوان ". وبهذا قاموا بما قاموا به من منطق عقائديّ وليس من أجل زيادة عدد " اللايكات" على صفحتهم على الفيسبوك ولأخبار تسويقيّة على المواقع الإكترونية. ولكن ما بودّي أن اختتم به هذه المقالة، هو أنّ هنالك لائحة طويلة من الأسماء من قرانا يصحّ تكريمها في كلّ ما يتعلق بموضوع الأرض والبقاء عليها قبل أن نكرّم أيَّة شخصيّة أخرى مع فائق احترامي للجميع.
  

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
1.ابن البلدالسؤال الذي يطرحه كاتب المقال ومقارناته الغير موفقة بين الشخصيات المذكورة في مقالته ,تثير تساؤلات حول مقاصده وغاياته ...28/03/2014 - 02:38:56 pm
2.אבן אלגבלקודם כל אני מצטער שלא כותב בערבית עקב תקלה צודק מר אמיר ח׳ניפס על כל מילה שכתב 1-אינני יודע איזה תרומה וליד ג׳ונבלט תרם לעדה הוא והחברים שלו לעדה מאשר נהפך בין יום ולילה כמו זיקית פעם עם הצורר חסן ופעם נגד הסורים וכך כל יום משנה צבע לגבי החלק של שאר האנשים אינני יודע מה תרמו לעדה הדרוזית ובמיוחד בארץ ישראל אל לנו לשכוח מה אמר וליד על החיילים האמיצים של העדה הגיע הזמן שנתחיל לחשוב מהשכל ולא מהלב29/03/2014 - 10:04:52 am
3.درزي متشائمكلام صحيح , بطولات اهلنا في سوريا ولبنان تختلف كل الاختلاف عن نضال دروز اسرائيل .29/03/2014 - 01:06:21 pm
4.وطنيلا الومك يا سيدي انك لا تفهم ما العلاقه بين سلطان والارض29/03/2014 - 04:13:42 pm
5.ا لبطل كلمة لبرفيسور قيس فروالجمعة 3/8/2012 * واشاد بالدعم الذي قدّمته جريدة "الاتحاد" الحيفاوية لحركة رفض التجنيد الاجباري لندن – خاص بالاتحاد: نفى البروفيسور قيس فِرُّو، الأستاذ في قسم تاريخ الشرق الأوسط التابع لجامعة حيفا، أن يكون شيوخ الدين الدروز في إسرائيل وقعوا على وثيقة تؤيد تجنيد الشباب الدروز في الجيش الإسرائيلي، وقال أن هذا الادعاء كاذب وعار عن الصحة، بل على العكس قال أن شيخ عقل الطائفة الدرزية في إسرائيل في ذلك الوقت الشيخ أمين طريف عارض التجنيد الإجباري للدروز. جاء ذلك في محاضرة قيّمة ألقاها فِرُّو، مساء الثلاثاء الماضي، في لندن عن الدروز في إسرائيل بدعوة من رابطة الجالية الدرزية في بريطانيا التي تضم في عضويتها دروزاً من البلدان العربية. وقال أن الشيخ أمين طريف بدأ بتحرك واسع ضد تجنيد الشباب الدروز، إلا أنه جوبه بمهاجمة إسرائيلية قيّدت من حركته ومنعته من الاتصال مع شيوخ الطائفة الآخرين، بل ان الحكومة الإسرائيلية عمِدت لمنع الدروز، الذين هم وفقاً لفِرُّو مذهباً إسلامياً منبثقاً عن المذهب الإسماعيلي، من الاحتفال بعيد الفطر، وذلك في محاولة لسلخهم عن مجتمهم العربي الإسلامي. وأشار فِرُّو إلى الدور الذي لعبه الشيخ فرهود فرهود والدكتور نديم القاسم وكلاهما من بلدة الرامة الجليلية، كرائدين لحركة معارضة التجنيد الإجباري للدروز، واشاد بالدعم الذي قدّمته جريدة "الاتحاد" الحيفاوية طوال الوقت لهذه الحملة. وقال فِرُّو الذي يُعتبر أهم مرجع أكاديمي في مجال الدروز العرب في إسرائيل وله مؤلفات أيضاً حول الدروز والهوية القومية في لبنان أنه دقق في الوثائق المتوفرة في الأرشيفات الإسرائيلية المتعلقة بالقضية الدرزية فلم يعثر على أي وثيقة تثبت تأييد زعماء الطائفة لتجنيد أبناء الطائفة في الجيش الإسرائيلي. وقال أن الوثيقة الوحيدة التي عثر عليها في هذا الخصوص ويمكن لمن يرغب الإطلاع عليها هي عبارة عن رسالة مكتوبة بلغة عبرية راقية موجهة إلى رئيس الحكومة ووزير الأمن عام 1956 تطالبه بتجنيد الشباب الدروز في الجيش، موقعة من جبر الداهش معدي، الذي عُرف عنه أنه لم يكن يجيد اللغة العبرية إطلاقاً، وتدل الرسالة على أن هناك من وقف خلفها وكتبها ثم طلب من معدي وضع توقيعه عليها. فهذه هي الوثيقة الوحيدة المتوفرة حول الموضوع، في حين أن معدي لم يكن محسوباً على شيوخ العقل للطائفة وليس قائداً روحياً لها. وقال فِرُّو أن تجنيد الشبان الدروز جاء بناء على أوامر عليا من الحكومة الإسرائيلية عشية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. منوهاً إلى أن الهدف من تجنيد الدروز بشكل خاص لم يكن بناء على حاجة أمنية أو عسكرية إسرائيلية خاصة بدليل أن الدور الذي أنيط بالمجندين الدروز كان هامشياً للنهاية، بل ان قادة إسرائيل استهدفوا بهذه الخطوة الطوائف الدرزية في لبنان وسورية بناء على مخطط صهيوني قديم يرمي إلى تقسيم العالم العربي إلى كيانات طائفية. وتوقف فِرُّو مطولاً عند بداية الاهتمام الإسرائيلي بالدروز واستشهد بأقوال العديد من قادة الهاغاناة وإسرائيل لاحقاً الذين تحدثوا في كتاباتهم عن استخدام الدروز في إسرائيل كأداة للنيل من الدروز في العالم العربي. وقال فرو ان من ضمن المغالطات المنتشرة حول تجنيد الدروز في الجيش الإسرائيلي إخفاء حقيقة أن فرقة الأقليات التابعة للجيش الإسرائيلي التي تشكلت في عام 1948 كانت مؤلفة بالأساس من البدو، وبشكل خاص عرب الهيب الذين ارتبطوا بعلاقة صداقة متينة مع غيورا زايد، أحد قادة الهاغاناة، مع قليل من الشباب الدروز الذين أرغموا على التجند تحت التهديد بالاستيلاء على أراضيهم ومحصولاتهم الزراعية. وقال أن هذه الحقيقة مثبتة في وثائق الأرشيفات الإسرائيلية التي اطلع عليها. غير أن الأمور تبدلت في عام 1956 عندما اتخذ قرار التجنيد الإجباري للدروز، ونشأت الوحدة الدرزية. وأشار فِرُّو إلى كتابه عن الدروز في إسرائيل الصادر باللغة الإنجليزية عن دار نشر جامعة أكسفورد، الذي أصبح مرجعاً مهماً في مجال تخصصه، وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه حتى الآن من نشر الكتاب باللغة العربية، رغم ترجمته وحصوله على موافقة من مركز الدراسات الفلسطينية في بيروت، غير أن المركز تراجع عن النشر في آخر لحظة تحت ضغط من القيادات الدرزية في لبنان، إذ أن الكتاب يتضمن تفاصيل عن الأدوار التي لعبها الكثير من الشخصيات الدرزية اللبنانية في قضية فلسطين عام 1948 وعن علاقاتهم مع الإسرائيليين، الأمر الذي أعتبره البعض مصدر حرج لبعض العائلات الدرزية، فتم التراجع عن نشر الكتاب. وقال فِرُّو أنه اعتمد في أبحاثه أسلوباً علمياً ووضع الحقائق كما هي وكما عثر عليها في الوثائق التي وقعت تحت يده، من دون مجاملة ومن دون أن يأخذ بالحسبان مراعاة أحد. وفي حديثه عن الوضع الحالي لدى الطائفة العربية الدرزية في إسرائيل كشف فِرُّو بالأرقام البؤس الذي آلت إليه أحوال الدروز في إسرائيل، بعد أن جُرِّدوا من حوالي 75 بالمائة من أراضيهم وتحول غالبية شبانهم بفضل الخدمة العسكرية إلى أيدي عاملة رخيصة في أجهزة الأمن الإسرائيلية، مما أثر على شخصية الأجيال الجديدة من الدروز. وأثنى فِرُّو على التفهُم الذي يبديه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة لحقيقة وضع الدروز في إسرائيل وعدم انجرارهم وراء الدعاية الرخيصة التي تستهدف دق الأسافين بين أبناء الشعب الفلسطيني وتصوير الدروز على أساس أنهم أعداء لشعبهم. واستشهد بدراسة ميدانية للبروفيسور ماجد الحاج من جامعة حيفا عن المجتمع العربي في إسرائيل، بيَّن فيها أن غالبية الدروز يعتبرون أنفسهم دروز وعرب أولاً، مما يؤكد أنهم لم يتخلوا عن هويتهم القومية.31/03/2014 - 06:58:03 pm
6.سامر سويدكاتب المقال تناسى ان شهر آذار يجمع ذكرى وفاة عطوفة الباشا سلطان والمعلم كمال، ويوم الأرض ولذلك كانت الندوة جامعة . وانا لا اشك ابدا بانه لا يعرف التاريخ لمعرفتي الشخصية بالكاتب وبثقافته الواسعة.02/04/2014 - 12:21:23 am

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2440
//echo 111; ?>