(في غرفة مغلقة تماماً)
لا تتركـيني واقفاً بينَ سطرينِ وتمضي
في مساماتِ الورَق ...
لا تتركي الكلمــات فوقـي واحمليها
من حُدودٍ أخذتنــي نَحَوَ السمــاء...
هذا الكــلام لوحـده يقتُــلنـي...
فاحمــلي المعــنى بعيــداً
اسرقينــي ...
وارحـــلي نحــوَ الأفق ...
صمتٌ فسيفسائيٌ تربَّـع فـي تضاريسِ البلاد
كادَ يقـــتلُ طفـلة لم تُتم العام بعد
قد عوّدتها أمهــا
أن تحكـي لها كلَّ ليلةٍ حكايةَ ليلى والذئب ...
تبتسِمُ الطــفلة موقنة بأنها ليلــى
وأنَّ الذئب أسطــورة...
فــي البــيت أجلسُ وَحــدي
لا أرى أحــد هُنا أو هُنــاك ...
وحدهــا الجُدران تعرفُ كيفَ تُصغي !
وتفهَــم كيفَ تجيب
حينَ تكونُ الإجــابات (نعــم)
لأن الصمت علامة الرضا ...
أتقــمصُّ شخصاً يُشبهني بالشكــل
مــواجهــاً أفكــارَ المارة
في شارعٍ يمتــدُ طــويلاً
فيسألونَ عنــي بعضهم :
لمــاذا لا يُلقــي التحية كعادتهِ
يجيبُ البعضُ الآخـر :
إنهُ رجل يُشبهــهُ
لا بُدّ أنــهُ شخص آخــر
يجيب البعض :
إنهُ شخصٌ غريب
اطردوهُ الآنَ من مدينتــنا....