موقع سبيل
حوارات شيّقة، وحفل توقيع على هامش الورشة
احتفى مخيّم السّنونو لتطوير الكتابة والمهارات الإبداعية، عرابة، بالكاتب نادر أبو تامر ضمن ورشة إبداعيّة نادرة غذّت خيالات الأطفال وأحلامهم.
المخيّم انبثق عن مركز السّنونو الّذي أسّسَته مؤخرًا الروائية والفنانة التشكيلية رجاء بكرية. وقد جرت خلال الأسبوع الفائت ورشة في الكتابة الإبداعيّة. احتضن في مركزها أطفال السّنونو مشروع أبو تامر الكتابي. أطفال ما بين السّادسة والحادية عشرة سنة يحبّون الأدب ويحبّهم.
استقبلت لوحات كتبه حضور الكاتب، أنجزها الأطفال أنفسهم في ورشاتهم الفنيّة. في زخم هذا اللّقاء تحدث الكاتب عن مشروعه الكتابي. حاوره الأطفال طويلا، ومعهم استعرض قصّة ليلى الخضراء الّتي حازت على بعض الجوائز في مدارس مختلفة ضمن مشروع مسيرة الكتاب وتنمية حب المطالعة، وهي مكتوبة بلغة إيقاعية ومشحونة بحب الطبيعة. تحكي قصة البنت الطيبة التي تحمي الطبيعة وتدافع عنها، وتقاوم القوى الشريرة التي تحاول تدمير البيئة ومصادر المياه والأزهار. استمرّت الورشة ما يزيد على السّاعتين مصاحبة بنفس الحماس، والرّغبة في الحوار.
عن أطفال السّنونو علّق أبو نادر:
أطفال السنونو لا يتنازلون عن التحدّث بالعربية الفصيحة أثناء التّعبير عن أفكارهم وانطباعاتهم في لقائي معهم.
وأضاف:
في حوار الأطفال معي كان واضحا أنّ أسئلة ليست عفويّة، بل أعدّت بعناية وتركيز شديدين. لقد وُجّهت الأسئلة إليَّ بلغة عربية فصيحة، حتى طلاب الروضة والبستان صمّمُوا على التحدّث إليّ بلغة عربية فصيحة وسليمة، وهي النقطة الّتي استوقفتني كثيرًا.
وقد أشاد أبو تامر بقدرات الأطفال وجماليّة نقاشهم بحيث كان من غير السّهل إنهاء ورشة زخمة كهذه.
اختتمت بكريّة الورشة مشيده بأبعاد القصص الّتي أنتجها قلم أبو تامر، مشدّدة على الرابط الوثيق بين الفنون المختلفة كشرط لإنتاج عقليّة مبدعة ومخالفة عند الأطفال، ورسومات الكاريكاتير خصوصا بريشة أيمن خطيب، وأكّدت على أنّ التوجّه الآن في أدب الأطفال إلى مشروع فنّي يتحدّى المفاهيم الدّارجة للموضوعة الأدبية متزامنة مع الفنيّة. إنّ الرّسومات الواقعيّة قد قلّلت من منسوب الفكر عند الأطفال، وأصبحنا بحاجة لريشة مشاغبة تثوّر مفاهيم الأطفال كي يتحدّوا مخيّلتهم أوّلا.
وأضافت: أنا لن أدعم حضور قصص للأطفال تروّج للفنّ الواقعي الّذي سلب فكر الطّفولة منسوب سحرها، وسوف أرّوج لأدوات فنيّة غير مستهلكة وفنّ الكاريكاتير تحديدا كي يعيد للطّفولة اختلاف عالمها.
وعلى هامش الورشة جرى حفل توقيع قصير لآخر إنتاجاته، قصّة "الزّرافة ظريفة".