بمبادرة وإشراف الدكتور حمد طربيه مفتش العلوم في المدارس الابتدائية في الوسط العربي، حيث يعتبر هذا المشروع الذي انطلق قبل سبع عشرة سنة في الصفوف الخامسة تحت عنوان مسابقة "البحث العلمي الجيد" مشروعا تربويا قيميا مهما في المسار التعليمي العلمي في المدارس العربية.
وعلمنا أنه أثناء العام الدراسيّ الحالي، خاض طلاب وطالبات الصفوف السادسة تجربة التعلم عن طريق إجراء بحوث علمية وإيجاد حلول لمعضلات وظواهر علميّة. وتّوّجت عمليّة التعلم بإقامة معارض للبحوث العلمية، منها المدرسية ومنها البلدية المحلية حيث عرض الطلاب نتاج أبحاثهم و دراساتهم.
بعدها، قامت كل مدرسة مشاركة باختيار أحد البحوث المتميز لديها ومن ثمّ ترشيحه للمشاركة بالمعرض القطري الأوّل للمدارس العربية. وقد وصل إلى مكتب الدكتور حمد طربيه اكثر من مئة بحث من جميع الألوية.
وفي حديث مع الدكتور طربيه أشار إلى انه قد تمّت تصفية هذه البحوث واختيار المتفوّقة منها ، إذ عُرِضَت على لجان تحكيم مختصة، أعضاؤها من مرشدي العلوم والمحاضرين والأستاذة الأكاديميين في المواضيع العلميّة، حيث تم تقييم كلّ بحث على أيدي ثلاثة مقيمين بمثابة حكام، كلٌ على حدة، وبالتالي تم اختيار الأبحاث التي استوفت الشروط المطلوبة.
وقد وصل يوم الخميس 24/4/2014 إلى معرض الأبحاث العلمية في فندق غولدن كراون - الناصرة 82 بحثا من ما يقارب 65 بلدا عربيا برفقة الطلبة الباحثين ومعلميهم ومرشديهم وكذلك مدراء المدارس المشاركة ، ولفيف من المفتشين والاكاديميين العرب حيث تجول الحاضرون بين أروقة المعرض معربين عن إعجابهم بما يقدمه الباحثون الصغار ، علماء المستقبل.
وبعد أن غصت قاعة الاحتفال بالمدعوين، تولى عرافة الاحتفال الإعلامي المتألق زهير بهلول حيث قدّم المتحدثين بلباقة واستهل الحفل بعرض فيلم قصير عن مسيرة وصيرورة معرض الأبحاث.
وكان أول المتحدثين الدكتور حمد طربيه الذي اثنى على المجهود العظيم الذي قام به الطلاب بإرشاد ومساندة معلميهم مشيرا إلى أهمية الأبحاث كنهج تعليمي يثير التساؤلات ويضع الفرضيات لتصل إلى النتائج. تلاه الأستاذ أحمد بدران المفتش اللوائي الذي ابهر الحضور بكلماته المنمقة وأفكاره القيمة حول العلم والتعليم وجودة المعلمين واثنى بدوره على مبادرة وجهود الدكتور حمد طربيه بإقامة مثل هذه الفعاليات التي تمثل قفزة نوعية وجوهرية في مسيرة التعليم ، وفي نهاية حديثه تلا على مسامع الحضور رسالة الدكتورة أورنا سمحون مديرة لواء الشمال التي تعذر حضورها والتي تتلخص بتحية الحاضرين والقائمين على المعرض مع الإشارة إلى أهمية إقامة مثل هذا المعرض.
أما البروفيسور نايف جروس فقد تحدث عن تجربته في التنقل بين أجزاء المعرض مشيرا إلى المستوى العلمي المتقدم وفصاحة الباحثين الصغار الأمر الذي يثير الغبطة ويدعو إلى التفاؤل. تلاه البروفيسور نعيم شحادة الذي قدم محاضرة شائقة عن البحث العلمي بين الحاضر والماضي مشيرا إلى الأبحاث العلمية الهامة لمن سبقونا من العرب في أبحاثهم مثل ابن خلدون وانتقل بسلاسة إلى كشف الأبحاث الحديثة وركز على البحث الذي يقدم حليبا للأطفال الرضع شبيه جدا بحليب الأم من حيث التركيب والجودة.
أما السيد مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية المحلية فقد اثنى على الحضور وشدد على أهمية فتح أبواب التساؤل والتجربة بهدف التعلم، وأشار إلى الحاجة للانتقال من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج.وقد تزين الحفل بوصلة فنية غنائية بأصوات عذبة واعدة، بوران دبس وملك زيادنة، حيث أضفت الوصلات الغنائية جوا من الفرح مع وجبة من غذاء الروح ساندت وجبة غذاء العقل في الأبحاث العلمية المعروضة.
وفي نهاية الاحتفال قدم القائمون عليه شهادات شكر وعرفان للضيوف المشاركين والمساهمين ثم قامت مركزة الإرشاد منال خازن بتلاوة أسماء المدارس والطلاب حيث مُنحت لهم شهادات الشكر والتقدير.
من الجدير ذكره أنّ المسابقة نُظّمت بجهود لجنة توجيه لوائية برئاسة المفتش د. حمد طربيه للنهوض بمعرض العلوم الأول للوسط العربي كان أركانها مديرو المدارس السادة: يوسف خنيفس ،عمر خالدي و السيدة سهيلة خطيب ، والمرشدات: منال خازن ، رفقة سليم، فداء عبد الرحمن وليندا ابو عبيد، وذلك بمعية المخرج محمود صبح والأستاذ عماد أيوب. وكانت قد عقدت هذه اللجنة اجتماعات دورية للتداول في التخطيط والتنفيذ التربوي واللوجستي.
هذا وثمن الجميع المجهود الكبير للدكتور حمد طربيه والطاقم على إنجاح الإحتفال وتحقيق إنجازات علمية مميزة للطلاب.
