الشيخ أبو حسن موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية,
المشايخ الأجلاء, قضاة العدل المحترمين, ضيوف الطائفة والمقام, أعيان ووجهاء الطائفة, الزائرين الكرام...
تمر الأيامُ والشهور وتنقضي سنةُ أخرى لنجتمعَ في رحابِ المقام المقدس الأقدس, لنبينا شعيب المعظمِ الأعظم, معلمِ الأنبياء الأعلم, الكريمِ الأكرم,
داعي الأسباطَ والأمم إلى توحيد الخالق الرحيم الأرحم.
ونحن أبناء الطائفة المعروفية, نفخرُ بكونِنا أتباعَ سيدِّنا شعيب صاحبَ العزَّةِ والمقام, مقصدَ الزائرين والمرام , الذي نبتهلُ لرضوانه, ونصبو لعطفهِ وحنانه, ونرجو عفوَهُ ووِسعَ كنفهِ. فبدعوته لتوحيدِ مبدعهِ, أمرَ بالمعروفِ ونهى عن المنكر, وسطّرَ القوانين والتشريعات, والفرائض الموجبات, للتعامل بين بني الإنسان, ووضعَ أُسسَ القضاءِ والتحكيم, وأنارَ الدربَ المستقيم وكشفَ المسلكَ القويم, والذي من ضمنهِ صدقُ اللسان والسريرة وحفظُ الأخوان, والسعيُ لإحلالِ المحبة والوئام بين عباد الله.
واليوم وبخلافِ تعاليمهِ سلامُ الله على ذكرهِ, تتفشى ظواهرُ العنفِ والإرهاب في قرانا, وتنتشرُ الأعمال الإجرامية الجنائية, ويكثر الفسادُ والخبثُ والحقدُ, وتُستعملُ وسائلُ الأعلامِ وبالأخص مواقعُ الانترنت, وما يسمى بشبكات التواصلِ الاجتماعي, للتجريحِ والقذفِ والتشهير, بدون مراعاةٍ للمشاعرِ وللقواعد الأخلاقية, ليُصبحَ الواقعُ مسلسلاً مليئاُ بالمؤامرات والفضائح التي نحن في غِنىً عنها, ويصبحُ ذلك التواصل الاجتماعي علامةً للتفككِ الاجتماعي, بل عاملاً لتفكيكِ المجتمع, بدلَ أن يكونَ وسيلةً لبناءِ ثقافتِهِ وللنهوض به قُدُماً تربوياً وعلمياً, ليواكبَ متطلبات العصر.
وهنا أقول, كفانا من كلِّ هذا ودعونا نرجِعُ إلى تعاليمِ نبيِّنا شعيب وأسيادِنا أجمعين, علُنا نتفادى الأخطارَ المحدقة بنا.
اسمحوا لي ختاماً أن أهنئَ جميعَ سكانِ دولتنا إسرائيل بعيدِ الاستقلال السادس والستين, راجياً حلولَ السلام في ربوعِنا....
زيارة مقبولة وكل عام وانتم بخير.