محاولات تنظيم الطائفة الدرزية ليست بجديدة وإنما تعود إلى القرن الماضي منذ الفترة العثمانية ومن ثم الانتداب البريطاني إلى قيام دولة إسرائيل حيث أخذت تلك الأفكار تلبس أشكالا" مختلفة من التنظيم وبدأت محاولات حقيقية واتخذت خطوات فعلية بهذا الشأن من قبل مثقفين في القرى المختلفة الذين سعوا وعملوا لتحقيق التنظيم وإقامة المؤسسات الممثلة لجميع أبناء الطائفة .
واقع الطائفة الدرزية الموحدة اليوم يستلزم رؤية مستقبلية جديدة وجريئة وثاقبة وذلك لأهمية ومركزية دور الدروز في إسرائيل والشرق الأوسط ومكانتهم الداخلية والإقليمية .
طائفة الموحدين أبرزت على مر التاريخ شخصيات لعبت دورا" رئيسيا" في المنطقة والعالم أمثال: الأمير فخر الدين المعني الثاني والزعيم الخالد- قائد الثورة السورية العربية الكبرى ومحّرر سوريا من الاستعمار القائد سلطان باشا الأطرش والأستاذ المعلم كمال بيك جنبلاط وغيرهم.
تقف الطائفة اليوم على مفترق طرق فإما الاستمرار بالأوضاع القائمة وإما السير نحو التنظيم وخلق واقع جديد يتماشى مع رغبات وتطلعات أبناء الطائفة المعروفية .
منذ قيام دولة إسرائيل كانت ولا زالت هناك حاجة ملحة لتنظيم أحوال الدروز وإقامة مؤسسات تساهم في تطوير الدروز وتكون في طليعة المحافل السياسية والثقافية وغيرها.
أفكار تنظيم الطائفة ليست بجديدة وإنما تعود إلى سنوات الخمسين والستين ومنذ قيام دولة إسرائيل حيث ظهرت شخصيات في قرى مختلفة إبان فترة الحكم العسكري ونادوا بهذه الأفكار الجريئة واخص بالذكر الشيخ الأستاذ شكيب نسيب قاسم من قرية الرامة واحد مؤسسي المدرسة الثانوية الشاملة في الرامه
هذه الأفكار لم تدعم وتنّفذ لثلاثة أسباب رئيسية:
1.معارضة الرئاسة الدينية آنذاك واليوم لكل تنظيم يهدف إلى زعزعة مكانتها وسيطرتها(حسب رؤيتها الخاطئة)حيث اعتبرت كل تنظيم بمثابة "تهديد" لمكانتها وسيطرتها على الطائفة ونجاح كل تنظيم بمثابة فشل لها إضافة إلى مصالح عائلية محضة.
2. التقاء مصالح بين الرئاسة الدينية والمؤسسة السياسية- العسكرية الإسرائيلية, طالما هذه الرئاسة تخدم مصلحتها ومصلحة الدولة على حساب المصلحة العامة للدروز.أضف إلى ذلك سهولة التعامل مع رئاسة واضحة وضعيفة من التعامل مع قوى شابة مثقفة وقوية الإرادة.
3.افتقار الطائفة لشخصيات مثقفة واعية مستندة إلى دعم شعبي طائفي وأرضية واسعة.
إذا" لماذا من الأهمية بناء مؤسسات تنظيمية:
لكل شعب وقوما متحضرا هناك حاجة إلى التنظيم لأنها رغبة وجودية وماسة لاستمرارية حضوره في كل الميادين: الثقافية والاقتصادية والسياسية الخ.
أنا أرى عدة مسائل من أهمها:
1.استمرار الأزمة التي تمر بها الطائفة الدرزية :أزمة القيادة والثقافة والأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومشكلة السكن وغيرها.
2.فشل القيادة (الدينية والسياسية) الحالية والسابقة
3. وجود فئات ترى أن الوضع الراهن واستمرارية الوضع القائم(סטאטוס קוו)يخدم أهدافها.
4. سيطرة شخصيات معينة على كل تنظيم من اجل "تسويق" نفسها سياسيا" وخدمة مستقبلها غير آبه بالمصلحة العامة.
تلخيص
منذ بداية القرن الماضي والى اليوم عقدت اجتماعات ومؤتمرات آخرها الذي عقد في قرية يركا.
بحضور أعضاء كنيست، رجال دين، رؤساء مجالس محلية وجمهور غفير يربو على 600 شخص، أعلن رسمياً يوم الأربعاء 22/07/09 ، في قاعة السرّيسة للأفراح في يركا، عن إقامة جمعية أمناء الطائفة الدرزية في إسرائيل.
وقد بادر لهذا الاجتماع وتأسيس مجلس أمناء الدروز العديد من الشخصيات الدرزية البارزة منها الشيخ محمد رمال،السيد فهمي حلبي رئيس دالية الكر مل سابقا",السيد حاتم حسون من شفاعمرو ,الأستاذ هادي قاسم من الرامة, نائب الكنيست السابق زيدان عطشة, ، والعديد من الشخصيات البارزة التي دعت لتأسيس هذا المجلس وحضرت الاجتماع الكبير الذي حضره المئات من أبناء الطائفة الدرزية.
وأعلن رئيس المجلس المحلي السابق لدالية الكرمل ومن المبادرين لإقامة الجمعية، فهمي حلبي، اعترافه بخداع السلطات الإسرائيلية لأبناء الطائفة المعروفية وقطع الوعود البراقة على قادتها بتحقيق المساواة لهم مقابل الخدمة العسكرية في الجيش، استعرض بيان المبادرين إلى المؤتمر الوضع الحالي للطائفة المعروفية، مشيرا إلى أن الطائفة الدرزية تمر اليوم بتغييرات عصرية سريعة، كان نتيجتها ارتخاء تدريجي في العلاقـة بين الأجيال. ثم أتت بتفكك الأطر الاجتماعية التقليدية. وقال المبادرون ان هذه التطورات العشوائية جاءت بتأثير التقليد الأعمى دون خلق ظروف درزية ملائمة للعصر.
هذه المبادرة المميزة هي الأولى من نوعها لتأمين وحدتنا، لذا نأمل أن تبشر بميلاد وعهد جديدين إذا ما تضافرت الجهود والإرادة والنوايا وتحقيق وحدة كافة القطاعات والأطر والقيادات.
هذا والنقاط الهامة والبارزة في الاجتماع كانت أن مجلس أمناء الطائفة الدرزية سيعمل من اجل تطوير التعليم الأكاديمي في الوسط الدرزي وإيجاد فرص عمل للأكاديميين الدروز, التخطيط والبناء في الوسط الدرزي, والأزمة السكنية التي يعاني منها الوسط خصيصا الأزواج الشابة والجنود المسرحين, بالإضافة إلى العديد من المشاكل والقضايا التي يعاني منها الوسط الدرزي تحت الحكومات المتعاقبة في الدولة.
تعقيب الشيخ موفق طريف:
لم تتم دعوتي شخصيا لهذا الاجتماع وعلى هذا الأساس لم أتواجد في الاجتماع,وعن أسباب عدم دعوتي,فيجب أن تسأل من دعا للاجتماع,وبجهتي أبارك كل خطوة لها نوايا مصروفة وحسنة نحو الطائفة الدرزية,فهناك العديد من المؤسسات التي ترعى شؤون الطائفة الدرزية,وهذا المجلس حسب ما ورد يريد أن يكون مثل باقي المؤسسات التي تهتم بشؤون الطائفة، حتى لو كنت الرئيس الروحي للطائفة الدرزية فهذا لا يعني دعوتي لكل اجتماع فهناك العديد من الاجتماعات التي لا أُدعى عليها,ولا أظن أن سبب عدم دعوتي ينبع من خلافات شخصية كما يقول البعض,ومرة أخرى أبارك كل خطوة تأتي لرعاية وحل مشاكل الوسط الدرزي".
في نهاية الأمر طالما لم نجد القاعدة المناسبة لإقامة التنظيم إلى جانب المؤسسات القائمة الموجودة ولم يكن تعاون بينها لجعلنا جماعة ضاغطة وذات تأثير على مجريات الإحداث
سيبقى الوضع على حالة واستشهد بقول الشاعر:
تنبهوا واستفيقوا أيها الموحدين فقد طمي الخطب حتى غاصت الركب.