حضور هزيل كان هذا العام في المقبرة العسكرية في عسفيا، يوم ذكرى (الشهداء) (2014- 5 - 5) الذين هم في الحقيقة الضحايا سقطوا ضحية لأطماع إسرائيل، فحتى الموالون حتى النخاع ملوا من الاستماع إلى الأكاذيب إياها.
وقد اعتادت الحكومات أن ترسل كل عام أحد وزرائها ليمثلها في هذه المراسيم وقد مثل الحكومة هذا العام وزيرة القضاء السيدة " تسبي لبني" التي حضرت بلباس محتشم متلفعة بالفوطة (الدرزية) احترامًا للطائفة وتقاليدها، قالت بأنها طلبت من الحكومة بشكل خاص أن تكون هي التي تحضر إلى المراسيم في
المقبرة العسكرية في عسفيا لأنها تحب الدروز، كما تحدثت عن حلف الدم والمصير المشترك والتضحية في سبيل الوطن، قالت بان المساواة بين المواطنين هي من بين القيم الأساسية لدولة إسرائيل ؟!!
يا قلبي دللوك؟!! قال له كيف عرفتها بأنها كذبة فأجاب من كبرها.. هناك من تململ من ضخامة الأكاذيب وهناك من تهامس مع من يجلس أو يقف إلى جانبه وهناك من اعترض. السيد أبو العز رشاد كسراوي قاطع الوزيرة وتم إسكاته.
وفي بيت جن حيث أقيمت مقبرة عسكرية أخرى؟!! وكنا نود أن تقام نواد في الأحياء لإقامة النشاطات التربوية المختلفة بدلًا من إقامة مقبرة أخرى..
"ويبدو كما تقول نكتتهم إن العربي الجيد هو العربي الميت" قرية بيت جن سقط منها أكثر عدد من الضحايا، هي أكثر قرية في إسرائيل صودر لها ارض (82%) أنها مفارقة أخرى تثبت بان حكام إسرائيل يفتقدون إلى الحد الأدنى من الإنسانية. وان في داخلهم غول ينهش في اللحم الحي ايضًا؟!!
إلى هناك وصل عضو الكنيست "روبي ربلين" رئيس الكنيست السابق والذي ينوي ترشيح نفسه لرأسه الدولة ونفس الاستهتار.. نفس الوعود.. نفس الأكاذيب..ونفس الشخصيات تقف إلى جانب الوزير، ووجبة من العناق قبل اداء حلقة أخرى من مسلسل النفاق. وكنا قد قلنا بان البسطاء من بيننا يتوسمون
خيرًا من الوزير وهو يقدم التعازي والمواساة للعائلات الثكلى على أمل أن يخفف ذلك من آلامها وان يتحسن وضع الأحياء منا؟!! بحيث تحصل مجالسنا على الميزانيات اللازمة لتطوير قرانا وإقامة مناطق التطوير وتوسيع مسطحات
البناء لنمارس حياة طبيعية كباقي خلق الله، بعيدًا عن القلق الدائم
الناتج عن الملاحقات والغرامات وعدم الحصول على الكهرباء التي تحصل عليها دواجنهم من دجاج وأغنام وأبقار.
وهنا لا بد من وقفة تأمل مع كل البسطاء الذين غرر بهم لنسألهم السؤال البديهي هو: ما هو الوطن؟ أوليس هو مسقط الرأس؟ أوليس هو الأرض التي نشأنا وتربينا على ثراها ومنحناها الكثير الكثير من ذاتنا فمنحتنا من ذاتها؟ أعتقد أنه من الطبيعي أن لا يكون اعتراض على ذلك، وما دام الأمر كذلك فالأرض جديرة أن ندافع عنها بكل قوانا وذلك ضد من سحبها من تحت
أقدامنا.
وهنا.. وهنا يطرح السؤال بكل قسوة: من هو الذي سحب الأرض.. الوطن من تحت أقدامنا ودفاعًا عن أي وطن سقط شبابنا؟ بالله عليكم أجيبوا على سؤالي..
هل سقطوا شبابنا دفاعًا عن الأرض التي صادرتها السلطات الإسرائيلية.. هل سقطوا دفاعًا عن الأرض التي صادرها من يدعون حمايتها.
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للأطماع التي لم ينجو منها قريب أو بعيد.. عدو أو (صديق)
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للبساطة وطيبة القلب؟
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية للأوهام والآمال التي لم تتحقق؟
هل سقط من سقط شهيدًا أم ضحية لأطماع حكام إسرائيل لتوسعية؟ ولأحلام الصهيونية الجهنمية؟
هل سقوط هؤلاء الضحايا الذين خسروا ربيع أعمرهم.. الذين تركوا الآباء في حسرة أبدية عليهم.. الذين تركوا الأمهات الثكالى اللواتي تلتهم أكبادهن أشواق لا تنطفئ ودموع لا تجف؟!!
اللذين تركوا دراستهم وآمالهم العريضة.. الذين تركوا زوجاتهم أرامل فريسة للوجع.. اللذين تركوا اولادهم يتامى لا سند يناصرهم.. اللذين تركوا خطيباتهم وهن في قمة طموحاتهن وريعان شبابهن .
هل سقوط هؤلاء أثمر لدى هذه السلطات التي تتعامل معنا كعرب من حيث التمييز والبعض يرفض أن يعتبر نفسه عربيًا انسجامًا مع سياسة مفروضة علينا وعلى شعبنا، لتقسيمنا إلى ملل ونحل ليسهل على هذه السلطات افتراسنا جميعًا وأكلنا لحمة نية.
هل سقوط الضحايا أدخل مصنعًا لقرية من قرانا ولا نريد القول أنه منحنا مناطق صناعية.
هل سقوط الضحايا دعم الزراعة فيما تبقى لنا من أشبار هنا وهناك؟
هل منحنا كمية من مياه للري لبل الغلة ولو بقطرات ونحن نراها شلالات رقراقة على مزرعاتهم؟
هل سقوط الضحايا دفع السلطات إلى الاعتراف بما تبقى لنا من مسطحات قرانا المتواضعة؟
هل سقوط الضحايا منحنا حرية التصرف بما تبقى لنا من ارض لا تسمن ولا تغني من الجوع .
والسؤال الاكثر إيلامًا:هل سقوط الضحايا منحنا امتيازًا واحدًا عن بقية أبناء شعبنا أم أنه ضاعف التمادي في المظالم؟
هل سقوط الضحايا طور البرامج التعليمية لنلحق بباقي قطاعات المجتمع الإسرائيلي..هل وهل.. وكم من هل، لا نجد من يسمعها منهم.
إننا أحياء وأموات لسياسة مبرمجة تهدف إلى إبقاء شبابنا الأحياء
(أمواتًا) في حضيض المجتمع الإسرائيلي لنبقى خدامًا في سلك الأمن والمرافق الحياتية الأخرى، ولتعود فتياتنا إلى العمل في بيوت الأغنياء منهم، "ومن لا يرى من الغربال أعمى"