تظاهر يوم الأربعاء، 14 أيّار/ مايو 2014، الطلّاب العرب في الجامعة العبريّة في القدس، في ذكرى النكبة، ضد مخطّطات تجنيد الشباب العرب في الجيش الإسرائيلي، وضدّ قمع الجامعات لحريّة التعبير، وهتفوا دعمًا للأسرى الفلسطينيين المُضربين عن الطعام، وتظاهر بالجهة المقابل نشطاء الحركات الصهيونيّة المتطرّفة، رافعين الشعارات المُعادية للعرب.
وتوافد نحو مئتين من الطلاب العرب إلى موقع المظاهرة رافعين الأعلام الفلسطينيّة والشعارات المناهضة للتجنيد، وفي المقابل تظاهر عناصر اليمين المتطرف وأعضاء منظمة "أم ترتسو" اليمينية وهتفوا وحملوا شعارات عنصريّة مُعادية للعرب.
هذا ولم يبلغ عن حصول أي اعتقالات رغم الأجواء المتوترة وتحريض اليمين على الطلاب العرب في الجامعة، والتواجد المُكثّف للشرطة على مدخل الجامعة أثناء المظاهرة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ الأجواء في الجامعة والسكن الطلّابيّ متوتّرة جدًا في الأيّام الأخيرة خصوصًا في ذكرة النكبة وازدياد الغضب الطلّابيّ على إدارة الجامعة وسياستها العنصريّة، فقد شهدت الليلة الماضية مناوشات داخل السكن بين الطلّاب العرب وطلّاب من الحركات الصهيونيّة المتطرّفة مثل "إم ترتسو" وغيرها، بالإضافة لتواجد الشرطة لفترات لفترات زمنيّة مُتقطّعة داخل السكن الطلّابيّ في ساعات الصباح الأولى.
وكانت الحركات الطلابيّة العربيّة في الجامعة قد دعت إلى المشاركة في التظاهرة الاحتجاجيّة، لمواصلة الضغط على إدارة الجامعة ومواجهة العنصريّة وقمع حريّة التعبير، ورفضًا لمشاريع التآمر على الشباب العرب وفرض التجنيد.
وتحت عنوان "نؤكد في ذكرى النكبة: لن ننسى ولن نغفر، لن نخدم جيشكم" أصدرت الحركات الطلابية بيانًا، أشارت فيها إلى قيامها في الأسابيع الأخيرة بتشكيل ضغط طلابيّ وإعلاميّ واسع على إدارة الجامعة العبريّة، بالإضافة للتوجّه للعديد من المحاضرين وأعضاء طاقم أكاديمي في الجامعة، وللعديد من المؤسّسات الحقوقيّة، والذين بدورهم تفاعلوا مع الموضوع، ووجّهوا العديد من الرسائل الغاضبة على سياسة الجامعة العنصريّة.
ووجه البيان التحيّة للطالبات والطلاب الذين تحدّوا سياسات الجامعة العنصريّة وعنف قوّات الأمن، وأصرّوا على التظاهر رفضًا لمخطّطات التآمر عليهم، من فرض التجنيد الإجباريّ، وحتّى قمع حريّة التعبير في الجامعات.
كما أشار البيان إلى أن إدارة الجامعة العبرية وأمنها راهنوا على أن قمع المظاهرات بعنف ووحشيّة سيرهب الطلّاب، ويضع حدًا لنضالهم وحراكهم الطلّابيّ، لكن ردّ الطلاب الأقوى كان تعبيرًا صارخًا على أنّ الحركة الطلّابيّة هي الرقم الأصعب، وهي الطرف الأقوى في المعادلة في المواجهة مع ادارة الجامعة، وتمثّل ذلك بازدياد الغضب الطلّابيّ والمشاركة بأعداد أكبر في المظاهرات التالية، وإثارة الإعلام حول الموضوع، ما أدّى إلى أن تضطر الجامعة للجوء لمحاولات احتواء الغضب الطلّابيّ (بسبب فشل عنفها في كسر الحراك)، الذي أدّى لإحراجها بسبب تناقض سياساتها القمعيّة مع صورتها الزائفة كجامعة ليبراليّة وديمقراطيّة.