التقت في بيت جن في مقر جمعيّة الجذور "ملتقى كمال جنبلاط الفكري"، الهيئة التنسيقيّة للدفاع عن المتهمين في محاكم التواصل وذلك بعيد الاجتماع الجماهيري الكبير في حرفيش. وقد شارك في اللقاء وفد كبير الجمعيّة المعروفيّة القطريّة للدفاع عن الأرض والمسكن والحراك الشبابي والحركة الوطنيّة للتواصل (لجنة التواصل وميثاق الأحرار).
وقد استعرض المجتمعون التطورات الأخيرة في القضيّة قانونيّا وميدانيّا، وخصوصا التحركات الميدانيّة الواسعة التي انطلقت في الشهرين الأخيرين، بدءا بمهرجان بيت البلد في الكرمل، والوقفة الاعتصاميّة في مقام النبي شعيب (ع) في حطين، والمهرجان الكبير في مقام النبي سبلان (ع) في حرفيش.
تجيء كل هذه التحركات احتجاجا واستنكارا، على خلفيّة إدانة ال16 شيخا بالتهم الموجهة إليهم في محكمة الصلح في الناصرة، وإدانة النائب السابق سعيد نفاع في المحكمة المركزيّة في الناصرة. بعد أن رفض المستشار القضائي للحكومة توجه "القيادات الدرزيّة" إغلاق ملفات المشايخ ( ليس ملف سعيد نفاع ففي هذه القضية لم يقدم طلبا)، مشترطا ذلك بشروط مستهترة:
أولا: أن يقدم المشايخ اعتذارا أمام المحكمة وعلى الملأ عن زياراتهم التواصليّة سوريّة ولبنان (زيارة الأماكن المقدسة ولقاء الأهل).
ثانيا: أن يتعهدوا خطيّا ألا يعودوا على "فعلتهم" وألا ينظموا مثل هذه الزيارات مستقبلا إلا إذا سمحت لهم السلطات بذلك.
ثالثا: أن يتوجهوا بنداء مفتوح لأبناء الطائفة أن يمتنعوا عن مثل هذه الزيارات إلا إذا سمحت بذلك السلطة.
وقد رفض المشايخ هذه الشروط المهينة جملة وتفصيلا وأبدوا الاستعداد فقط على أن يعلنوا أنه : "إذا نووا مستقبلا السفر إلى سورية ولبنان أن يتوجهوا بطلب إلى السلطات".
وقد تبنى الاجتماع هذا الموقف بالإجماع وقرّر المجتمعون مواصلة العمل الاحتجاجي وتحويل جلسات المحاكم إلى تظاهرات، إعلانا أن المحاكمة هي ليست ضد أشخاص وإنما ضد حق شرعي للعرب الدروز بشكل عام يستحقون أخذه كما يأخذه بقيّة المواطنين في الدولة.
الجدير بالذكر أن المدعي العام شاي نيتسان وجه مؤخرا كتابا للرئيس الروحي الشيخ موفق طريف، ردّا على رسالة أرسلها الأخير مطالبا بإغلاق الملفات، عاد فيها نيتسان على نفس شروطه، إلا أنه أبدى استعدادا لبحث "العقوبة" أو استعداده لإعادة النظر في شروطه إن أعاد ال"المتهمون" النظر في هذه الشروط.
وحول هذا الموضوع تجري اتصالات بين القيادة الروحيّة والحركة الوطنيّة للتواصل وقد أصرت الحركة باسم 14 "متهما" على موقفها الأصلي رفضا للشروط عدا النص أعلاه، وأبدت القيادة الروحيّة دعمها لهم في هذا الموقف واستعدادها للعمل على قبول السلطة فيه، وآخر هذه الاتصالات تمت في اجتماع مغلق سبق المهرجان في حرفيش.
هذا وقد شارك في النقاش في الاجتماع التلخيصي الكثيرون ومنهم: الشيخ عوني خنيفس رئيس اللجنة الوطنيّة للتواصل، والاستاذ فهمي حلبي رئيس الجمعية المعروفيّة للدفاع عن الأرض والمسكن، والمحامي ماضي ظاهر ممثلا طاقم المحامين، والنائب سعيد نفاع أمين عام الحركة الوطنيّة للتواصل ,آخرون.