(كلمة وفاء في حق جدي المرحوم الشيخ الجليلي الجليل ابو سلمان نجيب عباس سويد)

موقع سبيل,
تاريخ النشر 02/06/2014 - 05:22:49 am

بقلم- مالك صلالحه – بيت جن
 بالامس..القريب ..لف ضباب الاسى قرية البقيعة وخيّم الحزن على ربى الجليل حين فقد شيخا جليلا من مشايخه ..كان رمزا للتواضع والواجب والكرم والشجاعة ..ودماثة الاخلاق الا وهو الشيخ ابو سلمان نجيب عباس سويد ..الذي انتقل الى رحمته تعالى وشيع جثمانه يوم السبت الموافق 30-5-2014 .حيث توافدت وتقاطرت الجموع الغفيرة من مختلف انحاء البلاد لتشارك اهالي البقيعة خاصة والجليل عامة الذي فقد شيخا جليلا من خيرة رجاله ..وبفقدانه فقد ركنا من اركان الجود والكرم والواجب ..هذا الشيخ الذي انجب اشبالا واحفادا ساروا على نهجه وحافظوا على كرامته من خلال مسلكهم المشرف في الكرم والواجب فكانوا ولا زالوا خير خلف لخير سلف كالصديقين ..والعمين ابو عادل سلمان والعم ابو تيران جدعان..
لقد كان وسيظل وسيبقى لي الشرف بالتعرف بجدي نجيب وانجاله واحفاده الكرام ..وبعائلته الكريمة ال سويد ..من خلال العلاقة المتينة والشريفة والمميزة التي ربطت المرحوم والدي الشيخ ابو مالك مع هذه العائلة الكريمة ..خاصة واهالي البقيعة عامة ..
كيف لا و الجد والاب الشيخ ابو سلمان كان وسيبقى علما في مجتمعه فكان السبّاق الى المشاركة في كل واجب اجتماعي وديني سمع به او دُعي اليه ..من خلال تمسكه بتعاليم المذهب التوحيدي وعلى راسها صدق اللسان وحفظ الاخوان ..فكان صادقا بقلبه ولسانه ..وكان حافظا لاخوانه في سره وجهره .. ان الكلمات تقف عاجزة عن التعبير عما يجول في الوجدان من اسى وحزن لفقدان هذا الشيخ الذي ذكراه العطرة واعماله قد حفرت في القلوب والذاكرة ..لقد شرّف البقيعة والجليل بوجوده وتشرّف هو بهما ..فاحب الناس وبادلوه نفس الحب ..وعمل جاهدا على تنفيذ الوصية التوحيدية فشارك الناس افراحهم واتراحهم وعاد مرضاهم وعمل على اصلاح ذات البين ..فعاش كريما ومات كريما عن عمر يناهز المئة عام ..فعاش وربى على الرزق الحلال وعلم وربى على الفضيلة ..فكان ثمرته خلفا صالحا ..يفتخر الناس بمعرفتهم وصداقتهم
 ان العمر لا يقاس بطوله وانما بعرضه ..فعاش قرنا من الزمن واكب به العهد التركي ثم الانتداب ثم الدولة الحالية..فكان مرجعا تاريخيا لاحداث مرت على قريته ومنطقته ..فحبذا لو وثقت ..لتكون ذخرا للاجيال ..اذ ان الجد والعم والاب الشيخ الجليل ابو سلمان عاش الحياة بطولها وعرضها ..فلا يمكن ذكر البقيعة ورجالها الا ان تذكره فقد كان علما ومعلما من هذه البلدة الجليلية الوادعة التي تمتاز بنسيجها الاجتماعي المميز الذي يضم اهلا من جميع الديانات السماوية من يهودية ومسيحية واسلامية وتوحيدية ..فقد احب الجميع وشاركهم مناسباتهم فاحبوه وبادلوه نفس الحب والمشاركة وها هم اليوم جاؤوا بالوفهم ليودعوه الوداع الاخير وليفوا دينا كان في عنقهم اتجاه هذا الشيخ الجليل ..الذي حرص دوما ان يكون بينهم مشاركا اياهم جميع مناسباتهم ..بكل رحابة صدر حتى ايامه الاخيرة رغم تقدم العمر ..ووضعه الصحي ..
ان املي كبيرا بخلفه ان يستمروا على نهجه لتبقى ذكراه متوهجة في قلبوب الناس وذاكرتهم فان مثل الشيخ ابو سلمان وان رحلوا عنا جسدا فانهم سيظلوا روحا ترفرف بيننا وستبقى اعماله نبراسا يحتذى به لتقتدي به الاجيال ..ويحضرني بيتين من الشعر كنت قد نظمتهم في قصيدة لاقولهما لجدي الوفي وذويه :
فكم من ناس قد عاشوا وبين الناس قد ماتوا
 وكم من ناس قد ماتوا وبين الناس ما ماتوا
 فالف رحمة عليك يا جداه والهمنا جميعا من بعدك الصبر والسلوان وليسكنك الله فسيح جناته ولتبقى ذكراك عطرا فواحا ينشر شذاه على ربوع هذا الجليل وهذا الوطن الغالي

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 2386
//echo 111; ?>