كنا في الأسبوع الماضي قد تطرقنا في مقالنا الذي نشر تحت عنوان "إفقار
الدروز" إلى مخططات إفقار الوسط العربي بشكل عام وإفقار الطائفة
الدرزية بشكل خاص، واليوم نناقش حراك "ارفض.. شعبك يحميك".. الذي اخذ على
عاتقه تشجيع الشاب الدرزي على رفض التجنيد الإجباري.
ونحن سعداء بالنوايا الطيبة لهذا الحراك الشاب، ولكن السؤال: كيف يمكن
حماية الشاب الدرزي الرافض؟
ونحن التنظيمات العاملة في الوسط العربي الدرزي ضد التجنيد الإجباري
نعمل ضمن إمكانياتنا في مواجهة سياسة دولة قوية متغطرسة متحملين الثمن
الباهظ الذي يكلفنا موقفنا من تضيق الخناق وقطع الأرزاق، ونحن بحاجة إلى
من يحمينا ويخلصنا من بين أنياب ومخالب السلطات التي تنهش في لحمنا.
شعبنا العربي يوجه الملامة وهناك من يتخطى ذلك ويصل في اتهامه حد التخوين
وهنا لنا وقفة مع هؤلاء.. اسمح لنفسي أن أقول ولا أريد التعميم لان في
التعميم الكثير من الظلم والتجني,, أن هناك شريحة كبيرة جدًا جدًا من
شعبنا العربي تعاني من الذل ولا أريد أن أعود إلى الماضي البعيد واستعرض
الواقع وأشير إلى من هم الخونة الذين باعوا فلسطين، ولكني أريد أن أقول
أن الكثير من الحكام العرب يرتعدون خوفًا من إسرائيل، ولعل (النظرية)
التي اخترعها الرئيس المصري المقتول " أنور السادات" والتي تقول بان
محاربة إسرائيل معناها محاربة الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت في
القضاء على الجاهزية النضالية للأمة العربية ؟
لقد وصلت إسرائيل إلى عاصمة لبنان ولم يحرك الحكام العرب ساكنًا..
استعملت إسرائيل الأسلحة المحرمة دوليًا ولم نرى أي ثورة في الوطن
العربي.. وقد انتحر الشاعر خليل الحاوي احتجاجًا على الصمت العربي..
نسفت الملاجئ على النساء والأطفال والعجزة.. وفي الأراضي المحتلة تقتل
إسرائيل ميدانيًا بدم بارد ولا يعتبر ذلك إرهابا؟!!.. حُرق المسجد الأقصى
سابقُا واليوم قوضوا أساساته.. وشعبنا يخشى أن يرفع رأسه في مواجهة
إسرائيل لا بل تُقام السفارات؟!! ويرفرف العلم التي تشير خطوطه الزرقاء
إلى هدف إسرائيل توسيع حدودها من - النيل إلى الفرات – في العواصم
العربية، ولا أريد أن استرسل في عرض الإهانات والاعتداءات التي يتعرض لها
شعبنا.. على أرضه وعلى مقدساته.. إن شعبنا يعاني من الشلل العام وهو لا
يستطيع أن يحمي نفسه فكيف سيحميننا بالله عليكم؟ إن أمراء وأثرياء عرب
يدفعون لحسناء أوروبية وغير أوروبية ملايين الدولارات ثمنا لليلة حمراء
قضوها معها، ولكنهم على غير استعداد لان يدعموا مشروعًا خيريًا لأهلنا
المحاصرين، هذا علمًا بان الاتحاد الأوروبي قد ساهم مرة واحدة؟!! مساهمة
متواضعة في دعم احد التنظيمات المحاربة للتجنيد الإجباري، وبالأمس فقط
بالأمس، نشر الوكالات عن سياسي عربي حوّل مبلغ الـ16 مليون دولار لحساب
فتاة في جنوب إفريقيا، فتح البنك تحقيقاً لمعرفة مصدر المبلغ، مما اضطرها
إلى التصريح عن اسم السياسي، وهكذا هو الحال مع الكثير من الحكام
والأثرياء العرب فكيف أيها الإخوة الأعزاء في ظل هذا الواقع العربي اللا
اختلاقي سيحمينا شعبنا؟ خاصة وأن الأبحاث تشير إلى أن الطائفة الدرزية
تقبع في أسفل السلم الاقتصادي والثقافي في إسرائيل
وهنا في البلاد، هل هناك هيئة عربية يمكنها أن تحتضن الشاب الدرزي
الرافض للخدمة؟. وكنا قد تحدثنا عن التوصيات التي تقضي بعدم استيعاب
الشاب الدرزي للعمل في الكثير من المجالات لإغلاق مصادر الرزق أمامه كي
يضطر للعمل ضمن أجهزة الأمن، فهل اخذ ذلك أحد الرأسماليين العرب بعين
الاعتبار؟
كلنا أمل أن تتوفر الإمكانية ويتم فعلًا حماية الشاب الدرزي رافض الخدمة.
اشد على أياديكم ولله يرعاكم.