مع قدومِ شهرِ رمضانِ الكريم لا بُدَّ من أنْ نتضَرَّعَ للباري عزَّ وجل أنْ يمنحَنا العفوَ والإيمانَ الصادقَ غير المُبْتذل المجرَّد من الكراهية والتعصُّب أيٍّ كان، كي نحيا في مُجتَمَعٍ وعالمٍ يتَّسِمُ بالتعدُّدية الدينية والسياسية وحتى القومية حيث تختلفُ العاداتُ والتقاليد .
ومن هذا المنطلق لا بُد َّ من توجيهِ كلمةٍ لإخواننا الذينَ سيأخذونَ من الشهرِ الفضيل نهجًا يلتزمونَ خلاله بالصيامِ لا مِن أجلِ تفضيلِ دينهم على دينِ الآخرين بل مِنْ أجل التضرُّعِ للباري أن يطهِّرَ النفسَ من الكراهيةِ والتعصّبِ الأعمى وأنْ يزوِّدَ القلوبَ حُبًّا وطمأنينة وسلامًا يشعُّ من قلبِ الصائمِ فينشر نورَهُ على الآخرين أبناءِ البلدِ الواحدِ متعدِّدِ الديانات والأجناس .
بوركتم أيها المؤمنونَ بصيامِكم وبورِكَ شهرُكم الفضيل نحتفِلُ به مسلمينَ ، دروزًا ومسيحيين في بلدة تحتاج لهذا الرَّونقِ الجميلِ من العبادة التي تزرعُ في النفوس الحُبَّ والنقاءَ وصفوةِ النفسِ والسلام .
وبهذه المناسبة الغالية أودُّ أن أردِّدَ عليكم أيها الإخوة ابناء البلدِ الواحدِ الذي ينبغي أن يسودَهُ التسامحُ والتعايشُ وحُبُّ الغير قصيدتي هذه :
" وصايا "
كُنْ في هذا العالمِ أيًّا كنتْ
كنْ سُنِيًّا أوْ شيعِيًّا ،
نصرانيًّا أو درزِيًّا ،
كنْ عربيًّا أوْ عبرِيًّا
واجنَحْ دَوْمًا نحْوَ السِّلمْ .
اتبعْ في هذا العالَمِ أيَّ نبِيٍّ كانْ
أحْبِبْ دينَكْ
لكِنْ لا تتعصَّبْ
لا تكرَهْ أيًّا مِنْ بينِ الأدْيانْ .
اقرأ في هذا العالمِ أيَّ الأفكارْ
أدرُسْ ما أحبَبْتْ
لكنْ لا تتقيَّدْ
لا تتصَلَّبْ كالأحجارْ
بلْ كنْ دومًا كالأزهارْ .
كنْ بشريًّا
كنْ أخويًّا
لا تقتُلْ
لا تسْرِقْ
لا تكذِبْ
لا تكرَهْ
بلْ أحبِبْ
لا تبْنِ بيْنَكَ والآخرَ أيَّ جِدارْ .
ازرَعْ في نَفسِكَ مَعْنى الصِّدْقْ
وادعُ دَوْمًا للإخلاصْ
علِّمْ ابنَكَ مَعْنى الرَّفقْ
وانشُرْ دوْمًا حُبَّ الناسْ .
كنْ انسانًا يَحْمِلُ عطْفًا
ازرعْ ورْدًا
اغرسْ حُبًّا
واملأْ قلبَكَ بالإحساسْ .
23.06.2014