شارك الآلاف من أبناء المغار والعديد من القرى والمدن من الوسط الدُّرزيّ والعربيّ واليهوديّ بعد ظهر اليوم في مراسم تشييع جثامين ضحايا حادث سويسرا المأساويّ الَّذي أودى بحياة كلّ من ضابط الشًّرطة أمل فرّاج خليل (54 عامًا)، ناصيف علي بدر (52 عامًا) ومحقّق الشُّرطة عاطف عاطف حاج (48 عامًا) وذلك في الملعب البلدي في المغار.
وشاركت في هذه المراسم المهيبة التي لم تشهد المغار مثلها من قبل لهول المأساة والفاجعة التي ألمَّت بالقرية شخصيّات من كافَّة الأطر السِّياسيَّة، الدِّينيَّة والاجتماعيَّة منها فضيلة الشِّيخ موفق طريف الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة ورجال دين من كافَّة الطوائف وأعضاء كنيست حاليّون وسابقون وضبَّاط في سلك الجيش والشرطة ورجالات تربية وتعليم وموظَّفون من مؤسَّسات حكوميَّة وشعبيَّة عديدة بالإضافة الى الآلاف من المُشيِّعين من المغار وخارجها.
تولَّى عرافة المراسم الدُّكتور أسعد عرايدة الَّذي دعا الإمام الشّيخ نزيه كيّوف لتلاوة الصَّلاة على أرواح الضَّحايا وتحدَّث الدكتور عرايدة عن هول المأساة التي حلَّت بالمغار لفقدان الشُّبّان الثلاثة ودعا رئيس مجلس المغار المحلِّي السَّيِّد زياد دغش لإلقاء كلمته فعدَّد بدوره مناقب المرحومين الثلاثة وقال: "على الرّغم من هول الفاجعة الَّتي ألمَّت بالمغار وبذوي المرحومين وأنا أقف بين الحُشود أمام نعوشكم لا يسعني إلّا أن أقول {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} وأضاف: "لقد استعجلتم الرّحيل وإنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وعلى فراقكم محزونون، نرجو أن تسكنوا الجنّة وستبقى ذكراكم فينا إلى أبد الدّهر". وشكر باسم المجلس المحلّي جمهور المُشيّعين ووزارة الخارجيّة والدّاخليّة ومركز السّلطات المحلّيّة والشّرطة على الإجراءات السّريعة لنقل الجثامين إلى المغار.
بعد ذلك تحدَّث الرَّئيس الرّوحي للطائفة الدُّرزيَّة الشّيخ موفَّق طريف وقال: "شُيوخنا، أيّها الحشد الثّاكل قال تعالى: {كلّ نفس ذائقة الموت ولا تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت} ومن كانت مشيئته بأرض فلا يموت بأرض سواها". وأضاف: إنَّنا نُودّع ثلاثة من أبنائنا الأعزّاء الّذين رحلوا عنّا والأسف شديد لفقدانهم، إنَّه الموت وهذا هو المكتوب، وعلينا الصَّبر والرّضا والتَّسليم والابتهال إلى الباري أن يُلهِم الأهل الصّبر والسّلوان". وتمنّى للمصابين الشّفاء العاجل والعودة إلى أهلهم سالمين.
تلاه مُمثّلو العائلات الثكلى أولهم السَّيِّد خليل خليل شقيق المرحوم أمل ممثلا عن عائلة خليل وكذلك السَّيِّد محمد علي بدر أخ الفقيد ناصيف بدر مندوبًا عن عائلة بدر والشّاب رافع الحاج نجل الفقيد عاطف ممثلًا عن عائلة حاج فوصف المتكلمون الثلاثة بكلماتهم حجم الكارثة التي ألمَّت بعائلاتهم خاصَّة وبالمغار والمجتمع عامَّة وكل منهم تحدَّث عن الصِّفات الحميدة التي يتمتَّع بها فقيده وشكروا جمهور المُعزِّين الّذين قدَّموا لهم التَّعازي ووقفوا الى جانبهم في مصابهم الأليم.
كما تحدَّث قائد لواء الشّمال في الشُّرطة زوهر دفير الذي أشاد بالدَّور المُميَّز لكل من الضّابط أمل خليل الذي شغل منصب رئيس قسم التحقيقات في لواء الشَّمال وتحدَّث أيضا عن مدى نجاح وتفاني المرحوم عاطف حاج في عمله محقّقًا كبيرًا في شرطة إسرائيل والّذي نجح في الكشف عن جناة عمليّات إجراميّة عديدة مُعقّدة.
وكان آخر المُتحدّثين القائد العام للشّرطة يوحنان دنينو الّذي أشاد هو الآخر بمهارة الضّابط أمل خليل وامتيازه في سلك الشّرطة وكذلك الجدارة الّتي تحلّى بها المُحقّق عاطف، وقدّم التّعازي للعائلات الثّكلى الثّلاث.
وبعد الكلمات التَّأبينيَّة وُضِعت أكاليل الزّهور على نعوش المرحومين، تقدّمها إكليل شرطة إسرائيل، إكليل عن وزير الأمن الدّاخلي، إكليل لواء الشّمال في الشّرطة، إكليل قسم القوى البشريَّة، إكليل عن سلطة الإطفاء، إكليل عن السّلطة المحلّيّة في المغار، وعدد آخر من الأكاليل من المُؤسّسات المُختلفة ومُمثّلي العائلات الثّكلى.