أيُّها الشاعِرُ المُسَجَّى
بموتِكَ هذا
غيّمَ الحُزْنُ
والقَلْبُ انكسَرْ ،
هاجَرَ الطَّيرُ
واصْفَرَّ الشَّجَرْ .
يا فارِسَ العَصْرِ
يا أبا الوَطَنْ
بموتِكَ هذا
غادَرَ الشِّعْرُ
والفَنُّ انتَحَرْ ،
بموْتِكَ هذا
أسْدِلَ الليلُ
وغابَ القَمَرْ ،
ماتَ سِحْرُ الفَجْرِ
واليأسُ انتصَرْ .
وَداعًا يا عاشِقَ الغَيْثِ
وزَخَّاتِ المَطَرْ ،
يا أميرَ الشِّعرِ
يا مُسْرِجَ الدَّرْبِ
يا حَبيبَ الحُكماءْ ،
يقولونَ في الجليلِ ناحَتْ حمامَةٌ
على فَقْدِكَ يا كبيرَ الشُّعَراءْ ،
بموْتِكَ هذا غطَّتْ غمامَةٌ
بِلادَ العُرْبِ
فانقشَعَ النورُ في السَّماءْ ،
فلسْطينُ مَهْدُ الحَضارَةِ تَبْكيكَ حزينَةً
وَمِصْرُ وأرْضُ الشامِ وسائِرُ الأرجاءْ .
نَمْ قريرَ العيْنِ
سَلِّمْ على مَنْ قضى
قبْلَكَ منْ أهلِ الشِّعْرِ والأدَباءْ ،
سَلِّمْ على جُبْرانَ والبياتي وَمِنْ بعْدِهِمْ
نزارُ ودَرؤيشُ ، كبارُ الشُّعَراءْ ،
بلادي اليوْمَ يا سَميحُ باتَتْ يتيمَةً
تبكي على موتِ منْ كانَ اسمُهُ
حُلَّةَ الأسماءْ .
لكَ الرَّحمةُ
وللأهلِ والعُربِ في سائرْ الأنْحاءْ
حُسْنُ التعازِي
وَطُولُ البقاءْ .
20.08.2014