أظن وبعض الظن إثم أنه لم يعد ما نرجوه من خير او أمل ومستقبل في هذا العالم المتفجر بالمآسي والآلام والحروب ، لذلك فأنا متشائم جدا ، بل أصبح التشاؤم في نظري من ضروريات المرحلة ! لم يعد للإنسان قيمة في هذا الزمن المخيف ، لم يعد يأمن على نفسه وبيته وأولاده - تنظيمات ، عصابات ، ونظم شعارها الدم وقوامها البارود ، الأرواح تزهق بالآلاف في سوريا ، العراق ، مصر ، ليبيا ، اليمن ، أفغانستان ، وغزة ، غزة الطائر الأسطوري أصبح حقيقة ، الدماء أنهار تجري و الدمار بالجملة ، وضمير العالم في سبات ، وحيث يسكت الخير يستفحل الشر . إنفلاتٌ دموي اجرامي قطري لم يشهد التاريخ مثله !
والبدعة الجديدة " داعش " صناعة أميركية كما يقال – لا نعرف صحة هذا الخبر – داعش الخطر المتمدد المختبئ خلف ستار الدين ، والدين منهم براء ، يضطهدون النصارى في الموصل ، يقتلون الرجال في ( سنجار ) يسْبُونَ النساء بالمئات ، يختارون منهن للمتعة ويبيعون منهن لدولٍ مختلفة ، هل عاد زمن الرقيق ! يا للعار !!
كل هذا في كف ، والسلاح الذي لم يستعمل بعد – على الأقل في الوقت الراهن – في كف . السلاح النووي الفتاك والمتوفر والجاهز في عصر تجار الموت ومصانع الهلاك .
ولن ينسى العالم ما حدث في هيروشيما في النصف الأول من القرن الماضي ، قنبلة ذرية قتلت 70 ألف فورا و أصابت مثل هذا العدد بإصابات مختلفة ، كان السلاح النووي آنذاك في طفولته ، وكانت القوة التدميرية لتلك القنبلة الصغيرة تعادل 20 ألف طن فقط ، فما بالك اليوم بقنبلة تصل قوتها التدميرية النووية الى 50 مليون طن ، خمسون مليوناً الرقم صحيح . تصوروا .. لا تتشاءموا إن استطعتم !
يوجد اليوم مخزون من الأسلحة النووية يكفي لتدمير عدة كرات أرضية مثل كرتنا ، إذن نحن في خطر حقيقي ومتوقع ، لا نعرف متى تنفجر هذه القنابل ويصبح العالم في خبر كان !
صحيح أن هناك معاهدة وُقع عليها سنة 1968 يُمنع بموجبها انتشار الاسلحة النووية ، وصحيح ان أميركا وروسيا وفرنسا والصين ملتزمة – حتى الآن – بقرارات و مواد تلك المعاهدة ، لكنني شخصيا غير مطمئن ، من يدري ، ففي لحظة جنونية أو برهة هستيرية قد يضغط أحدهم على زر متحفز فتثب قنبلة على مكان ما من الأرض ، وعند ذلك لن تبقى باقي الأزرار مكتوفة الأيدي ، ستصاب بنوع من العدوى أو رد الفعل ، فتفتح جهنم أبوابها و نقول على الدنيا السلام .
وإذا كان لكل معضلة من حل ، فالحل الأمثل في رأيي هو أن تنهض الشعوب على اختلاف ألوانها وطوائفها وتقف – قبل فوات الأوان – وقفة واحدة ضد كل ما يحدث ، وما يمكن ان يحدث من ويلات و حروب ، وقد أثبت التاريخ أن الشعوب قادرة على تحقيق السلام و قادرة على التغيير واجتراح المعجزات . فهل من مجيب ؟ !
أواخر أب – 2014 !
[email protected]