رفاق درب في كفاحاتنا كحزب شيوعي وجبهة ديمقراطية للسلام والمساواة ولجنة المبادرة الدرزية.. وهما جيران في مكان السكن، المغار والرامة. وفي الزمان، هذا الزمان القريب في الموت الذي غيبهما، ناصيف بعيدًا عن الوطن وسميح في الوطن.. ولكنهما دفنا في وطنهما. عندما ضمهما العشب الأخضر على ملاعب الأمل للأجيال الشابة، ملاعب كرة القدم بحضور الآلاف من أبناء شعبنا العربي والشعب اليهودي من ممثلي مؤسسات رسمية وشعبية والسلطة الفلسطينية ومن أهالي الجولان المحتل , مع هذه التناقضات التي نعيشها كأبناء الطائفة العربية الدرزية ونحن الشيوعيون والمبادرون نحمل المبادئ الإنسانية والأممية والنضالية ضد الظلم والظالم وضد الاضطهاد والتمييز العنصري والتفرقة المذهبية..
سميح وناصيف من حاملي هذه المبادئ، اثبتا في حياتهما ومماتهما ورغم التناقضات كيف يستطيع الإنسان المبدئي والذي يحمل أفكارا تقدمية وديمقراطية ان يكون زميلا للذي يختلف معه في هذه الأفكار من رجال دين وسياسيين من أحزاب مختلفة تماما، ومن التقليديين في حياتهم الاجتماعية.
هذا هو ناصيف بدر صديق المرحومين أمل خليل وعاطف الحج في الحياة والممات وهو صاحب الفكر المبدئي الذي يحارب التعصب والعنصرية والتجنيد الإجباري وهو الذي استطاع في حمله لهذه الرسالة التأقلم مع الجميع رغم التناقضات.
هذا هو القاسم شاعر الإنسانية والمقاومة والأممية صديق الجميع. الذي جمع في حياته ومماته هؤلاء المعارف والأصدقاء والأقارب ورفاق الدرب.
المقارنة بين الرفيقين نابعة من معرفة محطات كنا فيها معًا في بيوتنا، مع وفودنا، في الندوات والمهرجانات الجماهيرية، في مؤتمراتنا، وفي جريدتنا الاتحاد، وفي لجنة المبادرة العربية الدرزية التي صوبت البوصلة للمسار الصحيح لأبناء طائفتنا المعروفية في المقاومة شعرًا ونثرًا ونضالا إنسانيًا وامميًا صادقًا كصدق المنصورة وحيدر. ورغم التناقضات تبقى "صدور الأحرار قبور الأسرار" كما قال كمال جنبلاط .
(شفاعمرو)