بدعوه من مركز آمان، ولجنة المتابعة العليا لمواجهة العنف، تم عقد اجتماع في مدينة الطيبة، بمشاركة نخبة من المثقفين، الاكاديميين والباحثين العرب في تخصصات متعددة ، لبحث العنف والجريمة والوسائل الكفيلة بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وتداعياتها.
وقد اجمع المشاركون على خطورة الظاهرة، واهمية العمل العلمي المنهجي والمدروس لمواجهتها ، واهمية تفاعل الاكاديميين مع قضايا شعبهم وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والمجتمعية من خلال موقعهم والامال المعلقة عليهم.
وتطرق المشاركون ، الى ان العنف والجريمة وتفاقمها مؤشر على فشل تربوي، وانعكاس للأزمة التي يعاني منها المجتمع العربي في الداخل، بما في ذلك غياب المؤسسات الوطنية، انتشار العنف في الحيز والمحيط الذي نعيش فيه،انتشار ثقافة العنف من خلال شرعنة العنف وغياب مشروع وطني تربوي يحدد القيم والقواسم التربوية المشتركة للجميع، اضافة الى سياسة الاقصاء والتهميش السلطوي ، التي تساهم في انتشار البطالة، الفقر، الاحتقان والغضب، وغياب المؤسسات السلطوية التي واجبها توفير الامن للمواطن .
وقد صدر عن الاجتماع عدة توصيات اهمها:
١.دعوة كل السلطات المحلية اقامة لجان تدخل سريع لحّل الازمات ومنع تفاقمها، اجراء مسح ميداني للمشاكل العالقة والعمل على حلها من خلال لجان اصلاح محلية.
٢. العمل على اقامة مؤسسة للتحكيم وفض الخلافات على المستوى المحلي والقطري.
٣. ترشيد الخطاب والسلوك الاجتماعي ، وفقا لقوله تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ).
صدق الله العظيم.
٤.تعزيز الردع القانوني والمجتمعي ، من خلال ارغام الشرطة على القيام بواجباتها بتوفير الامن للمواطنين ، واعلان الحرمان والمقاطعة على اولئك الذين يتبنون سلوك العنف ، الجريمه واستخدام السلاح ، بدلا من استخدام العقل والحوار والاحتكام لرجال الاصلاح لفض الخلافات.
٥. التغيير والبناء ، وفقا لدراسات علمية في مجال الاقتصاد، الاجتماع ، التربية، الهوية والقيم المجتمعية .
كما اوصى الاجتماع على ضرورة استمرار الدراسات المتخصصة، وتقديم اوراق عمل في لقاءات قادمة تحت رعاية مركز امان ولجنة المتابعة العليا لمكافحة العنف.
وقد عقب على الاجتماع الشيخ كامل ريان ، رئيس مركز امان قائلا " ان أمن الانسان وامانه اهم واقدس قضية والعنف والجريمة تهدد هذا العنصر الاساسي للنهوض بمجتمعنا ومسؤوليتنا جميعا ايجاد السبل الكفيلة بتوفير الامن في مدننا وقرانا ".
المحامي رضا جابر, مدير مركز أمان: " هذا الاجتماع يهدف الى تأسيس العمل ضد العنف على اسس علمية بعيدا عن الاعتباطية في التعامل مع الظاهرة".
المحامي طلب الصانع ، رئيس اللجنة المكافحة العنف" هذا اجتماع تاريخي، نتحمل فيه مسؤولياتنا عن واقعنا ، عن مصيرنا وتغيير هذا الواقع للافضل ، وتظافر جهود كل شرائح المجتمع وبشكل خاص الباحثون والاكاديميون ، والانتقال من موقع رد الفعل الى الفعل، والعمل وفقا لدراسات علمية ومنهجية، ادراكا منّا ان التاطير هو خطوة هامة للتطوير".
البرفيسور اسعد غانم ، عريف الاجتماع :
" هذا اجتماع هام جدا ، نجم عنه اقتراحات قيمة تنم عن الادراك العميق بالمسؤولية، وهي خطوه هامة في الاتجاه الصحيح، والاهم الاستمرارية وتتويج هذه اللقاءات بدراسات تتحول لبرنامج عمل لقيادات المجتمع العربي القطرية، المحلية والتربوية".