لم يرحل محمود بعد..
لم يرحل نبي اللغة في قصيدتي المقدسية
لم يرحل أخي
لم يرحل أبي
ولا ابن عمي
ولا جارنا في القدس القديمة
ولا الطريق إلى جلجثة القيامة
هل يرحل من رسم مفاتيح المدينة؟
أو يرحل من يقرأ التلاميذ كتاب سيرته
قبل كتاب القراءة؟
هل يرحل...؟
أنا أرحل كي يعود فدائي القصيدة المحنّاة..
بطين الجليل..
وماء البحر من ميناء حيفا
هل قلت حيفا؟
أقول حيفا.. فليس عندنا في القدس بحر
عندنا دمٌ نعم..
وعندنا عشّ حمام يحمل اسمه
وعندنا خيوط الثوب الذي نلبسه
وعندنا.. صور وذكريات
لكننا نغتسل بماء البحر..
نحضره في زجاجات..
ونملأ الكؤوس.. ونستحضر سيرته..
نشرب على نخبه..
عندنا مليون محمود.. لكن
ليس عندنا غيره.. لا يشبه إلاّ نفسه
محمود هذا.. لا أحد يشبهُهُ..
محمود هذا الوحيد الذي نعرفُهُ
فكيف نفقِدُهُ...؟
نفتقد غيابه..
يغيب ساعة..
يغيب ساعتين..
يغيب عاماً..
يغيب.. نغيب.. تغيب الشمس في آخر النهار
وينحسر الماء عن اليابسة
ويأوي الطير إلى موئله..
ويأوي الحبيب.. إلى ما يشتهي
والحبيبة إلى ما لا ينتهي
ومحمود.. يعود
لا يفاجئنا..ولكنّة يأتي على حين غرّةٍ
ليسألنا: ما الجديد؟
ولا جديد إلاّه..
لا جديد في هذا البراح إلاّ صورته
إسمُهُ/ رسمُهُ/ صوتُهُ/ أغانيه
كأسُك يا محمود..
وضحكتُهُ..
من يذكُرُ ضحكتَهُ.. إذا ضحك؟
هذا الذكيّ فيما يعرف..
والنبيه فيما يسمَعُ
والجميل فيما يكتُبُ
والفصيح الصريح فيما يقرأ
والمنتبه إلى رفّة حمامة قلبك..
عندما تراه.. لترى بأنّه يراك
فيبتسم وتبتسم..
وهو يرى تخلّفك عن ظلّه المزدحم
يمشي إليك.. وتمشي إليه
وهو يحسّ بظلّه يشتدّ ازدحاماً من ورائهِ
كم ساروا من ورائه؟
كم مشوا في ظلّه..
وكان يدري.. أنّ ظلّه ليس ظلّهم
وأنّهم
يبحثون في ظلِّهِ.. عن مكانهم؟
لم يرحل محمود عن مكانه بعد..
لمحمود المكان..
ولمحمود ـ لو شاء ـ الزمان..
لكنّه أكرم من حاتم..
فقد ترك لنا..
ما نورثه من بعدنا..
للأرضِ..
وللنّاسِ..
وللزمان
محمود هنا..
محمود هناك
محمود فينا.. لو بحثنا بأمانة
لم يرحل نبي اللغة في قصيدتي المقدسية
لم يرحل أخي
لم يرحل أبي
ولا ابن عمي
ولا جارنا في القدس القديمة
ولا الطريق إلى جلجثة القيامة
هل يرحل من رسم مفاتيح المدينة؟
أو يرحل من يقرأ التلاميذ كتاب سيرته
قبل كتاب القراءة؟
هل يرحل...؟
أنا أرحل كي يعود فدائي القصيدة المحنّاة..
بطين الجليل..
وماء البحر من ميناء حيفا
هل قلت حيفا؟
أقول حيفا.. فليس عندنا في القدس بحر
عندنا دمٌ نعم..
وعندنا عشّ حمام يحمل اسمه
وعندنا خيوط الثوب الذي نلبسه
وعندنا.. صور وذكريات
لكننا نغتسل بماء البحر..
نحضره في زجاجات..
ونملأ الكؤوس.. ونستحضر سيرته..
نشرب على نخبه..
عندنا مليون محمود.. لكن
ليس عندنا غيره.. لا يشبه إلاّ نفسه
محمود هذا.. لا أحد يشبهُهُ..
محمود هذا الوحيد الذي نعرفُهُ
فكيف نفقِدُهُ...؟
نفتقد غيابه..
يغيب ساعة..
يغيب ساعتين..
يغيب عاماً..
يغيب.. نغيب.. تغيب الشمس في آخر النهار
وينحسر الماء عن اليابسة
ويأوي الطير إلى موئله..
ويأوي الحبيب.. إلى ما يشتهي
والحبيبة إلى ما لا ينتهي
ومحمود.. يعود
لا يفاجئنا..ولكنّة يأتي على حين غرّةٍ
ليسألنا: ما الجديد؟
ولا جديد إلاّه..
لا جديد في هذا البراح إلاّ صورته
إسمُهُ/ رسمُهُ/ صوتُهُ/ أغانيه
كأسُك يا محمود..
وضحكتُهُ..
من يذكُرُ ضحكتَهُ.. إذا ضحك؟
هذا الذكيّ فيما يعرف..
والنبيه فيما يسمَعُ
والجميل فيما يكتُبُ
والفصيح الصريح فيما يقرأ
والمنتبه إلى رفّة حمامة قلبك..
عندما تراه.. لترى بأنّه يراك
فيبتسم وتبتسم..
وهو يرى تخلّفك عن ظلّه المزدحم
يمشي إليك.. وتمشي إليه
وهو يحسّ بظلّه يشتدّ ازدحاماً من ورائهِ
كم ساروا من ورائه؟
كم مشوا في ظلّه..
وكان يدري.. أنّ ظلّه ليس ظلّهم
وأنّهم
يبحثون في ظلِّهِ.. عن مكانهم؟
لم يرحل محمود عن مكانه بعد..
لمحمود المكان..
ولمحمود ـ لو شاء ـ الزمان..
لكنّه أكرم من حاتم..
فقد ترك لنا..
ما نورثه من بعدنا..
للأرضِ..
وللنّاسِ..
وللزمان
محمود هنا..
محمود هناك
محمود فينا.. لو بحثنا بأمانة
وصنّا من بعده الأمانة
تونس 9/8/2009