بمُشاركة واسعة من كِبار الشَّخصيَّات الأدبيّة والسِّياسيّة والاجتماعيَّة والتَّربويَّة وبحُضور وفد عن السُّلطة الفلسطينيَّة من رام الله والمئات من مُحبّي الشّاعر الراحل، جرى في قاعة الهيثم في الرّامة مساء اليوم حفل تأبينيّ كبير لذكرى شاعر الوطن والعُروبة المرحوم سميح القاسم.
وقد استقبل ذوو المرحوم جُمهور المُعزّين بتوزيع كتاب يشمل مُختارات من أشعار الشّاعر الكبير وسي دي يضم قصائد بصوته.
وقد غصّت القاعة بالحُضور الّذي وصل إلى الرّامة من الضَّفة الغربيّة والمُثلّث والنّقب والجليل والكرمل والجولان.
تولّت عرافة الحفل الإعلاميّة إيمان القاسم سليمان الّتي بدأت كلمتها بقولها: "شُكرًا لك سميح القاسم أنتَ الّذي علّمتنا حُبّ الوطن، ناضلتَ سنُناضل، تحدَّيت سنتحدّى يا موّال الفلّاحين، من هُنا من الرّامة نبعثُ لك سلامًا، نم قرير العين".
استُهلّت كلمات التَّأبين بكلمة رئيس مجلس الرّامة شوقي أبو لطيف الّذي رحّب بالضّيوف قائلًا: "خمسون يومًا مضى على فراقك يا حبيبنا الغالي، شوارع الرّامة الأبيَّة تفتقدك، أزهار الحقول وورود الصُّخور ترثيك، أسوار وحدائق الدِّيار تبكيك".
وتحدَّث حسين الأعرج، مندوبًا عن الرَّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، فقال: "إنَّ سميح القاسم سيظلّ خالدًا من رموزنا، وها هو يمضي بعد أن سار على مدى خمسة عقود من الشّعر مليئًا بالعذابات والسُّجون، وفيًّا لوطنه فلسطين، وقال "لا" في وجه الاحتلال، وسميح القاسم مدرسة خالدة".
أمّا الكاتب، وزير الثّقافة الفلسطينيّ السّابق يحيى يخلُف فقال مُخاطِبًا أرملة الشّاعر الرّاحل وأولاده وأقاربه: "يا شاعرنا المُبجَّل، أقِف هُنا وأشعر بروحك تُطلّ علينا من كلّ مكان، أَحبَّك الكِبار وكَبُر على محبّتك الصّغار، يا شاعر الوطن يا شاعر فلسطين وثوراتها، يا شاعر العشق الإنسانيّ النّبيل، أيّها المُعطّر برائحة الزَّعتر والحنّاء والفيجن والسِّنديان".
وتحدَّث النّائب الدّكتور أحمد الطّيبي قائلًا: "سميح القاسم صوت قلب البلاد.. أيّها السّميح عقلك القاسم على ذاتك الوطن، كلمتك سطّرتها مع العُظماء، أنت صاحب شعر ناضل فَسَهَا وعاش وستظلّ قصيدتك بيننا لا تموت، شاعر لم يخضع لسُلطان أو حاكِم".
النّائب دوف حنين عن الجبهة للسّلام والمُساواة قال: "أبهرنا سميح القاسم عندما كان يزورنا مع إميل حبيبي وتوفيق زيّاد وغيرهما من أدباء فلسطين الّذين نشأوا بنشر قصائدهم في مجلّة الجديد، كان ينتمي للشّعب الفلسطينيّ الّذي ظلّ في وطنه مع رفاقه بعد النَّكبة، وقد ظلّ هنا كي يصنع ثورة مع رفاقه العرب واليهود".
الدّكتور النّائب باسل غطّاس قال: "لقد عِشتَ عمرك إلى آخر كلمة، قُلتَ كُلَّ ما يُقال وكُنّا نرغب بالمزيد، كان سميح مُتواضِعًا تواضُع الثَّوريّ".
وكانت وصلة غنائيَّة للفنَّانة المُلتزمة أمل مرقص الّتي غنّت من كلمات سميح القاسم، وكلمة ألقاها السَّيّد منيب المصري من نابلس، الّذي قال: "ذهبت جسدًا لكنّ روحك وكلمتك الخالدة ستبقى في فلسطين وفي الوجدان، وعلى ألسنة كلّ الأحرار في العالم".
وألقى الشّاعر العبريّ روني سوميك قصيدة رثائيَّة بالعبريَّة.
كما عزف على العود الفنّان المُلتزِم وديع شحادة.
أمَّا الدّكتور جمال زيدان، الأخصّائي الّذي رافق الشّاعر سميح القاسم فقد حكى عن تجربة مُؤثّرة جدًّا عاشها مع سميح القاسم وقال: "لقد لقي سميح منّا أرقى علاجٍ لم يحصل عليه مُلوك العالم وقادته، وقد استطاع سميح من خلال العِلاج العيش لمُدَّة أطول حيث تمكَّن من أن يُنجِز سبعة كُتُب خلال فترة مرضه".
الدُّكتور الشّاعر سعيد أبو علي ألقى قصيدة في رثاء سميح القاسم.
وكانت كلمة لعصام خوري صديق الشّاعر سميح القاسم ومُدير مُؤسَّسة محمود درويش الّذي أثنى على مُنظّمي هذا التَّأبين وقال: "لقد كُتِب الكثير عن شعر سميح القاسم ومهما كُتِب عنه فإنَّه لم يلقَ ما يستحق". وقال: "لن ننسى مقولة شاعرنا: "أنا لا أحبّك يا موت لكن لا أخافك"".
أمّا الكلمة الأخيرة فكانت لنجل الشّاعر وطن محمّد القاسم الّذي ألقى كلمة العائلة فشكر المُشاركين في حفل التَّأبين، وأرسل أرق الكلمات مُناجِيًا والده الرَّاحل.