عادت الى البلاد فرقة رباعي الجليل المكوّنة من الأخوة سعد من المغار بعد جولة ناجحة جدا في ربوع بريطانيا قدّموا خلالها سبعة عروض موسيقية وغنائية بدعوة من لجنة العفو الدولية أمنيستي" وتحت رعايتها. كانت هذه الدّعوة دعما لعمر سعد ورافضي الخدمة في جيش إسرائيل لأسباب ضميرية ومبدئية.
امتدت عروض جولة رباعي الجليل من لندن الى افرشام وردينغ وورسِستَر وساتون وشوريديتش ووستمنستر وبرايتون، حيث قدّمت الفرقة عدّة مقطوعات موسيقية كلاسيكية وأغاني عربية كان قسماً منها مكرّسا لروح الشاعر الفلسطيني الراحل الكبير سميح القاسم وهو من أوائل الرافضين للخدمة في جيش إسرائيل ومن المبادرين في تأسيس لجنة المبادرة الدرزية. تكلّل نهاية كل عرض بلقاء مع الجمهور تخلّله إلقاء الضوء على واقع الأقلية الدرزية في مناطق ال48 وعن التفرقة التي يواجهها فلسطينيو الداخل في إسرائيل، وعن رافضي التجنيد الإجباري وعلاقتهم بالمنظمات المعارضة للاحتلال،وعن هبة أكتوبر وإحياء ذكرى الشهداء، وعن العدوان الأخير على غزة. وقد أهدى الرباعي أمسياتهم لشهداء الشعب الفلسطيني ولأطفال غزة خاصة، وللشهداء الذين فقدوا حياتهم في العدوان الأخير.
كان لوجود عمر سعد أهمية خاصّة لكي يتحدث عن تجربته المريرة في السجن لمدّة مائتيّ يوم وتعرّضه للإهمال الطبّي الذي عرّضه للخطر، وكل ذلك لأنّه رفض الخدمة في جيش إسرائيل، ولأنّه أصرّ على أن يكون موسيقيا يعزف للسلام والعدالة.
فرقة رباعي الجليل من قرية المغار مكوّنة من ثلاثة أخوة وهم عمر عازف فيولا وإيقاع، ومصطفى عازف كمان وعود وغاندي عازف كمان ومغني، وأختهم طيبة عازفة تشيلو ومغنية، وهم من تلاميذ بيت الموسيقى في مدينة شفاعمرو. رافقهم في جولتهم والدهم زهرالدين الذي دعمهم ونوَّرَ لهم السبيل. هذه الفرقة المكوّنة من فتيان وشبان صغيري السّن حصلت على عدّة جوائز وشاركت في ورشات وجولات موسيقية مع "الأوركسترا الشابة" التابعة لمعهد ادوارد سعيد في رام الله والقدس.
حظيت "رباعي الجليل" بجولات عروض في أنحاء العالم في سويسرا وفرنسا والأردن واليونان وإيطاليا. هذه هي الجولة الثانية التي يقومون بها الى بريطانيا حيث كانت جولتهم السابقة بمشاركتهم عازف الكمان العالمي "نايجل كنيدي" في "رويال ألبرت هول"، ومهرجان "البرومْز" في حديقة "الهايدبارك" في لندن.
ومن الجدير بالذكر أن الشاب الموهوب عمر سعد يكمل طريقه الإبداعي في إيطاليا حيث سيتابع تخصصه الأكاديمي في العزف على آلة الفيولا.