بقلوب تعتصرها اللَّوعة والأسى ودّعت قرية المغار بعد ظهر اليوم ضحيَّة أخرى من ضحايا حوادث السَّير المُفجِعة، حيث شاركت جماهير غفيرة من كافّة القُرى في الجليل والجولان والكرمل بتشييع جثمان الجندي المأسوف على شبابه سيف سمير غانم عن عمر يناهز الواحد والعشرين عامًا، الّذي أصيب في حادث طُرق قبل أوَّل أمس على مدخل المغار الشّمالي وتُوفّي بالأمس في مستشفى رمبام مُتأثِّرًا بجراحه.
وقد أبَّن الفقيد المُحامي فريد غانم مندوبًا عن العائلة بعد الصَّلاة على روحه والّتي تلاها الإمام الشّيخ أبو وسيم أمين كنعان من يركا.
وفي كلمته، استأذن المُحامي فريد غانم قائلًا: "اسمحوا لي أن أقول كلامًا مُرًّا فما زال الموت السَّريع يقطف أزهارنا، فقد حبا الله سيفًا بنسمة عادلة ونُحاول أن نعتبر إذ غدًا يُصادِف عيد ميلاد سيف الواحد والعشرين، وهُنا هو ينطفئ ولا يُشعِل شمعة". وأضاف: "عسى أن يدفعنا موت سيف إلى إطلاق صرخة : كفى لهذا الموت، كفى لهذه الحُروب على الشّوارع وكفى لليُتْم. لقد سبق الموت سيفًا، ونقول اعقل ثمّ اعقل وتوكَّل، وللشُّبّان نقول: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء".
بعد كلمة المحامي فريد غانم انتقلت المراسم للسّلطات العسكريّة فأبَّن الفقيد قائد الكتيبة الدّرزيّة 299 رأفت حلبي الّذي قال عن سيف إنّه امتاز في خدمته وكان مُحارِبًا شُجاعًا مهنيًّا أحبَّ أصدقاءه وأحبُّوه، وكان من المُتوقّع أن يُنهي خدمته العسكريَّة قريبًا، إلّا أنَّ القدر اقتطفه من بيننا في حادث طُرق أليم.
بعد ذلك تمَّ وضع الأكاليل ومنها إكليل جيش الدِّفاع الإسرائيليّ، إكليل سلاح المُشاة، إكليل وحدته وجنودها، وعددٌ ليس بقليل من الأكاليل الأُخرى.
وأطلقت ثُلَّة من الجُنود ثلاث عيارات ناريَّة في الهواء إحياءً لذكرى سيف الجُندي الرّاحل.