حكمت المحكمة المصرية ببراءة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مما شكل تحديا للولايات المتحدة أولا وكسر شوكة الشعوب العربية وإحباطها ثانيا،
ويعتبر قرار الحكم مفاجأة قد تعبر عن تشكيل أتحاد اقليمي عربي جديد فريد من نوعه يتفرد باتخاذ قراراته المصيرية بعد كسر حاجز الخوف والتبعية لأقوى دولة بالعالم وخصوصا بعدما اهتزت كراسي حكام الدول العربية.
وبما اننا نرحب بمثل هذه الخطوة التي أعادت للعرب اعتبارهم بعد زمن طويل من التبعية والتخبط.
لكنه لها ضحايا, أولهم الشعب المصري الذي عانى من فساد أداري ونهب للمال العام وانتهاك لكرامة الأنسان ناهيك عن الدماء التي سالت من أجل الحرية وتحقيق حلم الديمقراطية والعدل والمساواة . في مسعى للالتحاق بركب الدول المتحضرة الملتزمة باحترام قوانين حقوق الأنسان.
لقد صدم الشعب العربي برمته من القضاء المصري الذي سُيسَ بغية تبرئة ساحة زمرة عاثت بالأرض فسادا مقارنة بالرئيس السابق محمد مرسي الذي حكم مصر لمدة عام واحد فقط ويعاقب بالسجن والاهانة . ورغم أنني ضد حكم الاخوان ولكن كلمة الحق يجب أن تقال ومع الأسف لا عدالة في الأراضي العربية.
وبذلك نعلن الحداد على القضاء في الدول العربية وخصوصا أرض الكنانة الذي يستحق شعبها صحوة ضمير من الرئيس السابق حسني مبارك بالقبول بمشيئة الله وانتقامه الدنيوي وذلك بتقديم الاعتذار عن سوء أدارته واستغلال منصبه للضرر بالمال العام لثلاثين عاما متواصلة وتعويض الشعب ماديا كبناء منازل واهدائها لكل عائلة وهذا أقل ما يستحق شعب الكنانة.
والمضحك في الأمر أن وسائل الأعلام العربية المقروءة والمسموعة بكل فخر تناولت في 2014 فضيحة رؤساء أسرائيل موشيه كتساف وعيزر فايتسمان ورئيس الوزراء ايهود اولمرت. فما هو القصد من نقل مثل هذا الخبر , هل هو تشفي من العدو الصهيوني أم أنكم تنوون تطبيق العدل في بلداننا.
فعلا شر البلية ما يضحك, فالدولة التي تتهم دائما بالعداوة القائمة على اهداف الصهيونية تطبق العدل على رؤسائها وتعاقبهم لعدم احترامهم لمناصبهم وتزج بهم في السجن حيث لا سلطة تعلو على سلطة القضاء. فأين المثقفون العرب من هذا كله؟!
في الحقيقة يناقضون انفسهم بصمتهم الغريب عما يحدث من ظلم حيث تتم تبرئة المجرمين ويتم الزج في السجون للمدافعين عن حرية الرأي مثل سعاد الشمري ورائف بدوي وكثيرون غيرهم.. أناشدكم ايها المثقفون المسالمون بالعمل كفريق واحد والوقوف ضد مثل هذه القرارات المخزية بحق البشرية وشعوبكم التي تعيش تحت خط الصفر من الفقر والجهل.
أذا أستمر صمتكم على تسييس القضاء فأنتم مسؤولون أمام الله والتاريخ.
