حديث فيه نظر
زار احد أهالي عسفيا أصدقاءه في عشيرة بدوية. وفي السهرة أراد المعزبين ان يداعبوا ضيفهم، فسألوه ان يحدثهم عن الدين الدرزي.
قالوا: يا ضيف الرحمن يا دريزي! كل طائفة لها كتاب ودين، شنو هو كتابكم ودينكم؟
لم يكن الضيف يتوقع هذا السؤال. فهو ليس رجل دين. فأراد ان يجيبهم على قدر عقولهم او على قدر عقله.
قال: ان الله الذي خلق الكون بعث الأنبياء وخلق الأديان.
خلق أولا دينا وكتاب التوراة بالعبرية، فيه عهد بأنهم الشعب المختار، ووعود بأرض الميعاد، وعرضه على الناس، فقبله اليهود.
ثم خلق دينا اخر وكتاب الإنجيل باليونانية، فيه شرب النبيذ وأغاني وموسيقى وتخفيف الصلوات والفرائض. وعرضه على الناسز فقبله النصارى.
ثم خلق دينا ثالثا وكتابا بالعربية، فيه تعدد زوجات وانهار من عسل ولبن في الجنة، وأنهم خير امة أخرجت للناس، وعرضه على الناس. فقبله المسلمون.
وبعد مدة سمع رب العرش أصواتا وصيحات وضجيجا على الأرض. فأرسل ملائكته لمعرفة الخبر، فاعلموه ان جماعة من الفرسان يحدون ويهزجون ويحوربون وينتخون مطالبين بدين لهم.
فقال: اخبروهم إنني خلقت الأديان وفرقتها. فليذهبوا وينضموا الى أي دين أرادوا. فلما سمعوا ذلك ازدادت النخوات، ودر هُبّه، ووين راحت النشاما.
رجع الملائكة وقالوا: إنهم يريدون دينا خاصا بهم. ووصلت الى السماء اصوات الحداء وإطلاق النيران ولمعان السيوف. فقال تعالى: إذا لم يقبلوا، آمرهم ان يختاروا الحكمة من كل دين، ويصنعوا لهم كتابا ودينا جديدا. وهيك كان وهيك صار يا معزبين الرحمن. والله اعلم.