بالتعاون مع مجلس معليا المحلي ورئيسه السيد حاتم عراف استضافت مؤسسة محمود درويش د. حاتم خوري حول كتابه الذي صدر حديثا حيث غصت قاعة مسرح الأحلام في معليا بالحضور الكريم من مربين ومثقفين وشخصيات اعتبارية من المدن وقرى الجليل مساء السبت 17.1.2015 .. جاءوا لحضور الندوة حول كتاب د. حاتم خوري – تواقيع على الرمل .
افتتح الندوة الكاتب عصام خوري مدير مؤسسة محمود درويش بكلمة مرحبا ومؤكدا حول رسالة المؤسسة في إطلاق نشاطاتها شهرا بعد شهر من خلال ما يحدث من أحداث ورصد ما يصدر من إصدارات تتحدث عن هموم وأماني وطموحات شعبنا . بعد هذا الاستهلال تولى إدارة الندوة السيد حاتم عراف رئيس مجلس معليا ليرحب بالضيوف والحضور متحدثا عن أهمية هذه اللقاءات التي تتمحور حول هموم شعبنا ومنها قضية الأوقاف التي احتوتها صفحات كتاب الدكتور حاتم خوري ...
بعد هذا دعي الكاتب سهيل عطا الله ليدلي بدلوه حول كتاب الدكتور حاتم . في كلامه أشار كاتبنا إلى مقالة كان قد نشرها في الاتحاد الغراء حول (تواقيع على الرمل) مقتبسا منها ما يلي :
"يتزامن صدور هذا الكتاب مع حقبة تاريخية مفصلية في واقع حياتنا نحن العرب المسيحيين في هذا المشرق حيث نعيش معاناة " فيها رفض لوجودنا من خلال تكفيرنا وتخويننا . في أيامنا هذه تغير علينا صقور تنظيمات ظلامية ظالمة من عرب وغير عرب مستهدفة نهشنا وطمسنا في تاريخاّ وهوية . ليس بغريب أن يعمل العنصريون على قتلنا أو تهجيرنا، لكن الغريب العجيب أن يكون تهجيرنا على أيدي اكليروس وعلمانيين يعيشون فسادا في الأوقاف والمؤسسات ..
أما بالنسبة لمن لم يعجبه ما ورد في الكتاب ، فأكد الكاتب سهيل عطا الله بان من يتستر على الفساد مدان كسكوتنا عن مجابهة الباطل وتساءل : أهي جريرة أن يقوم منا رجل كحاتم خوري الذي يريد بعثا وحياة جديدة تتدفق دماؤها النقية في عروق أبرشية نريدها موقعا للاستقامة وصيانة الأوقاف والاهتداء بتعاليم المحبة التي استشهد من اجلها فادينا وراعينا الصالح ابن الجليل ؟! انهي الكاتب كلامه راجيا أن يعتمد المطران الجديد ما جاء في كتاب حاتم ... ففي الكتاب معركة وصحوة :معركة ضد الفساد وصحوة تستنهض العباد .
بعد هذه المداخلة دعا الكاتب عصام خوري سعادة القاضي د. احمد ناطور ليقدم كلمته .. فأكد قاضينا العزيز انه عندما يتحدث احدنا عن أوقاف المسيحيين نقرأ في حديثه حديثا عن أوقاف المسلمين ، فنحن من امة واحدة وطموحاتها واحدة . لقد تساءل الدكتور ناطور : كيف يتحالف الراعي مع الذئب ضد الحمل ؟ مشيرا إلى قادتنا الروحيين ومعاونيهم منتهجي مناهجهم الفاسدة التي يأكل حصرمها أبناء طوائفنا الطيبون .
لقد روى سعادته عن رحلة كان فيها عائدا على متن طائرة من أمريكا إلى إسرائيل حيث رأى شابة في حضنها طفل يبكي فسألها عن بكاء الطفل فأجابته بالعربية أن ولدها يشكو من السفر الطويل ، وأعلمته أنها مسيحية من قرى الجليل، زوجها يعمل في انتظام في كندا وحياتها موزعة بين المهجر والوطن .. وهنا طرح السؤال : لو كانت الأوقاف توفر عمل لأبنائها ، أكانت تحدث هكذا مآسي اغتراب ؟!
أما بالنسبة للانتماء المسيحي للعروبة فقال سعادته :
المسيحيون هم أصل العرب – من الأخطل الكبير حتى الأخطل الصغير، ومن امرؤ ألقيس حتى جبران خليل جبران ، وردد ما تقوله القيادة الفلسطينية " انه لا يتصور فلسطين من غير المسيحيين " ..
أما بالنسبة لأوقاف المسلمين التي تتحكم فيها دولة إسرائيل فقال :
إن المحكمة الشرعية كانت خطرا على الأوقاف حيث استعملوا المحكمة منصة لبيع الأوقاف .. والمؤسف أن المتحكمين يأخذون أوقاف المسلمين ومقابرهم لبناء الملاهي والفنادق عليها .. وأنهى سيادته الكلام بان قضايا الأوقاف يجب طرحها في أروقة الفاتيكان والأمم المتحدة وفي أقطار العرب والمسلمين مضيفا انه علينا مقاطعة بائعي الأوقاف وإقامة لجنة إسلامية مسيحية لمواكبة هذه الأمور .
في النهاية كان الكلام لفارس اللقاء كاتب الكتاب الدكتور حاتم خوري الذي شكر المجلس والمؤسسة على استضافته مع كتابه وشكر أيضا مقدمي المداخلات وأسهب في شرح ما جاء في كتابه حرصا على أوقاف أبرشيته الملكية الكاثوليكية مشيرا إلى بذل وعطاء فرسان جمعية أبناء أبرشية الجليل مقارعين المسئولين الفاسدين ، من اجل خير أبناء الطائفة العربية المسيحية ونقاء كنيستها ..
في نهاية الندوة شارك الكثيرون من الغيورين في طرح الأسئلة والملاحظات القيمة حول الأوقاف ووجوب رعايتها وصيانتها وملاحقة الفاسدين المتعاونين مع أعداء طوائفنا ..
في نهاية اللقاء وزع الكاتب كتابه على الحضور .