عمان - أعلن مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومنسق التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الارهابي الجنرال جون ألن، "أن هجوما على الأرض سيبدأ قريبا ضد عصابة (داعش) الارهابية تقوده القوات العراقية بإسناد من دول التحالف".
وأشار ألن في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الى أن قوات التحالف تجهز 12 لواء عراقيا، تدريبا وتسليحا، تمهيدا لهذه الحملة البرية.
وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يمثل، قيادة ورؤية، نموذجا للقيادات الاستثنائية في المنطقة، وان الولايات المتحدة وحلفاءها يستمعون بجدية لصوت جلالته حول القضايا الجوهرية. وشدد ان الملك اكد ان "دعم التحالف مهم للقضاء على داعش"، وجلالته "قيادة عربية وصوت إسلامي جوهري على مستوى العالم".
وأعرب ألن عن تعازيه للأردن ملكا وحكومة وشعبا، لاستشهاد الطيار الاردني النقيب معاذ الكساسبة في جريمة نفذتها عصابة (داعش) الارهابية والتي وصفها بـ "الخسيسة والبشعة".
وشدد على أن للشعب الاردني قدرة كبيرة للدفاع عن نفسه، ولديه الروح للقيام بذلك، وقال "زرت الأردن مرات عديدة ولأول مرة أرى وحدة الأردنيين بهذا الشكل"، مشيرا الى أن الأردنيين أصبحوا أكثر قوة واتحادا بعد استشهاد الكساسبة.
وقال، ردا على سؤال "لدينا شريك في العراق، لكن ليس لدينا شريك في سورية، في حربنا على الإرهاب"، مبينا انه "سيتوجه الى دول شرق آسيا لتوسيع التحالف الدولي الذي يضم اليوم 62 دولة".
ونفى الجنرال ألن ان يكون هناك تغيير في استراتيجية التحالف، وقال: "استراتيجينا واضحة وهي قائمة على هزيمة داعش".
ونوه بدور الاردن المهم السياسي والانساني في المنطقة، مشيرا الى "ان الأردن يحول دون تدفق المزيد من المقاتلين الى سورية والعراق".
وقال ان (داعش) "ليست دولة إسلامية، وقد يعتقد بعضهم أنهم اسلاميون، لكننا نرفض ذلك، وهم ليسوا دولة وليسوا إسلاما".
وأوضح ان التحالف يقوم بدعم العشائر العراقية الآن، وهناك شباب من العراق وقوات أميركية خاصة تقوم بتدريب العشائر، التي بدأت تعمل بفاعلية ضد (داعش)، كما كانوا يفعلون ضد القاعدة وخاصة في الأنبار.
وأوضح الن أن جلالة الملك أوضح في واشنطن "أن الأردن مهتم بالقيام بالمزيد لمحاربة داعش"، متطلعا الى لقاء جلالة الملك غدا (اليوم) للاستفادة من حكمة جلالته ورؤيته، حول طبيعة التهديد الذي يمثله (داعش)، التي تنسجم أيضا مع رؤية القوات العربية المشاركة في التحالف ضمن 62 دولة مشاركة.
واكد الن ان "الأردن يستحوذ على اهتمامنا، ومن الواضح أن هذا سيكون توجه الإدارة الأميركية، وهو تقديم الدعم للأردن". مشددا على "أن الولايات المتحدة والأردن سيبقيان صديقين مقربين".
وحول امكانية تغيير استراتيجية التحالف قال الن "لا أعتقد أنه سيكون تغيير في الاستراتيجية فهي واضحة.. استراتيجيتنا قائمة على هزيمة داعش".
وأكد أن الأردن يلعب بمصداقية في العديد من مناحي هذه الاستراتيجية، و"ها نحن نرى سلاح الجو الملكي يشارك بفاعلية في محاربة التنظيم، وهذا يعكس أهمية مشاركة الأردن، كما أنه يلعب دورا مهما على الصعيد الانساني".
وأشار الى دور مهم آخر للأردن وهو أنه يحول دون تدفق المزيد من المقاتلين الى سورية والعراق.
وقال إن أكثر الاصوات فاعلية في مواجهة "داعش" كان يجب أن تأتي من نفس المنطقة، وشخص ما من العرب أو المسلمين، "وقد كان جلالة الملك واضحا منذ البداية، وحتى قبل التحالف، من أن هذا التحدي هو مسؤولية العرب والمسلمين".
واكد الجنرال الاميركي ان العديد من دول التحالف قامت بمساهمات كبيرة في المجال العسكري، في الحملة على "داعش"، لكنه لفت الى ان "أهداف داعش (هي) تدمير العراق، والتوسع جنوبا، باتجاه النجف والهجوم على السعودية وزعزعة استقرار الأردن".
ولفت الى ان قرار الرئيس أوباما وشركاءه في التحالف كان "تبني الحل العسكري من خلال القصف الجوي، بهدف القضاء على (داعش) وايجاد الوقت الضروري لإعادة التدريب والعمل مع قوات الأمن العراقية، والحد من تقدم التنظيم، وقد قتلت القوة الجوية الآلاف منهم وتم إيقاف تقدمهم".
واعلن ان "هجوما مضادا واسعا على الارض سيبدأ قريبا". موضحا ان للولايات المتحدة والتحالف "مستشارين بقيادة العراق، وهم يقدمون المشورة والنصح للقوات العراقية وهم فاعلون في القيام بالعمليات".
واشار ايضا الى ان وفي مناطق أخرى في العراق "قمنا بإنشاء اربعة معسكرات في الأنبار، والتاجي، وبسمايا، واربيل، تقدم فيها قوات التحالف تدريبا للقوات العراقية، التي ستصبح جزءا من القوات التي تقوم بالهجوم المضاد" ضد "داعش".
وزاد "في كل من هذه المعسكرات هناك أميركيون واستراليون ودانماركيون وبرازيليون وبرتغاليون ونيوزلنديون واسبانيون وايطاليون والمان وبلجيكيون وهولنديون، وتقوم قوات التحالف من خلالهم تدريب القوات العراقية".
وقال انه "في الاسابيع القادمة عندما تبدأ القوات العراقية في الحملة البرية لاستعادة العراق، ستقوم قوات التحالف بتقديم الإسناد لذلك".
وشدد الن ان الولايات المتحدة تقوم بكل ما بوسعها لتقديم الدعم للقوات العراقية، لافتا الى تقديم مساعدات للعراق منذ سيطرة "داعش" على مناطق عراقية، وصلت الى نحو 1.6 مليار دولار أميركي.
وزاد "نقوم بتجهيز 12 لواء (عراقيا)، وهذه الأمور نقوم بتسريعها، ونرغب أن تقوم القوات العراقية بالسيطرة على الأوضاع داخل العراق".
وردا على سؤال، حول كيفية سقوط مناطق في العراق فجأة أمام "داعش" الإرهابية، اعتبر الن ان "داعش كانت تتبنى حملة تلامس وجدان الناس في الهجوم على العراق، ويمكن أن نرى هناك عناصر من الصدّاميين (رجال النظام السابق)، بمقدرات عسكرية هائلة".
واضاف انه كان للتنظيم "حملة متماسكة، كعمليات التفجير الانتحارية، التي كانت موجهة ضد قوات الأمن والمسؤولين الأمنيين والقيادات الدينية، وقادة العشائر والموظفين الحكوميين، لذلك عندما جاءت "داعش" فإن الدمار الذي حصل للجميع كان كبيرا وليس عرضيا بل مقصودا".
كما راى أن نظام المالكي استنزف الكثير من مقدرات العراق، واستبدل قيادت قوات الأمن وخسر العراق الكثير من معداته، ما أدى للانهيار.
وحول جهود دعم العشائر العراقية، قال الن "نحن الآن نقوم بدعم العشائر العراقية، كنت هناك ورأيت شبابا من العراقيين وقوات أميركية خاصة يقومون بتدريب العشائر، الذين بدأوا يعملون بفاعلية ضد "داعش"، كما كانوا يفعلون ضد القاعدة خاصة في الأنبار".